بالرغم من كل الإشارات الصادرة من داخل الكيان الغاصب والتي تشير إلى الخطر الذي يتهدد الوجود الصهيوني بسبب انقلاب الوضع في دول الجوار إلى مالا يشتهيه العدو، فإن (إسرائيل) مستمرة في جرائمها إما تجاهلا لثورة الشعوب العربية وإما لجس نبض الشارع العربي والقادة الجدد وخاصة في مصر. تستمر (إسرائيل) في استهداف المواطنين في قطاع غزة فتقصفهم بطائراتها رغم التهدئة التي استعدت الفصائل الفلسطينية للالتزام بها، وكأنها لا تريد لتلك التهدئة أن ترى النور، وكأنها تريد جر المقاومة إلى دوامة من العنف للتهرب من التزاماتها سيما المتعلقة بصفقة الأسرى، وكذلك فهي تستفز العرب والمسلمين بما تقترفه في مدينة القدس من بناء للمستوطنات والتوعد بزرع المزيد منها في قلب العاصمة الفلسطينية، وكذلك باستهدافها لسكانها وإبعادهم عنها كما حصل مع النائب المقدسي أحمد عطون ، وكذلك فإن عدم التزامها بالمعايير التي حددتها القاهرة لإتمام صفقة الأحرار. كما يوحي بذلك الإعلام الإسرائيلي، يعني عدم إدراكها لما يحدث من حولها والمغامرة بالعلاقة مع المجلس العسكري الأعلى بصفته الوسيط الوحيد والراعي لصفقة "وفاء الأحرار". لا شك أن ضغوطا عربية مورست على دولة الاحتلال لتتوقف أو تحد من عبثها بالمقدسات في المدينة المقدسة، ولا بد لتلك الضغوط أن تستمر وتحديدا من الشقيقتين مصر والأردن، باعتبار أن العبث الصهيوني بالمقدسات والأرواح يعتبر انتهاكا صريحا للاتفاقات بين دولة الاحتلال مع مصر والأردن، إن لم نقل بأن حماية المقدسات الإسلامية هي مسؤولية المسلمين جميعا. ولا يجوز أن يلتزم العرب ولا تلتزم (إسرائيل) وكذلك فإن سكوت الدول العربية عن الانتهاكات الصهيونية سيزيد من الاحتقان في الشارع العربي .