( قصة ساحة الورد ) تجربة جديدة في المسرح الفلسطيني تقدم رواية فلسطينية عن جانب من التاريخ في عرض يجمع بين الرقص والغناء والتمثيل قدمته فرقة سرية رام الله الاولى على مسرح قصر رام الله الثقافي . وقال خالد عليان المدير الفني للفرقة ومصمم رقصاتها لرويترز بعد العرض " إن ما يميز هذا العمل أنه بمثابة التجربة الاولى في عالم المسرح الغنائي في فلسطين فهو يشتمل على مقاطع موسيقية وأخرى مغناة ويجمع في طاقمه بين الممثلين والراقصين . " وتعود ( قصة ساحة الورد ) للكاتب الفلسطيني الراحل حسين البرغوثي الى ما قبل النكبة برؤية فنية جديدة متناولا جانب قطاع الطرق في الحياة الفلسطينية و " ان لم تكن ظاهرة " كما يرى عليان . ويبدأ حمدان الذي لعب دوره عامر حليحل والجالس في اقصى المسرح على منصة خشبة الى جانبه ابو يوسف الذي مثل دوره ايمن نحاس في نبش الذاكرة محاولا ان يتذكر كيف كانت الاوضاع قبل عام 1948 بحضور ثلاث نساء يحملن اواني البخور الذي تعبق به قاعة المسرح . ويقول حمدان في وصفه لما كانت عليه الاوضاع في فلسطين قبل عام 1948 باللغة العامية الدارجة " لبلاد هايه صارت غير ورقصها غير . . . أيامها كاينه باقيه طريق وعره وماشيه عسفوح الجبال وتنزل نزول عيافا وحيفا والبحر . وف طلة الصبح الندى كاين بقى يقرفش الادين وجامد عالعشب وجناح الطير والشجر . تقول عنو حليب وصار كزاز . يسموه " حورور " يعني ندى . " وعلى وقع هذه الكلمات تبدأ عرافات ثلاث وهن يحملن البخور بالطواف على الراقصين والراقصات الممدين على ساحة العرض ليبدأوا بالاستيقاظ ولبس ملابسهم فيما تكون الفتاة رمز رمان التي لعبت دورها أمل الخطيب - احدى الراقصات الرئيسيات في العمل - تنظر اليهم من أعلى سلم الحبال الجالسة عليه . ويقدم 15 راقصا وراقصة مجموعة من الرقصات التعبيرية على وقع موسيقى وأغان من اغاني التراث الفلسطيني تقدم صورة جديدة للمرأة . وقال عليان " المرأة هنا في هذا العمل بعيدة عن صورتها النمطية الضحية والمسكينة فهي هنا قوية وصاحبة قرار . " ويتواصل العرض مقدما نموذجا لحياة قطاع الطرق على اعتبار ان اصحابها كانوا ينظرون اليها على انها مهنة ولديهم اخلاق . وقال الممثل عامر حليحل الذي أدى دور حمدان وهو مخرج العرض " نقدم في هذا العمل مجموعة الشباب والصبايا الذين يمكن التأسيس عليهم في ايجاد مسرح فلسطيني راقص . وهذا العرض الاول للعمل الذي سيكون افضل في كل مرة اخرى يؤدى فيها من خلال اكتسابهم مزيدا من الثقة في الاداء امام الجمهور . " واضاف " يعكس هذا العمل الذكاء الخارق لحسين البرغوثي من خلال هذا النص غير المألوف في الشكل والمضمون . كان هناك ناس بتعيش حياة عادية بدهم يظلوا عايشين حياتهم حتى لو كانوا قطاع طرق . هذه قصة انسانية بدنا نوصلها للعالم . كنا عايشين في بلدنا قبل النكبة . . شو ما كانت عيشتنا كنا نقرر لحلنا شو بدنا نعمل . " ويختتم العرض بمشهد لزواج حمدان من رمز رمان ابنة صديقه أبو يوسف . ويقول حمدان في هذا المشهد الذي بدا تراجيديا بقوة " واتجوزنا انا ورمز رمان وسكنا في ساحة الورد . والله راحت ايام وأجت ايام وصرنا انا وياك نتاجر بالسلاح ونروح من رفح لمصر ومن مصر لليمن ومن اليمن لحلب ونلف ف هالبلاد . . هريبه من حدود لحدود . . تنها صارت الحرب . " ويضيف " والله فرق بين أهلنا وبينا . لا سمعنا خبر ولا اعرفنا نرجع . ويوم من الأيام خلينا كل تجارتنا وبعنا الجمال بالرخيص وقطعنا لحدود تهريب . شو عاد الدنيا صيف والشمس بتسطل واحنا نمشي توصلنا ولا ساحة الورد . . شبابيكها بتلمع زي اللي مجليه . "