طالبت مجموعة من معلمات قرى جدة بضرورة تدخل معالي وزير التربية والتعليم للنظر في وضعهن مشيرات بأنهن ينوين تقديم خطاب رسمي لوضعهن بعد قرار ترسيم المتعاقدات والذي سيجعل من فرصة رجوع معلمات القرى الى المدن الرئيسية أمرا بالغ الصعوبة وقد يكون من المستحيلات ووفق خطاب خصت به مجموعة من معلمات القرى بجدة صحيفة " البلاد " واللاتي يرين ان وضعهن بات صعبا وهن يقطعن مئات الكيلومترات اليومية من بيوتهن نحو مدارسهن والتي هي بعيدة جدا حتى أن بعض المعلمات يرجعن في الليل لبيوتهن وسط حياة ملؤها الكابة والمشاكل مع الازواج والاهل املا في أن يتغير الحال في يوما ما, واشارت المعلمات في الخطاب الذي ارسل للبلاد بأن هنالك مجموعة من المتعاقدات لازلن يحظين بتوجية لقرى قريبة من المدن الرئيسية كمدينة جدة وكذلك داخل مدينة جدة لافتات بنظرة رحمة من قبل الوزير خلال الايام المقبلة. صورة من خطاب المعلمات أن تُهضم حقوقنا المالية فتلك مؤلمة محبطة إلا أننا نداري أنفسنا بالتأني حينا لردها لنا، وبالتصبر واستخلاف الله فيها حينا آخر.أما أن تستمر مهزلة الشتات الأسري والعذاب الصحي والاضطهاد النفسي فذلك ما لانملك حياله مزيدا من صبر.نحن المغتربات لا أحد يتجرع مرارة مانعانيه منذ ساعات السحر وحتى آخر العصر..المسؤولون يتنعمون بنوم هانئ ونحن نترك أطفالا وأزواجا وآباء وأمهاتا، ومنهم ذوي احتياجات خاصة نشد رحالنا مع سائقين نؤمّن أنفسنا معهم ولا نعلم من أمرهم شيئا، ونسير في طريق مظلم وربما موحش وأحيانا لاتصله شبكة اتصال حتى.ثلاث ساعات نقضيها مابين دعوات ملحة بالنقل ومابين سمر نهون به ضيق نفوسنا ومابين دموع على حالنا..(أبناء مرضى، رضيع يرجو قرب أمه ليلتقم الحنان منها، زوج طفح به الكيل وبلغ حد النهاية، أم مقعدة ليس لها من هي أقرب من ابنتها تقوم بشؤونها),قد يعلق البعض أمرنا بقرارنا في التوظيف وأنه اختيارنا..ولكن لو علم هذا البعض بأننا خريجات منذ عقد ويزيد ولم نطرق أبواب التعليم إلا بعد أن ضاقت بنا السبل لعله يقدّر، ولو علم أيضا أن وزارتنا الموقرة لم تطالبنا بإثبات إقامة في تلك المناطق التي تبعد مسافة 200 ك و300 ك عن المدن الرئيسية لتذرعها بأنها في نطاقها، فلربما يبرر..لا نرجو إلا الخير لكل متعاقدة باركنا لها قرار المكرمة.. ولكن ليأخذ كل حقه وحظه من الاغتراب وليناله مانالنا.تثبيت المتعاقدات في المدن يعني تراجع أرقامنا عليها، يعني اغترابنا لسنوات أخرى تئد حياتنا معها، يعني هدم بيوت أوشكت على الانهيار جراء الشتات، يعني انتكاسة نفسية تصيب أرواحنا التي ماعادت تحتمل المزيد .. المكرمة أمرت بالتثبيت وظيفيا وليس مكانيا، ردد ذلك الكثير من المسؤولين في التعليم ولكن الواقع لا يجري كما أمر مليكنا أطال الله عمره، ولا يسير وفق إبرة التخدير التي صرح بها أولئك المسؤولين.توجيه المتعاقدات للقرى القريبة من جدة وداخلها لازال مستمرا، ونحن المغتربات لاجديد بالنسبة لنا .المهازل مستمرة ياوزارتنا الموقرة ونحن في بلد العدل والإنصاف، اتقي الله فينا وارحمي ضعفنا واتبعي هدي الحبيب في الرفق بالقوارير . نشكو إلى الله آمالا محطمةً وحسرة عكرت إحساسنا الصافي.