يجمع الشارع الرياضي المتابع لمسيرة الفريقين الأهلاوي والاتحادي عبر مشوار منافسات كأس خادم الحرمين الشريفين للأبطال بأن الفريق الاتحادي كان حاضرا بعدته وعتاده ومتكاملا في معطياته الميدانية والبدنية والمعنوية وخبيرا في التعامل مع منافسيه في الذهاب والاياب.. واستطاع بهذه الجملة من العوامل المنظمة ان يطيح بأهم منافسيه (فريق الهلال) خارج دوائر هذه اللعبة مبكرا.. والتخلص من عقدة هذا الفريق المنافس والذي اعلنها في منافسات الدور نصف النهائي لهذا السباق وفي العاصمة الرياض وهو يدك حصونه بثلاثية مستحقة اراح خلالها (أعصابه) وأعصاب جماهيره في مباراة الرد والتي لعب خلالها (بمزاج) اتسم بالهدوء والاحترافية والكثير من الانضباط. ويأتي الطاقم الاتحادي الى مسرح اللقاء الختامي وهو في كامل جاهزيته المعنوية والفنية وصاحب دراية حقيقية بظروف ومؤهلات خصمه الكبير (فريق الأهلي) والذي يبقى مهما (تعالت) واستقرت عوامله الفنية هاجسا مقلقا يحسب له الاتحاديون الكثير من المعادلات. ويبقى الاتحاديون وهم يدخلون غمار هذا (التحدي الأصعب) في يقين الخبراء والمراقبين الاقدر على حسم الوقائع الميدانية والذهاب بها لمصلحتهم مستوى ونتيجة يقود هذه الحسابات مدربهم (الداهية) ديمتري وخبرات نجوم الفريق العريضة التي ستمنحه المساحة الكبرى في القبض على هذه البطولة. وفي الاتجاه الأهلاوي الذي بلغ النهائي الكبير من (عنق الزجاجة) ولم يكن بحسب مستوياته وتقلباته ومفاجآته الفنية والنتائجية رقما يمكن منحه الثقة بالوصول لمراسم الختام.. ولكنه فعلها وامتطى صهوة التحدي بعد أن أحرق اعصاب جماهيره في مباراة الذهاب أمام الوحدة في الشرائع بمكة وقلب التوقعات باحراز ورقة التعادل (الصعبة) في آخر أنفاس المباراة وعاد في لقاء الاياب بمدينة جدة ومن امام الفرسان أكثر دهشة وتجليات وصال وجال وامتع الشارع الرياضي بمستوياته وبرباعيته المستحقة والتي نقلته طرفا في نهائي كأس الملك. وبهذه الفرصة الذهبية السانحة لفرقة الرعب الخضراء وهي تعيد نفسها الى دوائر المجد والحظوظ والأضواء.. ومهما بلغت الفوارق العناصرية والفنية بينه وبين العميد إلا أن الأهلي يستمتع دائما (بمنغصات) النهائيات ويستدير معها كالفارس الجموح الذي لا يستهان به ولا يتنبأ بما يفعل.. وقد يعيدنا الاهلي العملاق الى (ليلته) التاريخية في العام 1399ه ومن أمام منافسه التقليدي العميد وهو يقلب كل التوقعات ويتخم شباك سعيد مثيب الشهراني برباعية ابراهيم المريكي رحمه الله وطارق ذياب وامين دابو بعد ان منح الرأي العام الرهانات كاملة لفريق الاتحاد عطفا على مستوياته العالية.. ولكن الأهلي قلب الموازين وحصد الفوز والابداع والامتاع وقد يعيد التاريخ نفسه و(تطير) القلعة الخضراء بكأس المليك.