نظمت الرئاسة العام للأرصاد وحماية البيئة حملة نظافة في المدينةالمنورة بمشاركة طلاب مدرسة عبدالله بن مكتوم المتوسطة وذلك في إطار احتفالاتها بيوم البيئة العربي تحت شعار "النظافة مسؤولية الجميع".ويأتي اختيار الرئاسة للمدينة المنورة لتنظيم حملتها واحتفالاتها بيوم البيئة العربي نظرا لم تشهده المدينة حاليا من كثافة الزوار والقادمين لأداء فريضة الحج وزيارة المسجد النبوي الشريف.وقد جاء الاحتفال بيوم البيئة العربي، ليلقي الضوء على إحدى القضايا العربية البيئية ، وتنعقد الاحتفالات سنويا تحت شعار مختلف يعنى بإحدى القضايا البيئية. وأكد الدكتور سمير غازي مساعد الرئيس العام لشؤون البيئة والتنمية المستدامة على أن النظافة هي الملمح الحضاري الأول الذي يعكس مدى تقدم وتطور أي مجتمع في العالم، مستدلا بأن الأممالمتحدة قد خصصت يوماً عالمياً للنظافة يوافق الخامس عشر من سبتمبر من كل عام.وشدد على أن النظافة قيمة مكتسبة، تتأصل عند الإنسان منذ النشأة الأولى بالتربية والتعليم، مضيفا أن دور التربية البيئية السليمة يبرز في تنمية سلوك النظافة للوصول إلى الرقي المنشود وتحسين نوعية الحياة.وأهاب بالمجتمعات العربية زراعة هذا السلوك في عقل ووجدان كل أفراده بكافة أعمارهم وفئاتهم، مشيرا إلى دور المؤسسات المختصة في هذا الشأن للتركيز على أهمية التربية البيئية في تطوير السلوكيات البيئية ومن ضمنها النظافة، والتي قد نتصور أنها مجرد سلوك بسيط ولكنه بالأساس سلوك إذا ما طبقه فرد من أفراد المجتمع فإنه يساهم في تحقيق النظافة العامة والخاصة وإكساب المجتمع المظهر الحضاري اللائق به. وأوضح الدكتور غازي أن التربية البيئية محور هام في هذه القضية وتقع عليها مسؤولية تعزيز سلوكيات النظافة لدى الطلاب بحيث يصبح هذا النمط من السلوكيات نمطا وسلوكا يوميا يمكنا اتباعهما في المدرسة والمنزل والشارع والأماكن العامة، وجميع مرافق الحياة.وأشار إلى أن عدم تحقيق النظافة الكاملة ينتج عنه مشاكل صحية وبيئية خطيرة وأحيانا لا يوجد لها حلول، فمثلاً حرق النفايات يؤدي إلى جانب انبعاث الروائح الكريهة إلى كثير من الأزمات الصحية لهؤلاء المرضى الذين يعانون من حساسية الصدر، إلى جانب التأثير الضار لانبعاث الغازات الكبريتية والنيتروجينية في زيادة وتعقيد مشكلة الكون حالياً وهي مشكلة التغيرات المناخية.وحمل الإعلام العربي مسؤولية عمليات التوعية بهدف إحداث التغيرات السلوكية الإيجابية المجتمعية المطلوبة تجاه قضية النظافة، والتأكيد على أن هذا هو المدخل الحقيقي لتقدم الأمم، من خلال طرحه للبدائل المنطقية لمواجهة مشكلة النظافة، كأن يرشد الناس إلى استخدام الحاويات العامة لإلقاء نفاياتهم، أو عدم إلقاء المخلفات الشخصية في الشارع وإلقائها في سلال المهملات، وغير ذلك من السلوكيات التي تحتاج إلى تغيير حقيقي، مع ضرورة أن يوظف الإعلام في ذلك كل قوالبه الفنية لتحقيق هذا الغرض، أي من خلال القالب البرامجي، والحواري، والدرامي، والوثائقي... وغيرها. ذاك أن المجلس الوزاري العربي المسؤول عن شؤون البيئة، والذي يترأس مكتبه التنفيذي صاحب السمو الملكي الأمير تركي بن ناصر بن عبد العزيز الرئيس العام للأرصاد وحماية البيئة رأى أن يأتي الاحتفال بيوم البيئة العربي لهذا العام، تحت شعار "النظافة مسؤولية الجميع" إدراكا منه لأهمية ومحورية هذه القضية في تقدم وتحضر الأمم، ويقيناً بأن المواجهة الحقيقية لهذه الإشكالية البيئية والحياتية والإنسانية المهمة لا تتأتى إلا في ظل الشراكة المجتمعية الكاملة على كافة المستويات حكومية، وشعبية، وفردية، حتى تتحقق المواجهة الكاملة التي ستمكننا من القضاء ليس على هذه المشكلة فحسب، بل وكافة الإشكاليات البيئية الأخرى التي تعاني منها الأمة العربية.