عبر تساؤل عن فحوى أسلوب كتابة الرواية التاريخية و هم الرؤية أو الزاوية التقريرية والتي عادة ماتكون مصطبغة بها، وعلى هامش من مد التاريخ وجزره وتذبذب الهواجس والرياح حول مصداقية مساراته الشتى وهيمنتها . . . . . ومابين نقل وعقل، حملت الإذاعية باسمه الغريافي المقهى الثقافي على احتمالات متعددة في سماء الرواية التاريخية وقدرتها على إيصال أقصى ما يمكن التطرق إليه مجازياً وذلك ضمن فعاليته المنعقدة في / 10 / 12 1429ه الموافق ل / 10 / 12 2008م وعلى صالة النادي الأدبي بالدمام والذي يضم المعرض التشكيلي الدائم والذي تنظم فيه الورش وحلقات المناقدة الجماعية وغيرها . فحول الكثير من الاستعارات المعنية باستشفاف الحدث . . كتراكم تاريخي يحذو بمستقبل الرؤية الحرة ويسمو بها تحليلاً لكل ما حولها إذ استهلت حديثها عن " سمرقند " بفكرة حاضرة عن مفهوم الرواية التاريخية ولتقرأ على مسامع الحضور مختارات لبعض الكتابات الرومانسية من " سمرقند " حيث العاطفة الجياشة والتي على حد قولها تجنت على البعض مما يصوره التاريخ لكنها أشارت لقضايا عصرية تحمل في طياتها سردا فكرياً والغاً في القدم، فالرواية تدور أحداثها حول فترة تاريخية كانت في أوائل الألف الأول الميلادية حيث ابن سينا والرازي، فقد صيغت الرواية لتوضح أموراً شديدة الحساسية في وقتنا الحالي وليأخذ الكاتب على عاتقه الاستفادة من التاريخ والتعبير عن حقبة شرعت أبوابها لحرية الفكر وليستحضر شخصية تاريخيه هو حسن الصباح حيث انبثقت فيما يبدو ونمت على يده تطلعات ماسمي بحركة " الحشاشين " والتي صبغت أجواء الحصن بتطلعاتها ومبادئها الحساسة حيث التجمعات في قلعة الموت التي غلب عليها طابع الفكر في هواجس من تكتل فئوي والذي كان يرأسه حسن الصباح ليلقن الجموع مبادئ معرفية عن حركه استشهادية نمت في تلك الفترة مما أدى إلى تسميتها بحركة " الحساسين " . وفي مساجلة مع الزمن وعلى خلفية حدث صبغ الرواية بالصدق والتي بدورها سردت التاريخ في تعاظمه وتذلله حيث عرضت الرواية حياة احد كبار العلماء في آنذاك الشاعر والفلكي المفكر " عمر الخيام " وبذكر بعض الأحداث التي بدأت في نيسابور حيث ولد ثم في سمر قند ومع أول المغامرات التي طالعنا بها الكاتب في روايته وتحت ظل السلاجقة وبين حكامها وسلاطينها وما جار على علماء تلك الفترة من ظلم وقهر وكبت . وباسمة الغريافي إذ تقدم هذه الرواية في قراءة مجزئة إلى جزئيين حيث سيقرأ الجزء الثاني في أمسية أخرى ولتتطلع بذلك إلى عرض بعض المبادئ الخاصة بفن قراءة الكتاب إذ خصص وقت من الأمسية لعرض هذه المبادئ ومناقشتها .وقد اختتمت باسمه الغريافي قراءتها بتنويه عن سبب اختيارها لهذه الرواية والتي بدورها تدفع القارئ للبحث وراء الحدث مستحثاً مقارناته وتحليلاته وقدرته على الاستنباط و مشيدة بأسلوب وتميز الكاتب المعروف أمين معلوف .