القدس المحتلة، دبي - أ ب، رويترز - أعلن «المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية» الذي يتخذ من لندن مقراً أمس، أن إيران تسعى إلى «اكتساب قدرة صنع أسلحة نوويّة»، وتحتاج الى سنتين لتحقيق ذلك، مرجحاً ان يكون فيروس «ستاكسنت» الذي ضرب أجهزة كومبيوتر في منشآت ذرية ايرانية، أبطأ برنامجها. وأشار المعهد في تقرير من 128 صفحة عنوانه: «قدرات إيران النووية والكيماوية والبيولوجية»، الى أن مزاعم قيام إيران بنشاطات كيماوية أو بيولوجية محظورة «لا يمكن تحديدها من المعلومات المعلنة المتاحة، وربما يكون مبالغاً فيها». لكنه اعتبر أن مزاعم طهران بأن برنامجها مخصص لأغراض بحث مدنية، «لا تحمل صدقية»، لافتاً الى ان القدرات النووية الإيرانية تنمو «في شكل مستمر» منذ 25 سنة. وأضاف مستدركاً أن «تلك المساعي لم تكن مكثفة مثل تلك التي شهدها مشروع مانهاتن (الذي قادته الولاياتالمتحدة بمشاركة بريطانيا وكندا لصنع أول قنبلة ذرية خلال الحرب العالمية الثانية)، والذي أثمر عن نوعين من الأسلحة النووية خلال ثلاث سنوات ونصف السنة، أو مشروع باكستان لإنتاج قنبلة نووية والذي نتج منه صنع اسلحة نووية بعد 11 سنة من اطلاق برنامج تخصيب اليورانيوم. وزاد التقرير: «إذا أرادت إيران إنتاج مواد انشطارية لاستخدامها في سلاح، في أسرع وقت ممكن، لكانت تحركت بسرعة أكبر. في شكل عام، حاول القادة الإيرانيون الإبقاء على الغموض في شأن نياتهم لإنتاج أسلحة نووية». وورد في تقرير المعهد أنه «على رغم الهدف المدني للطاقة النوويّة المُستخدمة في مشروع مثل مفاعل بوشهر، أظهرت المؤشرات في غالبيّتها ومن دون أدنى شكّ، أنّ إيران تسعى إلى اكتساب قدرة صنع أسلحة نوويّة، إذا قرّر زعماؤها المضيّ قدماً في هذه الخطوة الخطرة». ولفت التقرير الى أن مخزون إيران الحالي من اليورانيوم المنخفض التخصيب، «سيكون كافياً لصنع سلاح نووي أو اثنين إذا خُصِّب لدرجة أعلى»، مضيفاً ان طهران «ستملك خلال أكثر من سنة وسبعة أشهر أولى قنابلها التي تحوي يورانيوم عالي التخصيب»، إذا استخدمت منشأة التخصيب في ناتانز في أقصى طاقتها لصنع أسلحة. وأشار المعهد الى ان «مشاكل تقنيّة نتجت من خلل في تصميم الدفعة الأولى من أجهزة الطرد المركزي، واستعجال إيران تركيب أكبر عدد منها في ناتانز، وعمليّات التخريب الصناعي التي تعرّضت لها - بما في ذلك فيروس ستاكسنت المُخرِّب - عطّلت مسار تقدّم البرنامج النووي لطهران. وقال مارك فيتزباتريك المدير المسؤول عن برنامج عدم الانتشار ونزع السّلاح النووي في المعهد، ورئيس تحرير هذا التقرير: «أعتقد ان العالم فوجئ إيجاباً بالقيود التي تعرّض لها البرنامج (النووي الإيراني)، من خلال التخريب الصناعي واعتماد الإيرانيين على وسائل غير فاعلة». ورجّح التقرير أن «أيّ اندفاع إيراني لصنع قنبلة نوويّة سيُكتشف قبل توصّلها إلى جمع سلاح واحد. وبناءً على ذلك، ما زال الوقت يسمح بمناقشة تسوية مناسبة مع إيران من طريق التفاوض، إذا شاء قادتها فعلاً السعي إلى إيجاد تسوية». وخلص الى ان «انتاج إيران سلاحاً نووياً، ليس حتمياً». وشدد فيتزباتريك على أن «لا شك لديه في سعي إيران الى امتلاك قدرات تؤهلها لصنع أسلحة نووية، ولكن من الصعب التأكد أنهم يسعون الى بناء سلاح مشابه». ورداً على سؤال ل «الحياة» في شأن معنى حصول إيران على سلاح نووي، بالنسبة الى الأمن في الخليج والشرق الأوسط، أجاب: «إذا قطعت إيران الحد الفاصل بين قدرتها على امتلاك سلاح نووي، الى صنع سلاح مشابه، فإن ذلك سيدعو دولاً الى مهاجمة منشآتها النووية، ولن تقبل إسرائيل أو الدول الغربية التعايش مع إيران نووية. وإذا حصل هجوم مشابه، قد يسفر عن حرب هائلة وواسعة». وأشار الى أن «ضربات مشابهة قد تؤخر البرنامج النووي الإيراني سنتين أو ثلاثاً». أما جون تشابمان المدير العام والرئيس التنفيذي للمعهد، فاعتبر أن الولايات وإسرائيل بدأتا «مهاجمة» المنشآت النووية الإيرانية، من خلال «ذخيرة إلكترونية تحظى بدعاية أقل بكثير وبنتائج جانبية أقل». الى ذلك، أشارت وكالة «أسوشييتد برس» الى «معرض التكنولوجيا الإيراني» الذي يفتتح في سورية غداً، وتشارك فيه أكثر من 120 شركة، لمناسبة الذكرى ال32 للثورة في إيران. ونقلت الوكالة عن ديبلوماسي إيراني في دمشق قوله ان المعرض الذي يستمر خمسة أيام، وهو الأول خارج إيران، يستهدف الإظهار ل «الأصدقاء والأعداء» ان العقوبات لم تؤثر على طهران.