شارك الاتحاد الأوروبي في برنامج إصلاح القطاع الأمني بأفغانستان عن طريق مهام إعداد قوات الشرطة الأفغانية منذ عام 2007 وكذلك من خلال مساهمات المفوضية الأوروبية في برنامج الإصلاح القضائي في البلاد. وبناء على تحليلات للجهود السابقة في برامج الإصلاح الشرطي على يد الاتحاد الأوروبي والدول الأوروبية الأخرى، فإن تلك الورقة البحثية تتعرف على مجموعة من التحديات الداخلية والخارجية المتزامنة التي تعوق نجاح المهام في أفغانستان.فداخليًا أدت المعوقات المؤسسية إلى صعوبة تحقيق التنسيق بين أدوات الاتحاد الأوروبي؛ فالدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي كانوا يركزون حتى وقت قريب بصورة أساسية على المساهمات الثنائية من الدول الأعضاء لإصلاح كل من الشرطة والقضاء كما هو الحال في حالة ألمانيا وإيطاليا، أو التركيز على المساهمات العسكرية لقوات المساعدة الأمنية الدولية (إيساف). أما المعوقات الخارجية فكان وجود فجوة في المصادر والمخصصات المالية، بالإضافة إلى تضارب الفلسلفات المختلفة التي تسعى إلى إصلاح الشرطة، سواء من جانب الولاياتالمتحدة المساهم الأكبر في عملية إصلاح الشرطة أو من جانب الاتحاد الأوروبي، وذلك كان يؤدي إلى غياب التنسيق وعدم قدرة الجهات المختصة بالتنسيق على القيام بمهامها. وقد أدت محدودية المصادر المخصصة لإصلاح الشرطة إلى تفاقم المشكلات، بالإضافة إلى عدم وفاء بعض الدول بالتزاماتها السياسية والمالية والبشرية، وكل ذلك كان يؤدي إلى فقدان النفوذ السياسي لتلك الدول على المستوى الاستراتيجي. وقد خلصت الدراسة إلى أن الاتحاد الأوروبي والدول الأعضاء فيه يستطيعيون أن يحدثوا تغيرًا إيجابيًا عن طريق زيادة التنسيق والمصادر وجهود إيجاد الاستراتيجيات وتنفيذها بصورة مشتركة، وذلك من أجل النجاح في مهمة إصلاح القطاع الأمني بأفغانستان. وبالوضع في الاعتبار الظروف المتدهورة في البلاد فيجب على الإدارة الأمريكية والاتحاد الأوروبي والدول الأعضاء فيه أن يقوموا بإسراع وتيرة جهودهم وتنفيذ تعهداتهم من أجل إصلاح النظام القضائي والشرطي بأفغانستان. فقد شارك المجتمع الدولي في إعادة بناء أفغانستان منذ سقوط حركة طالبان في عام 2001، وفي أعقاب انتخاب الحكومة الأفغانية عام 2004 وقّعت الدول والمؤسسات الدولية ميثاق شراكة جديد مع أفغانسان في مؤتمر لندن عام 2006 لمتابعة عملية بون. وقد هدف ذلك الميثاق الأفغاني للاستمرار في روح مؤتمرات بون وطوكيو وبرلين للعمل باتجاه أفغانستان مستقرة ومزدهرة، بحكم رشيد وبحماية لحقوق الإنسان للجميع تحت سيادة القانون. وبناء على هذا الميثاق الأفغاني أعلن الاتحاد الأوروبي عن توجهه الحالي في أفغانستان، والذي يشمل تعاونًا والتزامًا رسميًا ثنائيًا. وفي يونيو عام 2007 زاد الاتحاد الأوروبي من التزامه بإطلاق مهمة تدريب الشرطة في أفغانستان، والتي تكمل عمل الممثلين الخاصين الأوروبيين ووفد المفوضية الأوروبية في كاوبل، وعمل الدول الأعضاء بالاتحاد الأوروبي، النشطة في قوات المساعدة الأمنية الدولية (إيساف).