هل اعتبر العرب في العصر الجاهلي الصناعة مهنة وضيعة لا تليق بهم؟.. حول هذا التساؤل جاءت محاضرة “الصناعة في الشعر الجاهلي” للدكتور حمدي منصور الأستاذ بجامعة الجوف والتي نظمتها اللجنة الثقافية بالقريات التابعة للنادي الأدبي بمنطقة الجوف مساء الاثنين الماضي على مسرح مركز التنمية الاجتماعية .تطرق منصور لأربع صناعات ذكرت في أشعار العرب، وهي النسيج، والتعدين، والمصنوعات الخشبية، والمصنوعات الجلدية. إلا أنه خالف آراء سابقة تذهبُ إلى احتقار العرب الصناع، مشيراً إلى عدم وجود ما يدلل على ذلك. وفي مداخلة لرئيس اللجنة الثقافية بالقريات فواز زايد الشمري أكد أنه في قراءته لمعظم أشعار العرب في الجاهلية لم يجد ما يشير إلى احتقار الصناعة في الشعر الجاهلي باستثناء قصيدة عمرو بن كلثوم التي يذم بها النعمان بن المنذر ملك الحيرة عندما وصف أخواله بنفخ الكير بقوله: لَحى اللَهُ أَدنانا إِلى اللُؤمِ زُلفَةً وَأَعجَزَنا خالاً وَأَلأَمَنا أَبا وَأَجدَرَنا أَن يَنفُخَ الكيرَ خالُهُ يَصوغُ القُروطَ وَالشُنوفَ بِيَثرِبا وبدوره أيد المحاضر هذا القول واستشهدَ أيضاً بهذين البيتين على أن العرب كانوا يأنفون من صاحب الكير لما يعقبه الكير من مظهر غير لائق في مظهره، أما بقية الصناعات فإن العرب الرحل لم يمارسوها لكونهم بدو رحل يبحثون عن الكلأ والمرعى والصناعة تحتاج للإقامة، لذا مارسها العرب المقيمون عند الملوك. كما تداخل المربي والأستاذ القدير سليمان الكويليت مع المحاضر مشيراً إلى أن اسم الجاهلي لم يأت نتيجة لجهل العرب بالحضارات، وإنما جاء نتيجة جهلهم بالإسلام الذي جاء من بعدهم، وأيده الدكتور حمدي منصور، مشيراً إلى أن من وصم العرب بالجاهل أغلبهم من المستشرقين ومن سار على نهجهم من العرب في العصر الحديث.