صادف امس الأحد الخامس عشر من شهر مايو ذكرى مرور ثلاثة وستين سنة على نكبة فلسطين بإعلان قيام "دولة إسرائيل".وكان لصدور وعد " بلفور " في عام 1917م وفرض الانتداب البريطاني على فلسطين أثره الكبير في زيادة موجة الهجرة اليهودية المنظمة إلى فلسطين والتي بدأت في عام 1882م تقريبا , فقد نص ذلك الوعد على إقامة وطن قومي لليهود في فلسطين كما أن حكومة الانتداب قد تعهدت بتسهيل الاستيطان اليهودي.وبعد الحرب العالمية الثانية استغلت الصهيونية العالمية قواها الضاغطة في الولاياتالمتحدة للحصول على تأييد مخططي السياسة وأصحاب النفوذ ونجحت في عقد مؤتمر " بلتيمور " عام 1942م, والذي أفصح عن حقيقة الأطماع الصهيونية التي هدفت إلى فتح باب الهجرة إلى فلسطين دون قيد وتأكيد حق الصهيونية في تأسيس " دولة " لتصبح فيما بعد عضوا في الأممالمتحدة وتحتل أكثر من 90% من مساحة فلسطين .وتبع ذلك النداء الذي وجهه الرئيس الأمريكي ترومان إلى رئيس الحكومة البريطانية آنذاك " آتلي " يطالب فيه السماح الفوري لمئة ألف يهودي من ضحايا النازية - كما أسماهم -بالدخول إلى فلسطين. وقد تواكبت جهود الملك عبدالعزيز لدعم الحقوق الفلسطينية على الأصعدة العربية والإسلامية والدولية مما أزعج الجهات الداعمة للصهيونية وتلقت حكومة المملكة مذكرات رسمية في ابريل 1948م حول تلك التحركات أجاب عنها الملك عبدالعزيز بكل حزم وقوة. ويقول الملك عبدالعزيز في كلمة ذات دلالة واضحة لجهة التزامه بالقضية الفلسطينية حتى مع تغير الظروف لأحد أعضاء لجنة الأممالمتحدة بشأن القضية الفلسطينية "إن أبنائي سيعكفون من بعدي على إكمال رسالتي إن شاء الله". وصدقت مقولة الملك عبدالعزيز وتسلمت الأمانة أيادي مخلصة أمينة بدءا بالملك سعود ثم الملك فيصل ثم الملك خالد فالملك فهد رحمهم الله وأثابهم على جهودهم الخيرة في خدمة ونصرة القضية الأولى للعرب والمسلمين حيث واصلت المملكة في تلك المرحلة العمل بكل حزم وقوة إلى جانب القضية الفلسطينية ونضال الشعب الفلسطيني واتخذت مواقف ثابتة إزاء ماتعرض له شعب فلسطين من ملمات ومآسي. وكانت المملكة العربية السعودية في طليعة الدول التي اعترفت بقيام الدولة الفلسطينية المستقلة فور إعلانها فقد رحبت المملكة بقرار قيام الدولة الفلسطينية وباركته وأعلنت اعترافها التام بها في نوفمبر 1988م وأقامت سفارة فلسطينية في المملكة وقدمت مبنى السفارة الفلسطينية في العاصمة الرياض هدية للشعب الفلسطيني. وتؤكد المملكة العربية السعودية دائما موقفها الثابت والتاريخي في دعم القضية الفلسطينية على كافة الصعد والمستويات منذ عهد الملك عبدالعزيز آل سعود يرحمه الله وحتى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله الذي جعل القضية الفلسطينية من أهم أولوياته. وقدم حفظه الله العديد من المبادرات السلمية لحل القضية الفلسطينية وحل النزاع العربي الإسرائيلي والتي لقيت موافقة وإجماعا عربيا ومساندة دولية حتى عرفت بمبادرة السلام العربية. وتأتي ذكرى نكبة فلسطين هذا العام وسط تطورات متلاحقة في القضية الفلسطينية والصراع العربي الإسرائيلي فبعد مؤتمر مدريد للسلام في الشرق الأوسط الذي بدأت مرحلته الأولى واتفاقات اوسلو عامي 1993 و 1995 مرت القضية الفلسطينية بتطورات كبيرة حيث وقع الفلسطينيون والإسرائيليون عدة اتفاقات أبرزها توقيع إعلان المبادئ الفلسطيني الإسرائيلي/ غزة / أريحا / الذي تم في واشنطن في سبتمبر 1993 والتوقيع في القاهرة في الرابع من مايو 1994 على وثيقة تنفيذ اتفاق غزة / أريحا وإقامة الحكم الذاتي الفلسطيني فيهما . وفي الثالث عشر من الشهر نفسه تسلم الفلسطينيون السلطة رسميا في مدينة أريحا وتم رفع العلم الفلسطيني على