قال وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه إن باريس تعتقد أن سوريا مسؤولة عن الهجمات على قواتها في لبنان يوم الجمعة الماضي. وأصيب خمسة جنود فرنسيين في انفجار قنبلة مزروعة على طريق في جنوب لبنان في ثالث هجوم هذا العام على قوات الأممالمتحدة التي تنتشر قرب الحدود مع إسرائيل. وقال جوبيه لراديو فرنسا الدولي "لدينا سبب قوي للاعتقاد بأن هذه الهجمات جاءت من هناك (سوريا)". وأضاف "نعتقد أن هذا هو الأرجح.. لكن ليس عندي دليل." وتمارس كل من فرنسا وبريطانيا وألمانيا والولايات المتحدة ضغوطا من أجل إعادة طرح موضوع سوريا مجددا على مجلس الامن التابع للأمم المتحدة. وكانت روسيا والصين قد عارضتا قرارا في أكتوبر تشرين الأول يدين القمع الذي تمارسه دمشق للمحتجين المطالبين بالديمقراطية ويهدد بعقوبات محتملة. وتمارس باريس ضغطا في الوقت الحالي من أجل فتح ممرات إنسانية لتقديم مساعدات للسوريين. وجاء الهجوم بعد هجمات سابقة في مايو أيار ويوليو تموز على جنود فرنسيين وإيطاليين يشاركون في قوة حفظ السلام وحدث في وقت تستعد فيه الأممالمتحدة لإجراء مراجعة بخصوص القوة المؤلفة من 12 ألف فرد والتي زيد عددها في أعقاب الحرب التي استمرت 34 يوما بين إسرائيل وحزب الله عام 2006. ودعا جوبيه الحكومة اللبنانية إلى ضمان سلامة أفراد قوة حفظ السلام في البلد وقال إن عملية المراجعة في الأممالمتحدة ستشمل تقييما لعواقب الهجمات وتعيد رسم أهداف قوة الأممالمتحدة المؤقتة في لبنان (يونيفيل). ومن المقرر ان يزور رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي باريس في يناير كانون الثاني ومن المحتمل ان يتصدر الوضع في سوريا جدول الاعمال. وتقود فرنسا الجهود الغربية في محاولة لحمل الرئيس السوري بشار الاسد على انهاء القمع. واشار جوبيه الى الحاجة لاقامة مناطق لحماية المدنيين في اول اقتراح من قوة غربية رئيسية للتدخل الخارجي على الارض. وقال جوبيه انه يشعر بقلق من الوضع في مدينة حمص السورية وابدى امله في ان تكون الجامعة العربية مازالت قادرة على اقناع دمشق بالسماح بدخول مراقبين الى سوريا لتوفير المساعدة ومعرفة ما يحدث على الارض. وذكر مبعوثون غربيون أن مجلس الأمن الدولي وافق يوم الجمعة على مطالبة فرنسا بإفادة عن أعمال القمع في سوريا من كبير المسؤولين عن حقوق الإنسان في الأممالمتحدة وذلك بعد أن تغلبت على معارضة من روسيا والصين والبرازيل. وذكر جوبيه أن الأسد فقد كل شرعية وأن باريس تضغط على روسيا لدفعها إلى تغيير موقفها في الأممالمتحدة حيث رفضت موسكو أن تساند قرارا لمجلس الأمن ضد سوريا.= وقال "نحن نحاول إقناع روسيا بالخروج من العزلة التي وضعت نفسها فيها."