جدة – شاكر عبدالعزيز : تصوير: إبراهيم بركات وغرم عسيري : خيمت الأنباء السارة التي أطلقها خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز (يحفظه الله) على افتتاح منتدى جدة الاقتصادي الحادي عشر الذي افتتحه صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل بن عبد العزيز أمير منطقة مكةالمكرمة مساء أمس السبت بمشاركة رئيس وزراء تركيا رجب طيب أوردغان، وبحضور كوكبة من أبرز الشخصيات الاقتصادية والاجتماعية المحلية والعالمية، حيث تستمر فعالياته بفندق جدة هيلتون على مدار أربعة أيام لمناقشة متغيرات أداء الاقتصاد السعودي والعالمي في القرن (21). وجاء حفل الافتتاح الذي انطلق عند التاسعة من مساء أمس مبهراً ومواكباً للفرحة الكبيرة التي ارتسمت على وجوه كل السعوديين في أعقاب القرارات السامية (التاريخية) التي صدرت أمس الأول الجمعة، ورسمت الألعاب النارية والليزر مع الأغاني الوطنية ملحمة في حب مملكة الإنسانية خلال العرض المرئي المبهر الذي ركز بشكل كبير على عروس البحر الأحمر واستعرض الشهرة العالمية التي حققها منتدى جدة الاقتصادي منذ انطلاقه قبل (11) عاماً حتى بات أحد أهم المنتديات الموجودة في العالم. وبدأ الحفل بآيات من الذكر الحكيم قبل أن يلقي الشيخ صالح بن عبد الله كامل رئيس مجلس الغرف السعودية ورئيس غرفة جدة كلمة ربط خلالها بين الأفراح التي تعم الشعب السعودي بعودة مليكهم والأوامر السامية الصادرة مؤخراً وانطلاق الحدث العالمي الكبير، وقال صالح كامل في كلمته: "لقد أخذت على عاتقي ووعدت أمير منطقة مكةالمكرمة العام الماضي ببذل أقصى جهد للارتقاء بعروس البحر الأحمر لتكون عروساً في شتى المحافل" مشيراً إلى إنشاء صندوق وقفي للمنشآت الصغيرة والمتناهية الصغر والأسر المنتجة بقيمة 200 مليون ريال حيث تم طرحها على أصحاب الأعمال في جدة وقد جمعنا حتى الآن 61 مليون ريال من أصل المائة، إلى جانب إنشاء شركة فرص السعودية برأس مال 200 مليون ريال وهي شركة رأس المال المبادر، مهمتها البحث عن فرص الاستثمار وتهيئتها وترخيصها مشيراً إلى أن الخطط والبرامج التي وضعت وجهزت في هذا الشأن ستولد هذا العام 50 ألف فرصة عمل. وأعقبت كلمة الشيخ صالح كامل عرض مرئي عن تاريخ وحكاية المنتدى من بدايته وحتى الآن، ثم تحدث الأستاذ عبد الله زينل علي رضا وزير التجارة والصناعة الذي قال إن المنتدى أصبح سمة من السمات المميزة لنشاط قطاع الأعمال في المملكة، وقال إن العولمة الاقتصادية أدت إلى حرية التبادل التجاري بين دول العالم، ولهذا فإن نجاح اقتصاد أية دولة من الدول يعتمد في مقدرتها على إيجاد الآليات والأنظمة لاغتنام الفرص التي تنتج عن العولمة، المتمثلة في فتح الأسواق العالمية أمام منتجاتها المختلفة دون قيود، وأوضح زينل أن من نتيجة العولمة الاقتصادية تأثر الاقتصاد العالمي إيجاباً أو سلباً بما يدور حولنا في دول العالم من أحداث سياسية واقتصادية وبيئية، ولكن التأثير السلبي لهذه الأحداث يكون أقل في الدول التي توافرت لها مقومات الصمود أمام مثل هذه التحولات وقال إن العالم واجه تراجعاً في الطلب على السلع والخدمات خلال العامين الماضيين وكثيراً من البلدان استسلمت للضغوط المحلية وبدأت في تطبيق إجراءات وتدابير حمائية للتجارة الأمر الذي انعكس سلباً على بعض صادرات المملكة من هذه الممارسات، ونحن كأعضاء في مجموعة العشرين عملنا على عدم السماح لهذه الممارسات الحمائية، ولا شك أن الإصلاحات التي اتخذتها المملكة ما كان أن يكتب لها النجاح لولا ثقة الشعب بصفة عامة والفعاليات الاقتصادية بصفة خاصة بالقرارات التي اتخذتها الدول وتفاعلهم معها لحل المشكلات الاقتصادية. وعبر رئيس وزراء تركيا السيد رجب طيب أردوغان عن العلاقة الحميمة التي تربط المملكة العربية السعودية مع الجمهورية التركية خلال كلمته في حفل الافتتاح، وأشار إلى أهمية في منتدى جدة الاقتصادي الذي