مقر القيادة العسكرية للمدينة بعد سبعة وعشرين عاما من الاحتلال الإسرائيلي لهما. وفي سبتمبر من عام 1995م وقع الجانبان الفلسطيني والإسرائيلي بالأحرف الأولى في طابا بمصر على اتفاقية توسيع الحكم الذاتي الفلسطيني في الضفة الغربيةالمحتلة ثم وقع الجانبان عليه رسميا في ذات الشهر في حديقة البيت الأبيض في واشنطن . وجاءت هذه الاتفاقات بعد أن أيقنت حكومات إسرائيل السابقة والعالم أجمع أن منطقة الشرق الأوسط لن تعرف الاستقرار والأمن قبل إيجاد تسوية عادلة للقضية الفلسطينية تستند إلى قرارات الشرعية الدولية وإلى حق الشعب الفلسطيني في ممارسة حقوقه الوطنية الثابتة. وازدادت المشكلات العالقة بين الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي معاستمرار إسرائيل كعادتها في انتهاج أسلوب المماطلة والتسويف خاصة بعد تسلم حزب الليكود الإسرائيلي الحكم حيث رفض رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق / نتنياهو/ موضوع إعادة الانتشار في مدينة الخليل المحتلة بالضفة الغربية حسب الاتفاق الذي كان يتعين تنفيذه في شهر مارس 1996م . وفي الثالث والعشرين من شهر أكتوبر 1998 رضخ / نتنياهو / لضغط المجتمع الدولي وتم توقيع اتفاق // واى بلانتيشن // في واشنطن لإعادة الانتشار الإسرائيلي إلا إن الجانب الإسرائيلي لم يلتزم ببنود الاتفاق وتملص من الجدول الزمني الذي تضمنه رغم إن موعد الرابع من مايو 1999م كان هو الموعد النهائي للتوصل إلى اتفاق في محادثات الوضع النهائي مع الفلسطينيين حسب اتفاقات أوسلو الموقعة عامي 1993 و 1995م . وبعد تولي زعيم حزب العمل الإسرائيلي ايهودا باراك الحكم في إسرائيل في مايو 1999 استمرت المناورات والوعود الإسرائيلية بدون تنفيذ واستمرت المحادثات بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي تحت راعي السلام الأمريكي دون نتيجة تذكر وكان أبرزها القمة الثلاثية التي عقدت في كامب ديفيد بالولاياتالمتحدةالأمريكية في شهر يوليو 2000م بين الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات ورئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق ايهود باراك والرئيس الأمريكي السابق بيل كلينتون واستمرت نحو أسبوعين وفشلت في تلبية أبسط مطالب الجانب الفلسطيني العادلة0 وعقب تولي اريل شارون رئاسة الوزراء في فبراير 2001م زادت مزاعم إسرائيل عن ضرورات الأمن الإسرائيلي وسعت إلى عرقلة كل مباحثات جادة لتطبيق قرارات الأممالمتحدة وحاصرت الفلسطينيين ومنعتهم من العمل وهدمت البيوت وجرفت الحقول الزراعية وطبقت سياسة الترحيل الإجباري للفلسطينيين. وعقب أحداث 11 سبتمبر 2001 في أمريكا وبروز موقف أمريكي ودولي متشدد من الإرهاب استغلت إسرائيل الموقف وتمادت حكومة شارون في غيها وارتكبت جرائم حرب ضد الفلسطينيين بعد أن أعادت احتلال أجزاء من أراضيهم وفرضت الحصار عليهم وما حدث في مخيم جنين وفى مدن وقرى الضفة الغربيةالفلسطينية الأخرى أبلغ شاهد على تلك المجازر كما أن رفض إسرائيل لاستقبال فريق تقصي الحقائق شاهد آخر على تجاهلها للشرعية الدولية ولقرارات الأممالمتحدة التي صدرت بالإجماع. ولم تكتف إسرائيل بما قامت به من مذابح سابقة فقامت في 27 ديسمبر 2008م بمجزرة أخرى في غزة وشنت قواتها العسكرية حربا ضروس على قطاع غزة و الشعب الفلسطيني الأعزل في حرب استمرت أكثر من ثلاثة أسابيع وخلفت الآلاف من القتلى والجرحى نصفهم من النساء والأطفال إضافة إلى الخسائر المالية التي قدرت بنحو ملياري دولار . وأضحى اليوم الاعتقال وهدم المنازل وحظر التجول والتوغل بالدبابات والمروحيات وإعادة الاحتلال لمناطق انسحبت منها قوات الاحتلال وسقوط الضحايا من المدنيين الآمنين نمطا للحياة