منذ تولى علي داود رئاسة نادي الوحدة بالتكليف لمدة عامين ومجلس إدارته الموقر وحتى الآن لا أحد يستطيع أن ينكر قيامهم بأمورِ إيجابية ملموسة وتدعو للتفاؤل وأثنى عليها الوسط الوحداوي ، وحينها صرح أبو خالد بأنه مجرد ( مدير تنفيذي ) وليس رئيساً تقليدياً بمعنى أنه سوف ينفذ رغبات وطموحات اللجنة العليا ، وذكر أن من أهم أهدافه ومجلس إدارته ( الحالية ) هو العودة بالفريق الأول لكرة القدم لمصاف دوري زين في الموسم الرياضي المقبل ، ولكن سرعان ما تفاجأ علي داود على ما يبدو بواقع لاعبي الفريق الأول ( المرير ) والواضح بجلاء لكل وحداوي ، فمجموعة من اللاعبين ( أكل عليهم الدهر وشرب ) يصولون ويجولون في الملعب ولا يستطيع أحد أن يقول لهم ( ثلث الثلاثة كم ) وهم منتهوا الصلاحية ، ولاعبون محبطون لن يستطيعوا أن يصعدوا بأنفسهم وهممهم عوضاً عن صعودهم بالفريق لدوري زين ، ولاعبون لا يحملون في أنفسهم ذرة ولاء ليس لنادي الوحدة بالتأكيد فالولاء أصبح ( للريال ) فنحن في زمن الاحتراف ، ورغم ذلك فهم لا يخلصون لمصدر رزقهم ولا يفكرون إلا في كيفية حصولهم على رواتبهم بانتظام وفي داخلهم ينتظرون الفرصة للانتقال من هذا الكيان العريق إلى أندية أخرى قد يظنون أنه مرحبٌ بهم فيها ، وقد تناسوا أن هذه الأندية التي يرغبون في الانتقال إليها قد تكتب نهايتهم الكروية عبر ( دكة الاحتياط ) ولنا في عيسى المحياني المثال الحي ولاعبون شباب ( زي الورد ) قد أصابهم الملل وهم ينتظرون الفرصة الحقيقية ولم يحظوا بها حتى الآن ولا زالوا حبيسي ( دكة الاحتياط ) ، هذا الواقع المؤسف والملموس والمدعوم بالنتائج المخيبة للآمال جعل الهدف ( سريع المدى ) الذي وضعه علي داود ورفاقه بالعودة في الموسم المقبل لدوري زين ( تسلل ) ، مما جعل أبو خالد يصرح مؤخراً لإحدى الصحف بقوله ( أقول لجماهير الوحدة ادعو لنا ولا أعدهم بالعودة للممتاز، ولكني أعدهم بالعمل والاجتهاد، وبذل كل ما في وسعي أنا وبقية أعضاء مجلس إدارتي، خصوصا أنه يوجد 15 فريقا هدفهم وطموحهم مثلنا ) ، وهنا أتساءل : ألم يكن يعلم الأستاذ علي داود بأن ال 15 فريقاً في الدرجة الأولى لديهم نفس طموح الوحداويين حين أطلق تصريحه عقب توليه رئاسة الوحدة بأن الهدف الحالي هو العودة بالفريق لدوري زين ؟ وهل ال 15 فريقاً الذين يملكون نفس طموح الوحداويين يملكون إمكانات الوحدة حالياً وخصوصاً في ظل وجود اللجنة العليا وعلى رأسهم الشيخ صالح كامل ؟ ، وفي ظل وجود هذه التسهيلات وهذه الإمكانات وهذا الضخ المالي الرائع كصرف الرواتب المتأخرة ومن ثم صرفها شهرياً وبانتظام وو ... الخ أليس من الأجدر أيضاً أن يتم التعاقد مع مدرب كفؤ بدلاً من المدرب الحالي الذي لا يملك أي سجل تدريبي وتم الزج به مع الفريق الأول بطريقة ( املأ الفراغ ) لينطبق عليه المثل القائل ( زي الأطرش في الزفة ) فيتلقى الفريق على يديه هزيمتين الأولى بالثلاثة والثانية بخروج مخجل من الشعلة في كأس ولي العهد ؟ ، إن الضخ المالي مطلب وحداوي بلا شك ولكن الفكر الاحترافي الذي يحقق الأهداف القريبة المدى والبعيدة المدى من وجهة نظري يعد مطلباً أهم للوحداويين ، والوحداويون حتى الآن لمسوا الدعم المادي من قبل الشيخ صالح كامل وتبقى أن يلمسوا الفكر الاحترافي من قبل المدير التنفيذي ورفاقه فهل من استفاقة ؟ . ( على الهامش ) الاستعانة برجال الزمن الجميل لنادي الوحدة مطلب وحداوي بالتأكيد ولكن ليسوا كأعضاء مجلس إدارة بل كمستشارين ، فمجلس الإدارة في زمن الاحتراف يحتاج للدماء الشابة صاحبة ( الفكر الرياضي الحديث ) ، وكرة القدم أصبحت علم وصناعة ولم تعد تعتمد على طريقة ( الطربقة ) في الملعب وتعامل لاعبون قدامى ( هواة ) مع لاعبين محترفين حاليين يخلق نوع من التناقض العجيب والتضارب الحتمي لدرجة أن من يشاهد البون الزمني الشاسع بين الفئتين يخيل إليه أننا نريهم معرضاً عنوانه ( بين الأمس واليوم ) بين ماضي الهواة وحاضر المحترفين ونغفل قول الشاعر لكل زمانِ دولةٌ ورجال . [email protected]