قبل يوم فقط من مباراة القمة "الكلاسيكو" المرتقبة بين ريال مدريد وبرشلونة في الدوري الأسباني لكرة القدم ، ما زال الغموض يحيط بما يدور في ذهن كل من مدربي الفريقين والطريقة التي سيخوض بها قطبا الكرة الأسبانية هذه المواجهة التي ينتظرها عشاق الساحرة المستديرة في كل أنحاء العالم. ولم يشر أي من المدربين البرتغالي جوزيه مورينيو المدير الفني للريال والأسباني المتألق جوسيب جوارديولا المدير الفني لبرشلونة إلى الطريقة أو الملامح التي سيكون عليها أسلوب تعاملهما مع المباراة. وأصبح السؤال الذي يدور بأذهان كثيرين حاليا هو النزعة التي سيميل إليها كل من المدربين الكبيرين وهل ستكون نزعة "شجاعة أم حذر ؟". وكان تألق ورقي مستوى ريال مدريد في الشهور القليلة الماضية ظاهرا وواضحا للجميع بما لا يدع مجالا لمقارنته بأي فترة للفريق في الموسم الماضي. وفي أبريل الماضي ، دفع مورينيو بمواطنة المدافع بيبي في وسط الملعب خلال مباراة الفريق أمام برشلونة كنوع من الحذر والتأمين الدفاعي وتسبب ذلك في انتقادات عديدة للمدرب البرتغالي الذي لجأ لطريقة أخرى تتسم بالشجاعة في مباراته مع برشلونة بكأس السوبر الأسباني خلال أغسطس الماضي. ونال مورينيو هذه المرة إشادة كبيرة من المحللين رغم خسارة فريقه حيث حرم برشلونة من نسبة كبيرة من خطورته بعدما ضغط عليه في فترات عديدة من المباراة. والآن ، ومع تقدم ريال مدريد على برشلونة بثلاث نقاط في جدول الدوري إضافة إلى أن الفريق الكتالوني خاض مباراة أكثر من الريال ، أصبح السؤال هو : هل يستغل مورينيو ذلك ويضاعف من الضغوط على برشلونة ويسعى لتقديم أداء هجومي قوي أم أنه سيلجأ للتأمين الدفاعي والاعتماد على الهجمات المرتدة من أجل الحفاظ على هذا الفارق دون مجازفة ؟. وقال مورينيو :"سأدفع بالأرجنتيني آنخل دي ماريا والبرتغالي كريستيانو رونالدو والأرجنتيني جونزالو هيجوين أو الفرنسي كريم بنزيمة" في إشارة إلى أنه سيخوض المباراة بتشكيل هجومي. وأشار أيضا إلى أن كلا من تشابي ألونسو والألماني سامي خضيرة سيحتفظ بمكانهما في خط الوسط بالتشكيل الأساسي للفريق. وبذلك ، تحوم الشكوك حول هوية اللاعب الذي سيشارك بجوارهما في خط الوسط. ويعد الألماني الدولي مسعود أوزيل أقوى المرشحين لشغل هذا المكان. وإذا شارك أوزيل ، ينتظر أن يقدم ريال مدريد أقوى وأروع مبارياته بشرط ظهور اللاعبين بمستواهم العالي المعهود. وفي المقابل ، قد يدفع مورينيو بأي من اللاعبين لاسانا ديارا أو فابيو كوينتراو في هذا المركز ليعود إلى الأسلوب الذي اعتاده في الماضي والذي يعتمد على التأمين الدفاعي. ويختلف الحال أيضا من خلال كيفية استخدام مورينيو لثلاثي خط الوسط لأنه قد يعتمد على الضغط الهجومي على برشلونة في وسط ملعبه وقد يستعين بثلاثي الوسط لمعاونة الدفاع في مواجهة هجوم برشلونة المتوقع.ولكن نزعة مورينيو في التعامل مع هذه المباراة لن تكون علامة الاستفهام الوحيدة حيث يحيط الغموض أيضا بأسلوب جوارديولا في التعامل مع هذا اللقاء المرتقب على استاد "سانتايجو برنابيو" بالعاصمة مدريد. واعتمد جوارديولا كثيرا في الموسم الحالي على الدفع بثلاثة لاعبين في خط الدفاع مع تكثيف تواجد فريقه في وسط الملعب للتأكيد على امتلاك السيطرة والاستحواذ على الكرة.ويرى البعض أن الاستمرار بنفس طريقة اللعب سيضمن للفريق فرض سيطرته على مجريات اللعب في هذه المباراة أمام ريال مدريد بينما يرى آخرون بأنها مجازفة ورعونة أن يلعب برشلونة بثلاثة مدافعين فقط في مواجهة هجوم الريال الذي يتميز بالسرعة والمهارة. وقال تشافي هيرنانديز لاعب خط وسط برشلونة "المخاطر أكبر ، ولكن من الممكن أن ننافس من خلال اللاعبين الذين نمتلكهم حاليا". وقد يلجأ جوارديولا إلى زيادة الكثافة العددية في خط الدفاع من خلال لاعب رابع ولكن ذلك سيكون على حساب أحد لاعبي خط الوسط. ويواجه جوارديولا مأزقا آخر يحتاج إلى حل وهو المفاضلة بين المهاجمين الأسباني ديفيد فيا والتشيلي أليكسيس سانشيز للدفع بأحدهما في مركز رأس الحربة خاصة مع تألق سانشيز من مباراة لأخرى بعد تعافيه من الإصابة حيث يرغب النجم التشيلي في تثبيت أقدامه في التشكيل الأساسي من ناحية وتأكيد جدارته بالمقابل المالي الذي دفعه برشلونة للتعاقد معه قبل بداية الموسم الحالي وبلغ 40 مليون يورو (6ر53 مليون دولار).والشيء الوحيد المؤكد حتى الآن هو أن مورينيو وجوارديولا بدأالمواجهة مبكرا حيث يمثل هذا الغموض الذي يحيط بأسلوبهما في التعامل مع المباراة جزءا أساسيا من خطة اللعب لكل من المدربين المتألقين.