يدلي ضباط شرطة كبار بشهاداتهم أمس الإثنين أمام المحكمة التي يمثل امامها الرئيس المصري المخلوع حسني مبارك وهم أول الشهود في قضية أثارت توترات بين أنصار مبارك ومعارضيه. ومن المقرر أن يمثل مبارك الذي يعالج في المستشفى من مشكلات في القلب ومتاعب أخرى أمام المحكمة التي تعقد جلستها في أكاديمية الشرطة على مشارف القاهرة. وحظر القاضي التغطية التلفزيونية لشهادة الضباط بعكس أول جلستين عندما ذهل المصريون لدى رؤيتهم صورا تلفزيونية لرئيسهم السابق (83 عاما) وهو ينقل على سرير طبي الى قفص الاتهام. وقال القاضي احمد رفعت ان احد اسباب حظر البث المباشر هو حماية الشهود. وقال المحامون الذين اثنوا على القرار انه يهدف لحماية الشهود من ان يؤثروا على بعضهم البعض او ان يتأثروا بالجمهور. ومبارك الذي حكم مصر 30 عاما هو أول زعيم عربي يمثل للمحاكمة بشخصه منذ اجتاحت انتفاضات شعبية الشرق الأوسط هذا العام. وخارج أكاديمية الشرطة على مشارف القاهرة حيث تنعقد المحكمة رفع نحو 150 من انصار مبارك صورا للرئيس المخلوع. وقريبا من هذا التجمع رشق محتجون مناوئون لمبارك الشرطة بالحجارة ورد بعض الجنود بالقاء الحجارة. وقال محمد عصام الذي حضر من مدينة كفر الشيخ بالدلتا "يجب ان يعدم. لا نريد المزيد من التأجيل في جلسات المحكمة." ووقعت مناوشات بين الجانبين ومع الشرطة في الجلستين السابقيتن أيضا. قال المحامي جمال عيد الذي يمثل 16 من قتلى الاحتجاجات التي لقي فيها نحو 850 شخصا مصرعهم انهم ينتظرون سماع أقوال اربعة شهود طلبهم الإدعاء لإثبات التهم ضد مبارك والآخرين. ويواجه الرئيس المخلوع تهمة التورط في قتل المتظاهرين. وقال عيد ان احد الشهود ضابط شرطة كبير وهو اللواء حسين سعيد محمد مرسي الذي عمل في غرفة عمليات الشرطة خلال الانتفاضة. والشهود الثلاثة الاخرون الذين استدعتهم المحكمة ضباط شرطة ايضا كانوا في غرفة العمليات خلال الاحتجاجات التي استمرت 18 يوما. وقالت المحكمة انها استدعت عماد بدر سعيد وباسم محمد العطيفي ومحمود جلال عبد الحميد. ويمثل مبارك للمحاكمة مع ابنيه علاء وجمال الذي كان ينظر إليه على انه يجري تجهيزه لخلافة والده في الرئاسة وايضا وزير الداخلية الاسبق حبيب العادلي وستة من كبار مساعديه في الوزارة. ويتوقع ان ينضم لفريق الدفاع عن مبارك في جلسة اليوم الاثنين عشرة محامين كويتيين. وقال بعض المحامين ان مشاركتهم هي بادرة امتنان لمبارك لدعمه التحالف الذي قادته الولاياتالمتحدة لتحرير الكويت من الغزو العراقي في عام 1991. وعمت الفوضى مؤتمرا صحفيا عقده المحامون الكويتيون أمس الاحد عندما هاجم انصار للرئيس مبارك صحفيا وضربوه وأصابوه بخدوش في ذراعيه عندما سأل لماذا يدافع الكويتيون عن الرئيس المخلوع. وفي جلستي المحاكمة السابقتين تجمع أنصار لمبارك ومعارضون له خارج اكاديمية الشرطة. ووقع اشتباك بين البعض وتراشق بالحجارة. ونقل مبارك للمحكمة بطائرة مروحية في الجلستين السابقتين.