تتجه أنظار الملايين من عشاق الساحرة المستديرة عند الساعة 12 من مساء اليوم السبت صوب العاصمة الأسبانية مدريد لمتابعة لقاء "السحاب" الذي طال انتظاره عندما يحل برشلونة ضيفا على منافسه التقليدي العنيد ريال مدريد باستاد "سانتياجو برنابيو" في المرحلة السادسة عشر من الدوري الأسباني لكرة القدم. ولم يكن أي من الفريقين يتمنى أن تأتي هذه المواجهة في وقت أفضل من الوقت الحالي الذي وصل فيه الفريقان إلى أعلى مستوى ممكن من الأداء في هذا التوقيت من الموسم. وحقق ريال مدريد الفوز في آخر تسع مباريات خاضها على ملعبه ضمن فعاليات الدوري الأسباني كما لم ينل الفريق أي هزيمة بملعبه في الموسم الحالي. ويعتلي ريال مدريد جدول المسابقة برصيد 37 نقطة من 14 مباراة خاضها الفريق حتى الآن حيث حقق الفريق الفوز في 12 مباراة وتعادل في واحدة وخسر واحدة كما حقق الفريق الفوز في جميع المباريات الست التي خاضها في الدور الأول لدوري أبطال أوروبا هذا الموسم ليعتلي مجموعته برصيد 18 نقطة. وفي المقابل، يحتل برشلونة المركز الثاني في جدول الدوري الأسباني برصيد 34 نقطة من 15 مباراة حيث فاز في عشر مباريات وتعادل في أربع وتعرض لهزيمة واحدة كما تصدر مجموعته في دوري أبطال أوروبا برصيد 16 نقطة من الفوز في خمس مباريات والتعادل في لقاء واحد. مورينيو متحفز لرد اعتباره امام تفوق جوارديولا والغموض يحيط بخطة المدربينوعلى مستوى الأهداف، تبدو كفة كل من الفريقين متساوية مع الآخر وتتسم بالروعة حيث سجل الريال 49 هدفا مقابل عشرة أهداف في شباكه خلال 14مباراة خاضها بالدوري بمتوسط يبلغ 3.5 هدف في المباراة الواحدة. ويقترب سجل الفريق في دوري الأبطال من هذا المتوسط أيضا حيث أحرز 19 هدفا مقابل هدفين في شباكه خلال ست مباريات بمتوسط يزيد على ثلاثة أهداف في المباراة الواحدة. ولا يختلف برشلونة كثيرا حيث سجل الفريق 47 هدفا مقابل سبعة أهداف في شباكه خلال 15 مباراة في الدوري الأسباني ليبلغ المتوسط أكثر من ثلاثة أهداف في المباراة الواحدة بينما سجل 20 هدفا مقابل أربعة أهداف في شباكه خلال الست مباريات التي خاضها في دوري الأبطال. وسجل برشلوزنة 13 هدفا في آخر ثلاث مباريات خاضها ولم تهتز شباكه بأي هدف في هذه المباريات الثلاث. ويمتلك كل من الفريقين مجموعة من أبرز اللاعبين إن لم تكن أبرزها في العالم على مستوى خط الوسط مما يعني أنها مواجهة متكافئة بين قوتين كبيرتين يصعب التكهن بالنتيجة النهائية بينهما. ويأمل الريال في تحقيق الفوز الأول له على برشلونة في الدوري الأسباني منذ ثلاث سنوات وبالتحديد منذ أن تولى المدرب جوسيب جوارديولا مسئولية فريق برشلونة. وقد تكون المباراة هي الفرصة الذهبية للبرتغالي جوزيه مورينيو المدير الفني لريال مدريد لرد اعتباره أمام جوارديولا الذي تفوق عليه في الدوري ودوري أبطال أوروبا في الموسم الماضي ثم في كأس السوبر الأسباني مطلع الموسم الحالي. ولم تصل مسابقة الدوري الأسباني إلى منتصف طريقها هذا الموسم ولكن فوز الريال على برشلونة في مباراة يعني اقترابه بشكل كبير من التتويج بلقب الدوري إذا واصل الأداء بنفس المستوى وحقق نتائج مشابهة لما حققه حتى الآن دون مواجهة أي مفاجآت. ويحتاج الريال للفوز لتوسيع الفارق مع برشلونة إلى ست نقاط قد تتسع إلى تسع نقاط في حالة فوز الريال بمباراته التالية في غياب برشلونة لمشاركته في بطولة كأس العالم للأندية التي انطلقت فعالياتها أمس الجمعة في اليابان. وفي المقابل، يحتاج برشلونة للفوز للعودة بقوة إلى مطاردة الريال على القمة للحفاظ عى فرصته قوية في الدفاع عن لقبه المحلي. وتحمل مباراة اليوم رقم 216 في تاريخ لقاءات الكلاسيكو بين الفريقين. وعلى الرغم من الفارق الكبير بينهما في عدد الألقاب محليا وأوروبيا لصالح الريال، تبدو كفتا الفريقين متوازنتين بشكل كبير في مواجهات الكلاسيكو حيث فاز الريال في 86 مواجهة مقابل 84 فوزا لبرشلونة و45 تعادلا. «لم يكن أي من الفريقين يتمنى أن تأتي هذه المواجهة في وقت أفضل من الوقت الحالي الذي وصل فيه الفريقان إلى أعلى مستوى ممكن من الأداء في هذا التوقيت من الموسم»وينتظر أن يسود الانتعاش أداء كل من الفريقين بعد أن لجأ جوارديولا ومنافسه مورينيو إلى منح الراحة لعدد من اللاعبين الأساسيين خلال مباراتي الفريقين، برشلونة أمام فيكتوريا بلزن التشيكي وريال مدريد أمام أياكس الهولندي، في دوري أبطال أوروبا يومي الثلاثاء والأربعاء الماضيين على الترتيب. و لم يفصح مورينيو عن نيته فيما يتعلق بمشاركة اللاعب الألماني مسعود أوزيل كلاعب وسط مهاجم أو الدفع بلاعب خط وسط مدافع كمحور ارتكاز في وسط الملعب بجوار الألماني سامي خضيرة والأسباني الدولي تشابي ألونسو. وفي المقابل، ما زال الغموض والجدل يحيط بالخطة التي سيعتمد عليها جوارديولا في هذه المباراة وهل سيواصل تطبيق خطة اللعب الهجومية المثيرة 3/4/3 أم أنه سيلجأ لبعض الحذر من خلال خطة اللعب 4/3/3. وفي الوقت نفسه، يدرس جوارديولا إمكانية وضع مهاجمه الأسباني الدولي ديفيد فيا على مقاعد البدلاء والدفع بالمهاجم الشاب إيساك كوينكا. وتستحوذ مباراة الكلاسيكو على كل الاهتمام في هذه المرحلة ولكنها لن تكون المباراة الوحيدة القوية في هذه المرحلة حيث يلتقي ليفانتي صاحب المركز الرابع مع أشبيلية صاحب المركز الخامس كما يحل فالنسيا ضيفا على ريال بيتيس في لقاء ثالث. وفي باقي مباريات المرحلة، يلتقي ريال سرقسطة مع ريال مايوركا وفياريال مع ريال سوسييداد ورايو فاليكانو مع سبورتنج خيخون وأتلتيك بلباو مع ريسينج سانتاندر واسبانيول مع أتلتيكو مدريد وملقة مع أوساسونا وخيتافي مع غرناطة.