اكد استشاري نفسي سعودي على أهمية سرعة التعامل النفسي مع حالات الاصابة والاهالي لطالبات مدارس براعم الوطن بجدة في اعقاب حادث الحريق الذي تعرضن له مشددا على ان اي تاخير فإنه يعني خطورة شديدة للجانب النفسي للطالبات واهاليهن. وفي تصريح خاص ل(البلاد) اكد الدكتور (محمد شاووش) استشاري الطب النفسي وعضو الجمعية السعودية للطب النفسي على ان حالة الحريق هذه مثل الغرق وكل الحوادث وهذه اما ان تحدث اثرا حاليا او مستقبليا وممكن تحدث عند البنات اللواتي عشن مأساة مدرسة براعم الوطن ما يمكن ان نسميه حالات الكرب الحاد وهي عبارة عن حالة من التوتر الشديد والقلق والتوجس والخوف، وممكن تصل الى اضطرابات النوم وتؤثر على اداء الوظائف الحياتية اليومية، وممكن ترافقها حالات فزع شديد واحلام مزعجة ومتعلقة بالحدث. وبالنسبة لمن حدث عندهم وفيات وممكن يؤدي ذلك بالنسبة لاقاربهن او حتى طالبات المعلمات المتوفيات او زميلاتهن المعلمات فيمكن ان يحدث لهؤلاء حالات الرثاء او الاكتئاب لان الوفاة غير متوقعة وفي حادث طارئ ومفجع، والبعض من الناس الذين تعرضوا للحادث او من اقاربهم من عاشوا الحادث يمكن ان يحدث لهم ما يعرف (كرب ما بعد الصدمة) ويظهر بعد اسابيع من الحادث وقد يستمر لعدة اشهر. وهذه الحالات من اعراضها التوتر والكآبة والاحساس بان الانسان ما زال يعيش اجواء الحادث والكارثة وقد يكون لديه اعراض جانبيّة بمعنى ان يكون لديه هلع من الحديث عن المدرسة او حولها او ما يذكره بالحدث.والمفروض الآن القيام بإعداد فرق للعلاج النفسي لكل المصابين ومن تعرض للمشكلة من غيرهم بمعنى ان يكون العلاج لكل منسوبي المدرسة وللاهالي الذين كانوا تحت تأثير الحدث، ويتم عمل فرز علمي للحالات والتعامل مع الحالات بحسب خطورة كل حالة فمثلا الحالات المصابة بالكرب الحاد تكون لها الاولوية والتدخل العاجل النفسي والسلوكي.