يناقش أحد أهم الموضوعات التي تهم العالم بشكل عام ومنطقة الشرق الأوسط على وجه الخصوص في ظل التغييرات الكبيرة التي تشهدها المنطقة، مضيفاً أن منتدى جدة ينعقد الآن وأرجو أن تكون الدورة الحادية عشرة وسيلة خير للمنطقة العربية والمنطقة والعالم الإسلامي، أريد أن أذكر أن عنوان المنتدى الاقتصادي هو تحولات القرن ال21 وتأثيرات القوى الاقتصادية عليها كان اختياراً صحيحاً، وقد شاركت في المنتدى عام 2006 و2007 وكان المنتدى مهم جداً يجمع بين الأفكار والأعمال ويهدف للتنمية المستدامة وتوفير فرص العمل والتوظيف انطلاقاً من جدة والمناطق. ورحب صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل بن عبد العزيز أمير منطقة مكةالمكرمة بالمشاركين من مختلف بقاع العالم، قبل أن يعطي شارة البدء لانطلاق الحدث العالمي الكبير، متمنياَ أن تتلاقح الأفكار وتتجمع الرؤى لخدمة أهم القضايا الاقتصادية العالمية وخصوصاً قضايا منطقة الشرق الأوسط، مشدداً على أهمية الموضوعات المطروحة والمحاور التي سيجري مناقشاتها خلال الجلسات العلمية ال(12) التي تشهدها الأيام الثلاث المقبلة. وقال صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل في كلمته: "اهنأ يا وطن فالملك يحب المواطن والمواطن يحب الملك اهنأ يا وطن فالملك يفخر بالمواطن والمواطن يفخر بالملك اهنأ فالملك يثق بالمواطن والمواطن يثق بالملك.. ضيفنا العزيز دولة الرئيس رجب طيب أردوغان أصحاب السمو أصحاب المعالي أيها الحفل الكريم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أود أن أتقدم بالشكر والتقدير لكل من حضر ولكل من يشارك في هذا المنتدى وكل من ساهم في الإعداد والتحضير لهذا المنتدى. هذا المنتدى منتدى جدة الاقتصادي الذي أصبح معلماً للإنجاز على شاطئ جدة، ولكن جدة ليست اقتصاداً فقط، فجدة تاريخ وجدة حضارة وجدة مجتمع وجدة حاضر وجدة مستقبل وجدة أيها الإخوة والأخوات قادمة بعون الله ثم بإرادة القيادة وبعزيمة أهل جدة والى اللقاء والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته" وشارك في حفل الافتتاح كوكبة من أبرز رجالات الدولة والأمراء والمسؤولين وأصحاب الأعمال والمفكرين وخبراء الاقتصاد إضافة إلى أكثر من ألفي شخص من المهتمين بالشأن الاقتصادي، وكرم صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل بن عبد العزيز في نهاية حفل الافتتاح الرعاة والمنظمين والشركاء، قبل أن يشارك الجميع في حفل العشاء الذي أعد لضيوف المملكة. على صعيد آخر.. تنطلق عند التاسعة من صباح اليوم الأحد الجلسات العلمية للمنتدى بمشاركة (42) متحدثا عالمياً ومحلياً، ويبرز رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان بين المشاركين في فعاليات اليوم حيث يناقش في الجلسة الثانية التي يشاركه خلالها الشيخ صالح بن عبد الله كامل رئيس مجلس الغرف السعودية ورئيس غرفة جدة (التحول الاقتصادي الكبير) الذي يشهده العالم والنمو المفاجئ والسريع للأسواق الناشئة الذي مكن بعض الدول والشركات من الانتقال من موردين هامشيين للسلع والخدمات الرخيصة إلى قوى اقتصادية نافذة قادرة على توفير رأس المال والخبرات والابتكار. وستشهد الجلسة مناقشة قصص نجاح التحولات الاقتصادية في الأسواق الناشئة واستخلاص الدروس التي يمكن تطبيقها في المنطقة، وتبدأ الجلسة عند العاشرة والنصف من صباح اليوم وتديرها الإعلامية ميشال حسين مقدمة برامج (بي بي سي). في حين تتركز الأنظار على محافظ مؤسسة النقد العربي السعودي محمد الجاسر في الجلسة الأولى التي تبدأ عند التاسعة صباحاً وتناقش (القوى العالمية التي تشكل العقد القادم) ويشاركه خلالها المحلل الاقتصادي العالمي ورئيس تحرير مجلة (ديه زايت) جوزيف جوف، ورئيس مجس إدارة يو بي إس كاسبر فيلجر، ورئيس مجلس إدارة مجلس إدارة أبراج كابيتال عارف نفقي، ويترأس الجلسة كيتو دي بور مدير أول، ماكانزي وشركاه، ويدور