هل اعتبر العرب في العصر الجاهلي الصناعة مهنة وضيعة لا تليق بهم؟.. حول هذا التساؤل جاءت محاضرة "الصناعة في الشعر الجاهلي" للدكتور حمدي منصور الأستاذ بجامعة الجوف، والتي نظمتها اللجنة الثقافية بالقريات التابعة للنادي الأدبي بمنطقة الجوف مساء الإثنين 12 /6 /1432على مسرح مركز التنمية الاجتماعية، وأدارها محمد الريض العنزي. تطرق منصور لأربع صناعات ذكرت في أشعار العرب، وهي النسيج، والتعدين، والمصنوعات الخشبية، والمصنوعات الجلدية، إلا أنه خالف آراء سابقة تذهبُ إلى احتقار العرب الصناعة، مشيراً إلى عدم وجود ما يدل على ذلك. وفي مداخلة لرئيس اللجنة الثقافية بالقريات فواز زايد الشمري أكد أنه في قراءته لمعظم أشعار العرب في الجاهلية لم يجد ما يشير إلى احتقار الصناعة في الشعر الجاهلي باستثناء قصيدة عمرو بن كلثوم، التي يذم بها النعمان بن المنذر ملك الحيرة عندما وصف أخواله بنفخ الكير بقوله: لَحى اللَهُ أَدنانا إِلى اللُؤمِ زُلفَةً وَأَعجَزَنا خالاً وَأَلأَمَنا أَبا وَأَجدَرَنا أَن يَنفُخَ الكيرَ خالُهُ يَصوغُ القُروطَ وَالشُنوفَ بِيَثرِبا وبدوره أيّد المحاضر هذا القول واستشهدَ أيضاً بهذين البيتين على أن العرب كانوا يأنفون من صاحب الكير لما يعقبه الكير من مظهر غير لائق في مظهره، أما بقية الصناعات فإن العرب لم يمارسوها لكونهم بدو رحل يبحثون عن الكلأ والمرعى والصناعة تحتاج للإقامة، لذا مارسها العرب المقيمون عند الملوك. كما تداخل المربي والأستاذ القدير سليمان الكويليت مع المحاضر مشيراً إلى أن اسم الجاهلي لم يأت نتيجة لجهل العرب بالحضارات، وإنما جاء نتيجة جهلهم بالإسلام الذي جاء من بعدهم، وأيّده الدكتور حمدي منصور، مشيراً إلى أن من وصم العرب بالجاهل أغلبهم من المستشرقين، ومن سار على نهجهم من العرب في العصر الحديث. بعدها قام رئيس اللجنة الثقافية بالقريات فواز زايد الشمري بتكريم الدكتور حمدي منصور بدرع تذكاري. من جهته أوضح رئيس النادي الأدبي بمنطقة الجوف إبراهيم بن موسى الحميد أن النادي الأدبي سيقيمُ عددا من البرامج الثقافية بالقريات خلال الأسابيع القادمة منها محاضرة للإعلامي الأستاذ صالح الشيحي حول " تجربة الكتابة الصحافية اليومية ودورها في خدمة المجتمع "، كما سيقيم النادي محاضرة بعنوان ثقافتنا بين خصوصية الهوية و فضاء المعرفة للدكتور محمد صالح الشنطي عميد كلية الآداب بجامعة جدارا الأردنية، وورش عمل سيشارك به كل من فواز الشمري وراضي ناصر الرويلي .