التي يعيشها الشعب الفلسطيني بعد أن حولت إسرائيل عملية السلام إلى عملية حرب ضد الشعب الفلسطيني مستخدمة القوة العسكرية لحصاره وعزله وجعله رهينة داخل الضفة الغربية وقطاع غزة . وقد اضطلعت المملكة العربية السعودية منذ عهد الملك عبدالعزيز آل سعود -رحمه الله- حتى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله- بدور بارز ومتميز لدعم الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة في جميع المحافل الدولية إضافة إلى تقديمها مختلف أشكال الدعم السياسي والمادي والمعنوي للقضية الفلسطينية. وقدم خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود / عندما كان وليا للعهد / من منطلق مسؤولياته العربية والإسلامية تصورا للتسوية الشاملة العادلة للقضية الفلسطينية من ثمانية مبادئ عرف باسم // مشروع الأمير عبدالله بن عبدالعزيز // قدم لمؤتمر القمة العربية في بيروت عام 2002م ولاقت هذه المقترحات قبولا عربيا ودوليا وتبنتها القمة وأكدتها القمم العربية اللاحقة خاصة قمة الرياض وأضحت مبادرة سلام عربية . كما اقترح -حفظه الله- في المؤتمر العربي الذي عقد في القاهرة في أكتوبر من عام 2000م إنشاء صندوق يحمل اسم انتفاضة القدس برأس مال قدرة مئتا مليون دولار يخصص للإنفاق على أسر الشهداء الفلسطينيين الذين سقطوا في الانتفاضة وإنشاء صندوق آخر يحمل اسم صندوق الأقصى يخصص له ثمانمائة مليون دولار لتمويل مشاريع تحافظ على الهوية العربية والإسلامية للقدس المحتلة والحيلولة دون طمسها وأعلن الملك المفدى عن إسهام المملكة العربية السعودية بربع المبلغ المخصص لهذين الصندوقين . وفي إطار تضامن المملكة الدائم مع أبناء الشعب الفلسطيني في محنته وكفاحه المشروع لإقامة دولته المستقلة على أرضه وجهودها الحثيثة على جميع الأصعدة من أجل رفع المعاناة عن هذا الشعب وتعزيز صموده في مواجهة ما يتعرض له من حرب إبادة وقتل وتشريد وتجويع من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلية المعتدية صدرت في السابع من ابريل 2002م التوجيهات السامية بإرسال مساعدات عاجلة لأبناء الشعب الفلسطيني شملت تقديم آلاف الأطنان من التمور والأمصال الطبية وأوعية الدم وأدوية الحروق اللازمة وتسيير قافلة إغاثة محملة بالدواء والغذاء لتقديمها لأبناء الشعب الفلسطيني , كما صدر التوجيه السامي الكريم بتنظيم حملة تلفازية شاملة لجمع التبرعات للشعب الفلسطيني . كما وجه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - رعاه الله - في يوليو عام 2006م بتخصيص منحة قدرها مائتان وخمسون مليون دولار للشعب الفلسطيني لتكون بدورها نواة لصندوق عربي دولي لإعمار فلسطين . وعندما قامت إسرائيل بشن حربها الشرسة على قطاع غزة في نهاية ديسمبر 2008م بادر خادم الحرمين الشريفين إلى إجراء الاتصالات والمشاورات والاجتماع مع عدد من زعماء وقادة دول المنطقة والعالم حول الوضع في قطاع غزة والاعتداءات الإسرائيلية السافرة على الشعب الفلسطيني هناك . وكان لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز موقف تاريخي في مؤتمر القمة العربية الاقتصادية والتنموية والاجتماعية ( قمة التضامن مع الشعب الفلسطيني في غزة ) التي عقدت في الكويت في شهر يناير من العام 2009م حيث أعلن حفظه الله عن تجاوز مرحلة الخلافات بين العرب وأسس لبداية مرحلة جديدة في مسيرة العمل العربي المشترك تقوم على قيم الوضوح والمصارحة والحرص على العمل الجماعي في مواجهة تحديات الحاضر والمستقبل . وأعلن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله في تلك القمة عن تبرع المملكة العربية السعودية بمبلغ / 1000 / مليون دولار لإعادة إعمار غزة وشدد على أهمية