متابعة– حياة أحمد – آمنة النجعي .. «عزيزتي .. ما سمعتي آخر نكتة ؟ « هكذا أصبحت الفتيات والشباب والمجتمع ككل يتعامل مع ما يشغله من قضايا شائكة قد تزيد من متاعب حياته اليومية ، وتأتي النكتة كحل يلجأ إليه عندما يعجز الواقع من فض المشكلات الحاصلة فيه ، و يعد هذا الأسلوب جديداً على مجتمعنا السعودي في تعامله مع قضاياه المختلفة ، حتى أصبحنا نسمع النكتة في آنية وقوع الحدث . وقد أجرت «البلاد»دراسة مبسطة لعينة من الفتيات لمعرفة حيز النكتة في أسلوب حياتهن اليومي فوجدنا أن 46% منهن أحيانا ما يبحثن عن النكتة للترفيه عن الذات في حين أن 50% يؤيدن إلى حد ما تناول قضايا المجتمع بهذه الطريقة ، و40% اعتبرن أن النكتة جزء من شخصياتهن و وتعاملهن مع الآخر 42% من العينة تتراوح أعمارهن بين 20 – 25عاماً. وفي هذا الصدد أكدت الكاتبة و الباحثة الاجتماعية جليلة السعيدي :أن وسائل الإعلام تؤثر بشكل كبير على المتلقي ، فبعرضها للطرائف بأشكالها المختلفة قد تساهم بتكوين رأي المتابع لأحداث المجتمع ، والاستخفاف بقضايا المجتمع ووضعها ضمن قوالب مضحكة قد يعود بنتائج سلبية على المجتمع وأفراده فالقضية المهمة لابد من تناولها بما يليق بها كمشكلة وعرضها بحجم أهميتها بدون المبالغة فيها والانتقاص من أهميتها كمشكلة ذات تأثير سلبي . النكتة الحل الأخير وأضافت لابد لنا من وضع قوانين حازمة تحد من الاستهتار بالمشكلة من جهة الإعلام والكتاب وللأسف قد تكون النتيجة سلبية على شبابنا، وذلك بدفعهم للبحث عن الحقيقية التي قد يصلون إليها بشكل غير صحيح وهنا يكون دور الإعلام الذي يقوم على أسس ثابتة أهمها نشر المعلومة التي تساهم في توعية الشباب وبناء الأفكار الهادفة بذواتهم ، أنا لا أعارض من استخدام النكتة في تناول مشكلات المجتمع عندما تغيب الحلول ,فالنكتة قد تكون الحل الأخير للمواطن الذي يعاني من الإحباط نتيجة عدم الاهتمام بما يعانيه،وكمثال على ذلك مشكلة تصريف مياه مدينة جدة والتي مازالت تتكرر في كل عام ولم تظهر لها بوادر إيجابية للتخلص منها. شر البلية مايضحك ومن جهتها أضافت الدكتورة إبيان محمد المستشارة النفسية والأسرية أن النكتة تعد نوعاً من الترويح على النفس و تبسيط الأمور عليها،لأننا نشهد اليوم تسارعاً في وتيرة الحياة من العمل والمنزل والمشاكل المحيطة في نطاق البلد أم خارجه مما يجعل الشخص يبحث عما يبسط الأمر عليه لأن واقعنا الآن يصعب على الإنسان العربي تحمله والتفكير فيه بطريقة أكثر منطقية فشر البلية ما يضحك. إحباط النكات وأضافت هذا لايعني أن نجعل حياتنا كلها نكتة أو بين مفرداتها لأن ذلك سيؤثر على نفسية الشخص وإرادته ويثبطها،فالتعامل المستمر بهذا النمط يحبط المجتمع ويجعله يرى الأمور بمنظار سلبي ويلغي لديه الرغبة بالتغيير والتطور لأنه دائماً مايرى بهذه الحالة الأحلام نكات وطريق الوصول إليها مليء بالصعاب التي لايمكن تجاوزها ، ولا ننسى أن الإسلام في الأصل أجاز الضحك والنكات فقسم حكمها إلى قسمين تحريمها إذا كانت مبنية على كذب وشائعات وغيبة لما تجره من استهانة بأحكام حدود الله، وأجازها في مواقف حقيقية مضحكة لتخفيف الضغط والراحة النفسية دون المبالغة والاستهزاء وهذا هو المبدأ الوسط الذي يجب أن نتعامل به فلا ضرر ولا ضرار . Box 1- النكتة في المعاجم العربية جاءت في لسان العرب المسأَلة الدقيقة أُخرجت بدقة نظر وإمعان فكرٍ .. لتؤثر على الخواطر باستنباطها أو لأنها تؤَثر في النفس قبضًا أو بسطًا . أما النكتة في المعجم الوسيط هي الأثر الحاصل من نكت الأرض والنقطة في الشيء تخالف لونه والعلامة الخفية والفكرة اللطيفة المؤثرة في النفس والمسألة العلمية الدقيقة يتوصل إليها بدقة وإمعان فكر. 2-وقد ورد عن علي رضي الله عنه قوله: «أعط الكلام من المزح بمقدار ما تعطي الطعام من الملح».