لو قيل لك: من هو شاعر المملكة العربية السعودية مدحاً وحماسةً ووطنية؟!! بماذا ستجيب؟؟ حتما ستتعدد الأجوبة،وتختلف الآراء،ولكنها ستتفق _وإن لم تتفق_على أن الصدارة لشعراء الشعر الشعبي. لم أطرح التساؤل الأول الا لأصل الى تساؤل آخر يقول :السيادة لمن؟! بل طرحته لأجد إجابة على : إن كان للشعر الشعبي هذه الحظوة والمكانة في بلادي سياسياً واجتماعياً- فلم لايتم تدريسه في مدارسنا ويصبح جزءاً من مناهجنا الدراسية؟ في بعض الدول العربية يتم تخصيص حصص للموسيقى وذلك بهدف تنمية الحس الفني لدى التلاميذ الى جانب الترفيه عنهم ونحن - والحمد لله - لسنا بحاجة الى تقليد غربي كهذا ويكفينا أن نعود لنهج رعيلنا الأول ، حيث كان العرب يركزون على الشعر والإلقاء والخطابة وحسن التعبير الى جانب تعلّم القرآن الكريم وأصول الدين. الآن وبالرغم من كثرة مواد اللغة العربية في مناهجنا إلا أنها لاتُسهم بصنع موهبة أو الكشف عنها فهي مواد جامدة تعتمد على التلقين والحفظ حالها كحال أغلب المواد الأخرى. لم نر أو نسمع -مثلا-عن سؤال في مادتيّ البلاغة والأدب يطلب فيه من الطالب أن يكتب ثلاثة أسطر-عن موضوع ما -شعراً أو نثراً من تعبيره! نحن نحتاج لتدريس الشعر كمادة مستقلة ولو بمعدل حصة واحدة كل ثلاثة أسابيع حتى يتذوّق الدارس الشعر على اختلاف مشاربه ومذاهبه من الشعر العربي الى الشعر الغربي ومابينهما من أشعار شعبية نُظمت بلهجات مختلفة ولتكن هذه المادة مادة تذوقية فنية، غير قابلة لرسوب أو نجاح. موضوع شائك ومعقد يحتاج للكثير من الدراسة والاطلاع وقدرة عبقرية على التحليل وماأ نا إلا مجتهدة تتمنى الصواب فتقبّلوا رأيي على عواهنه.