اسطنبول - رويترز - قال مسؤول أميركي سابق وخبير في الدبلوماسية النووية أن شن هجوم اسرائيلي على مواقع نووية إيرانية قد يصبح امراً راجحاً في 2012، اذا رأت اسرائيل ان امامها مجالا اوسع للتصرف بمفردها في الوقت الذي تشهد فيه الولاياتالمتحدة عاماً انتخابياً. وأضاف مارك فيتزباتريك الخبير في شؤون إيران بالمعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية لرويترز ان اخر تقرير اصدرته الوكالة الدولية للطاقة الذرية جعله اكثر قلقا بشأن اقتراب إيران من معرفة كيفية استغلال الطاقة النووية لصنع سلاح نووي. وتؤكد إيران ان برنامجها النووي يهدف الى توليد الطاقة للاغراض المدنية فقط. غير ان فيتزباتريك الذي كان مسؤولا عن ملف حظر الانتشار النووي بوزارة الخارجية الأميركية قال ان تقرير الوكالة الدولية التابعة للامم المتحدة يمثل ادانة لإيران. وذكر التقرير ان إيران عملت فيما يبدو على تصميم سلاح نووي وربما لا تزال تواصل الابحاث المتعلقة بهذا الغرض. وذكر فيتزباتريك ان اجتماع مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية يومي الخميس والجمعة في فيينا يجب ان يبرز القلق الدولي البالغ بشأن ما توصل اليه التقرير. لكنه اعرب عن شكوكه بشأن ما اذا كانت ستقبل روسيا او الصين بأي قرار ينص على ان إيران غير ملتزمة باتفاقية حظر الانتشار النووي. واضاف انه يخشى من ان تفقد دول تشعر انها الاكثر عرضة للتهديد من قبل إيران مثل اسرائيل الايمان بقيام المجتمع الدولي بعمل حازم وانها قد تتصرف بشكل منفرد. وقال فيتزباتريك "عندما تضع في الاعتبار ان العام المقبل يشهد انتخابات رئاسية أميركية ونشاطا سياسيا مفعما بالحيوية في الولاياتالمتحدة... فإن هذا قد يزيد من ميل اسرائيل لاتخاذ اجراءات منفردة." وزاد ان رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو ربما لا يطلب بالضرورة من الرئيس الأميركي باراك اوباما الاذن لشن هجوم اذا ما اعتقدت اسرائيل ان إيران قد تحصل على سلاح نووي او وضعت واحدا في موقع يصعب الوصول اليه. وقال نتانياهو يوم الاحد ان إيران اقتربت من الحصول على قنبلة نووية بشكل اكبر مما كان يعتقد. ورأى فيتزباتريك أن "الاحتمال الاكثر ترجيحا هو ان يتصل نتانياهو بأوباما ويقول له: انا لا اطلب ضوءا اخضر انا فقط اخبرك اننا اطلقنا الطائرات للتو.. فلا تسقطوها." وتابع "وفي عام يشهد انتخابات رئاسية بالولاياتالمتحدة اعتقد ان من غير المرجح ان يقدم اوباما على اسقاط هذه الطائرات." وتحظى اسرائيل بدعم قوي في الولاياتالمتحدة في اوساط السياسيين والعامة. وقد يزيد أي هجوم اسرائيلي على إيران من خطر اندلاع صراع اوسع في منطقة الشرق الاوسط في وقت باتت فيه اسرائيل اكثر عزلة بسبب التغيرات الناجمة عن ثورات الربيع العربي. وقال فيتزباتريك انه لا يعتقد ان اسرائيل قد اتخذت هذا القرار لكنه يرى ان الخطر اخذ في التصاعد. واضاف انه اذا اتخذت إيران القرار السياسي فإنها ستكون قادرة على صنع قنبلة نووية في غضون عام بالنظر الى مخزونها من الحالي من اليورانيوم منخفض التخصيب. لكنه شكك في ان تسارع إيران لانتاج قنبلة واحدة وقال انها قد تحتاج بضعة أعوام لانتاج العدد القليل المطلوب من القنابل لتشكيل "رادع نووي حقيقي". ومنذ العام الماضي، اختبرت إيران اطلاق صواريخ طويلة المدى وزادت من مخزونها من اليورانيوم منخفض التخصيب ونصبت اجهزة طرد مركزي اكثر تقدما لاستخدامها في تخصيب اليورانيوم بنسب اعلى ووضعت بعضها في منشأة محصنة في الجبال في منطقة فوردو. وقال فيتزباتريك ان العبء يقع على كاهل الحكومات لتطبيق عقوبات على إيران بتفويض من الاممالمتحدة لممارسة اقصى الضغوط عليها. واضاف "لا يزال هناك ادلة على ان إيران تتلقى مواد نووية ومواد ذات صلة بالصواريخ من شركات في الصين ومناطق اخرى." وزاد قائلا إن من الواضح ان بعض البلدان تستخدم كل السبل المتاحة لها لعرقلة البرنامج النووي الإيراني بعيدا عن اللجوء لعمل عسكري. وأوضح أن ليس لديه اي "دليل مباشر على جهود تخريب او ما يسمى بقطع الرأس، لكن من الواضح ان العلماء الإيرانيين المشاركين في البرنامج النووي وبرنامج الصواريخ ذاتية الدفع عرضة للخطر... تم اقناع بعضهم بالانشقاق وتم اغتيال اخرين." ووقع انفجار في قاعدة عسكرية قرب طهران السبت الماضي واسفر عن مقتل البريغاديير حسن مقدم و16 من افراد قوات الحرس الثوري. وكان ينظر إلى المقدم على انه مهندس الدفاعات الصاروخية الإيرانية. وقالت إيران ان الانفجار كان حادثاً عارضاً. ___________ * سايمون كاميرون مور