وحدة الفلسطينيين في هذه المرحلة المهمة حيث قال أيده الله // وتقضي الأمانة هنا أن نقول لأشقائنا الفلسطينيين أن فرقتهم أخطر على قضيتهم من عدوان إسرائيل وأذكرهم بأن الله عز وجل ربط النصر بالوحدة وربط الهزيمة بالخلاف مستذكرا معهم قوله تعالى // واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا // . كما نبه حفظه الله الكيان الإسرائيلي إلى أن الخيار بين الحرب والسلام لن يكون مفتوحا في كل وقت وأن مبادرة السلام العربية المطروحة لن تبقى على الطاولة إلى الأبد حيث قال - رعاه الله - // إن على إسرائيل أن تدرك أن الخيار بين الحرب والسلام لن يكون مفتوحاً في كل وقت وأن مبادرة السلام العربية المطروحة على الطاولة اليوم لن تبقى على الطاولة إلى الأبد // . وأصدر خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - أيده الله - توجيهاته بتأمين كل ما يمكن من المستلزمات الطبية والأدوية وشحنها إلى قطاع غزة عن طريق جمهورية مصر العربية إضافة إلى تأمين طائرات الإخلاء الطبي لنقل ما يمكن من المصابين والجرحى من الفلسطينيين من العريش في مصر إلى المملكة وكذلك تأمين طائرات الشحن الجوي لنقل المستلزمات الطبية والأدوية بالتنسيق مع الأشقاء المصريين والفلسطينيين إلى العريش في مصر بالتنسيق مع سفارة خادم الحرمين الشريفين في القاهرة . ووجه الملك المفدى كذلك باعتماد معالجة الجرحى الفلسطينيين في مختلف مستشفيات المملكة التخصصية والمرجعية والعامة كل حسب حالته الصحية وأن تقوم وزارة الصحة بالتنسيق مع الجهات المعنية حيال ذلك واتخاذ جميع الإجراءات اللازمة لإنجاز ذلك بشكل عاجل جداً كما وجه -حفظه الله ورعاه - بإطلاق حملة تبرعات شعبية عاجلة في عموم مناطق المملكة للمساهمة في مساعدة وعون وإغاثة الأشقاء الفلسطينيين والوقوف معهم جراء ما يتعرضون له من اعتداءات إسرائيلية غاشمة . وتأكيداً لحرص ومتابعة خادم الحرمين الشريفين على تقديم العناية الطبية اللازمة للمصابين الفلسطينيين قام حفظه الله بزيارة لعدد من المصابين الفلسطينيين واطمأن على صحتهم كما أوصى ببذل أقصى الجهود للعناية بهم والاهتمام بمرافقيهم ووجه بصرف مبلغ مالي يومي للمرضى الفلسطينيين المحالين للعلاج بالمملكة ومرافقيهم طول فترة وجودهم بالمملكة . وعندما حدث خلاف بين حركتي فتح وحماس الفلسطينيتين سارع خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز حفظه الله بتوجيه الدعوة لأشقائه قادة الشعب الفلسطيني لعقد لقاء في رحاب بيت الله الحرام بمكةالمكرمة لبحث أمور الخلاف بينهم بكل حيادية ودون تدخل من أي طرف للوصول إلى حلول عاجلة لما يجري على الساحة الفلسطينية . واستجاب القادة الفلسطينيون لهذه الدعوة وعقد كل من فخامة رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس / أبو مازن / ورئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل ودولة رئيس الوزراء الفلسطيني / آنذاك / إسماعيل هنية اجتماعات في مكةالمكرمة بحضور عدد من المسئولين في حركتي فتح وحماس الفلسطينيتين .وتوجوا تلك الاجتماعات باتفاق مكة الذي أعلن بحضور خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله بجوار بيت الله الحرام في العشرين من شهر محرم 1428 ه . وفي إطار ما يبذله رعاه الله من جهود لرأب الصدع وتوحيد الصف بين الفصائل الفلسطينية بعث خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود برقيه لفخامة الرئيس محمود عباس رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية بمناسبة انعقاد المؤتمر السادس لحركة فتح في بيت لحم في شهر أغسطس من العام 2009م دعاهم فيها إلى وحدة الصف وقال حفظه الله في رسالته " إن ما يحدث في فلسطين صراع مروّع بين الأشقاء لا يرضي الله ولا المؤمنين إن قلوب المسلمين في كل مكان تتصدع وهي ترى الإخوة وقد انقسموا إلى فريقين يكيل كل منهما للآخر التهم ويتربص به الدوائر " .