أبرمت المؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة اتفاقية تعاون مشترك مع شركة للكهرباء والمياه لتوطين التقنية من خلال الاسثمار الفعال للموارد البشرية. ومثل المؤسسة في عقد الإتفاقية سعادة الدكتور عبد الله بن عبد العزيز آل الشيخ نائب المحافظ للتخطيط والتطوير ومثل الشركة سعادة المهندس ثامر الشرهان، وبحضور صاحب السمو الأمير سعود بن عبد الله بن ثنيان آل سعود رئيس الهيئة الملكية للجبيل وينبع رئيس مجلس إدارة شركة مرافق. وتهدف الإتفاقية المبرمة بين الجانبين إلى الاسهام في توطين التقنية من خلال تبادل الخبرات في مجال وضع الخطط التدريبية وإتاحة الفرصة للتدريب على رأس العمل في مشاريع المؤسسة والهيئة، وإتاحة الفرصة للشركة للاستفادة من مخرجات مركز التدريب في الدورات التأهيلية للمشلغلين والفنيين، حيث يقوم مركز التدريب باستقطاب حديثي التخرج من حملة دبلوم الكليات التقنية وإلحاقهم ببرنامج تأهيلي لمدة عام تدريبي يشمل فترةً مكثفةً في اللغة الانجليزية وفترةً متخصصيةً في أعمال تشغيل وصيانة محطات التحلية في تخصصات متعددة، ويأتي ذلك للاستفادة مما يتمتع به المركز من سمعة مميزة وما يملكه من أحدث الأجهزة والتقنية الموجودة بالمنطقة وكذلك الخبرة العريضة في تأهيل وتدريب حديثي التخرج والعاملين بوجود خيرة المدربين أصحاب الكفاءة والخبرة العريضة في مجال التدريب. وتبدأ أولى المشاريع العملية لهذه الاتفاقية بتأهيل 60 متدرباً على أعمال تشغيل وصيانة محطات التحلية لصالح شركة مرافق. من جهته ألقى سعادة الدكتور عبد الله بن عبد العزيز آل الشيخ نائب المحافظ للتخطيط والتطوير كلمة في هذه المناسبة بدأها بالحديث عن بداية نشأة المؤسسة والهدف السامي من نشأتها وهو تعضيد الموارد الطبيعية للمياه العذبة عن طريق تحلية مياه البحر مضيفاً أنه ومنذ ذلك التاريخ والمؤسسة تنفذ مشاريعها لهذا الغرض على الساحلين البحر الأحمر والخليج العربي، حيث بلغت محطاتها حتى تاريخه (27) محطة تنتج (2.8) مليون متراً مكعباً من المياه المحلاة يومياً، مما جعلها ولله الحمد الرائدة عالمياً في صناعة تحلية المياه المالحة حيث تنتج 17.4% من الانتاج العالمي، إضافة إلى ما تنتجه من الطاقة الكهربائية بمقدار (67.000) كيلووات/ ساعة. ويعمل في هذه المحطات وخطوط النقل أكثر من 9 آلاف عامل وقد بلغت نسبة السعوديين منهم حوالي 82%، مضيفاً بإن تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية القادرة على الصمود في وجه المتغيرات التي تسود العالم أجمع والتطور السريع للتقنية يحتاج إلى كفاءات بشرية خلاقة ومبدعة تتمتع بالمهارة والقدرة على الأداء والعمل في كل المرافق. ولفت نائب المحافظ للتخطيط والتطوير إلى أن تطور الأمم وتقدمها يعتمد بعد الله عزوجل على ما يتوفر لديها من موارد بشرية وكوادر وطنية مؤهلة ومدربة وقادرة على تحقيق أهداف التنمية والمشاركة في التغيير والتطوير المستمر لهذا الوطن المعطاء، مبيناً أن المؤسسة تفهمت أهمية العنصر البشري جيداً منذ بداية إنشاءها واعتبرت تأهيله وتطويره ورفع كفاءته أحد أهم أهدافها الاستراتيجية وضمنته رسالتها في الاستثمار الفعال للموارد البشرية والمادية، مستشعرةً أن تطور الأمم وسر تقدمها يعتمد في المقام الأول على الله سبحانه وتعالى ثم ما يتوفر لديها من كفاءات بشرية متعلمة ومدربة قادرة على استيعاب وتحقيق أهداف التنمية إذ لا يبني المجتمع إلا سواعد أبنائه. وأبان الدكتور عبد الله بن عبد العزيز آل الشيخ أن المؤسسة سعت إلى تحقيق هذا الهدف بإنشاء مركزاً متخصصاً للتدريب الفني في مجال تشغيل وصيانة محطاتها، وأوكلت إليه مهمة إعداد وتصميم وتنفيذ البرامج التأهيلية والتطويرية للمهندسين والمشغلين والفنيين، وجهزت المركز بأحدث المعدات والأجهزة والمعامل والورش المتوافقة مع المناهج التدريبية المتخصصة. حتى أصبح مركزاً تقنياً متخصصاً في مجال تحلية مياه البحر وانتاج الطاقة الكهربائية وتم الاعتراف به عالمياً. كما تم اختياره ضمن الخطة الوطنيه للعلوم والتقنية ليكون مركزاً متميزا في تقنية تحلية مياه البحر. وقال نائب المحافظ للتخطيط والتطوير أن المؤسسة رمت لتحقيق الجودة الشاملة لنشاط المركز وذلك من خلال التعاقد مع إحد الجهات المتخصصة في إعادة صياغة وطباعة مناهجه التدريبية لتتواكب مع التقنيات الحديثة في إعداد المناهج. إضافةً إلى استقطاب المدربين المتخصصين لتنفيذ البرامج التدريبية وتطويرهم علمياً وعملياً، مشيراً إلى أن المركز تمكّن من خلال خطته الاستراتيجية من الحصول على شهادة الآيزو لسنوات عديدة. يجدر بالذكر أن الإتفاقية المبرمة شهدت حضور عدد من السفراء ورؤساء الشركات والمسؤولين الرفيعين من الجانبين وشهدت مراسم التوقيع استعراض انجازات المركز والجوائز التي حصدها خلال مسيرته إضافة إلى قبسات من القفزات الهائلة التي حققها في مجال عدد المتدربين وماهية البرامج ومدى الاستفادة التي حققها في هذا الصدد. كمت جرى خلال مراسم التوقيع تبادل الدروع التذكارية بهذه المناسبة.