فوجئت بخبر عبارة عن إعلان يؤكد عزم جريدة البلاد على إصدار ملحق الجمعة عن الأستاذ الكبير محمد صلاح الدين ومنه عرفت أن الدعوة وجهت لبعض الزملاء من الذين عملوا معه وترأسهم عندما كان مديراً للتحرير في جريدة المدينة. وحيث أن الأستاذ محمد صلاح الدين استاذ لجيل كامل في فترة الستينات والسبعينات حتى لمن لم يعمل معه مباشرة فهذا لا يقلل من أننا تعلمنا من قراءتنا لمقالاته وأحاديثه ومقابلاته وأكثر من ذلك أنه مجموعة أساتذة لا تستطيع أن تفرق فيما بينها إذا كتب أستاذ في أسلوبه وطرحه وإذا تحدث لاتملك إلا أن تستمع إليه إعجاباً وإذا قابلته فإنه يشعرك بكل تواضع الكبار وأريحيتهم ولاشك أن استاذية محمد صلاح الدين لم يرق لها أحد من جيله ولا الجيل الذي بعده فهو نسيج وحده كتابةً وأسلوباً وتوضعاً وأريحيةً ويصعب أن تتوفر جميعها في مثقف آخر من الذين امتهنوا الصحافة. ومنذ عرفت الأستاذ محمد صلاح الدين وأنا مبهور به عن بعد رغم عدم عملي معه مباشرة إلا أنني سعدت جداً وأكبرته عندما عرفت وتأكدت أنه استاذ شريحة كبيرة من الصحفيين المواهب الذين تخرجوا على يده وهم كثر لكن لايمكن أن أنسى الأستاذ أحمد محمود وسباعي عثمان وهاشم عبده هاشم وعلي خالد الغامدي وعلي حسون وعلي القرعاوي وعلي الشدي ومحمد الطيار أنه جيل يذكرنا دائماً بمهنية كان يعطي من خلالها الصحفي ولا يأخذ .جيل تربينا من خلال كلماتهم واحاديثهم ومقابلاتهم على تفاصيل صغيرة وكبيرة في مهنة الصحافة علمتنا كيف يخلص الصحفي لمهنته وكيف يجعلها إذا احبها هي كل حياته ومصدر سعادته ومعاناته في نفس الوقت. ولاحظوا الآن كيف تسير الصحافة واحكموا بين صحافة الأمس وصحافة اليوم. محمد الفايدي