وذكرهم -حفظه الله - بقول الله عز وجل ( إن الله يحب الذين يقاتلون في سبيله صفاً كأنهم بنيان مرصوص ) وبقوله جل شأنه ( ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم ) .وأضاف- أيده الله -" إنني باسم إخوانكم في مهبط الوحي ، وباسم إخوانكم المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها ، أذكركم بأيمانكم ومواثيقكم المغلظة يوم اجتمعتم في البيت الحرام أمام الكعبة المشرفة ، إنني استحلفكم بالله ، رب البيت الحرام ، أن تكونوا جديرين بجيرة المسجد الأقصى وأن تكونوا حماة ربوع الإسراء ، استحلفكم بالله أن يكون إيمانكم أكبر من جراحكم ، ووطنيتكم أعلى من صغائركم ، استحلفكم بالله أن توحدوا الصف وترأبوا الصدع , وأبشركم إن فعلتم ذلك بنصر من الله وفتح قريب ، وهو سبحانه القائل ووعده الحق ( إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم ). كما أدان مجلس الوزراء برئاسة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود حفظه المجزرة التي ارتكبتها إسرائيل في الحادي والثلاثين من شهر مايو 2010م إثر هجوم قواتها على أسطول الحرية الذي كان متوجهاً إلى قطاع غزة لكسر الحصار المفروض عليها من قبل السلطات الإسرائيلية . وعد المجلس هذا الهجوم عدواناً يعكس الممارسات غير الإنسانية وتحديها السافر للعالم كافة، وللقانون الدولي وإصرارها على تجويع الشعب الفلسطيني ومنع كل وسائل الإغاثة الإنسانية، وإمعاناً في قتل الأبرياء، ودعا المجلس المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته تجاه هذه الاعتداءات والسياسة الهمجية من قبل سلطات الاحتلال الإسرائيلي. وفي شهر ديسمبر 2009م منحت وكالة الأممالمتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى ( الأنوروا ) صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية المشرف العام على حملة خادم الحرمين الشريفين لإغاثة الشعب الفلسطيني بغزة جائزة المانح المتميز للأنوروا بوصفة أول شخصية عالمية تحصل على هذه الجائزة . واتت هذه الجائزة تقديراً من الأنوروا لجهود سموه وإسهاماته الكبيرة في العمل الإنساني من خلال ما تقدمه اللجان والحملات الإغاثية السعودية بإشراف سموه بشكل عام وما تقدمه حملة خادم الحرمين الشريفين لإغاثة الشعب الفلسطيني في غزة ، واللجنة السعودية لإغاثة الشعب الفلسطيني بشكل خاص من برامج إغاثية ومشروعات إنسانية ، وتعاون مشترك مع المنظمات الدولية في تخفيف معاناة الشعب الفلسطيني ، وتغطية العديد من برامج ونشاطات الأنوروا لتقوم بدورها الإنساني على أكمل وجه تجاه تلبية حاجة ( 70 في المائة ) من المتضررين من أبناء الشعب الفلسطيني في الخدمات الإغاثية ، والتعليمية ، والإيوائية ، والصحية والاجتماعية . ولم يقتصر هذا الدعم على مساندة أبناء الشعب الفلسطيني ماديا بل وقفت المملكة معه في كل خطواته التي تكفل له استعادة حقوقه وبادرت المملكة بمتابعة هذه الحقوق مطالبة وشرحا لعدالتها في كل لقاء ثنائي يتم مع قيادتها وقادة وزعماء دول العالم منطلقة من القاعدة التي أرساها مؤسس هذه البلاد الملك عبدالعزيز رحمه الله في خدمة دينه وأمته الإسلامية.وأقرب شاهد على ذلك جولات خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله - السابقة في عدد من الدول الكبرى والدول المؤثرة في الشرق الأوسط بما فيها راعي السلام الولاياتالمتحدةالأمريكية وما قام به حفظه الله من جهود تجاه القضية الفلسطينية وتأكيد لعدالتها وعدالة حقوق الشعب الفلسطيني.