محور الجلسة على العدد الهائل من القوى الاقتصادية العالمية التي تواجه الدول والشركات في العقد القادم، والتي ستغير جذرياً قطاع الأعمال الذي نعرفه، فالصعود السريع للأسواق الناشئة، ومزاحمة المنافسين الجدد، والتقنيات الحديثة المبتكرة، سوف تتسبب في تغيرات نوعية من شأنها أن تجعل أداء الأعمال في عالم الغد يختلف تماماً عما نعرفه في عالم اليوم. وستشهد الجلسة مناقشة الكيفية التي سترسم فيها القوى الاقتصادية العالمية ملامح العالم الجديد في السنوات 5 - 10 المقبلة، واستكشاف إمكانات تأثيرها على اقتصاديات المنطقة. وتحظى الجلسة الثالثة التي تتناول (المواطنة الناجحة.. بناء طبقة وسطى مستقرة وناجحة) بأهمية كبرى حيث ترتبط الصحة المستقبلية لأي اقتصاد بحجم وتطور الطبقة الاجتماعية الوسطى، لأنها تمثل عادة الشريحة الأكبر في المجتمع من الموظفين والمستهلكين على حد سواء. وتاريخياً مثلت هذه الطبقة المحرك الرئيسي للتطور في البلدان المتقدمة، وكذلك الأمر بالنسبة للنهوض الذي تشهده الصين والبرازيل والهند في الآونة الأخيرة كلاعبين أقوياء على الساحة الاقتصادية العالمية. وعلى الرغم من الزيادة السكانية الكبيرة والسريعة، إلا أن المملكة العربية السعودية لن تتمكن من تحقيق طموحاتها الاقتصادية إلا برعاية وتنمية الطبقة الوسطى فيها. وستناقش هذه الجلسة التحديات والفرص المتعلقة بالطبقة الوسطى في المملكة بمشاركة نخبة من الخبراء يتقدمهم صاحب السمو الملكي الأمير تركي الفيصل رئيس مجلس إدارة معهد الملك فيصل للدراسات الإسلامية، وداليا مجاهد مستشار الرئيس الأمريكي للأديان والمدير التنفيذي لجالوب سنتر، و ناصر السعدي كبير الاقتصاديين ومدير العلاقات الخارجية بمركز دبي المالي العالمي، ويدير الجلسة تركي الدخيل المقدم المعروف في قناة العربية. وتدعو الجلسة الرابعة للمنتدى اليوم التي تقام تحت عنوان (الدولة كشريك تجاري: مستقبل الشراكة بين القطاعين العام والخاص) الدول في جميع أنحاء العالم إلى التصدي للتحديات المتعلقة بالنمو الاقتصادي ونتائجه الاجتماعية وضرورة تغيير وتطوير إنتاجية القطاع العام ولذلك ستتضاءل بشكل متزايد الحدود الفاصلة بينه وبين قطاعات الأعمال ويجب على القطاعات العامة أن تتصرف بفعالية تماماً كمالكي المؤسسات التجارية الخاصة، وتحظى بمشاركة يوسف علي رضا, مدير الأوراق المالية في غولدمان ساكس، نوريل روبيني, بروفسور في جامعة نيويورك، ورويرت هورماتس وكيل وزارة الخارجية للشئون الاقتصادية وقطاع الأعمال والزراعة – الحكومة الأمريكية، وفانغ غانغ، مدير معهد الأبحاث الاقتصادية الوطني في الصين، ويدير الجلسة كيشور محبوباني, عميد كلية لي كوان يو للسياسة العامة في جامعة سنغافورة الوطنية. وتقام على هامش المنتدى جلسة جانبية ظهر اليوم عن التوجهات العالمية لجامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية يتحدث خلالها البروفسور ستيفان كتسيكاس، عميد ونائب رئيس الشؤون الأكاديمية، ويديرها عمر خاشقجي، في حين يبدأ المعرض الروسي فعالياته عقب نهاية الجلسات العلمية مباشرة ويستمر حتى التاسعة مساءً، ويشهد حلقات نقاش بين رجال أعمال سعوديين وروس تناقش مختلف القضايا الاقتصادية ذات الاهتمام المشترك. واوضح معالي رئيس المنتدى الدكتور ماجد بن عبد الله القصبي أنه منذ انطلاقة منتدى جدة الاقتصادي في عام 2000م بمبادرة من الغرفة التجارية الصناعية بجدة في دورته الأولى تحت شعار (نمو ثابت في اقتصاد عالمي) ساهم في وضع جدة على خارطة المنتديات العالمية وتعزيز مكانها كعاصمة تجارية للسعودية وإبرازها كمركز رئيسي للمال والتجارة والاقتصاد في الشرق الأوسط . وقال: إن الطموحات والعزيمة الصادقة للحفاظ على رسوخ هذا المنتدى تتواصل في إطلاق الدورة الحادية عشرة منه عام 2011م تحت عنون (متغيرات القرن ال 21) والذي سنحرص على استمرار ظهوره المتميز شكلاً ومضموناً بدعم ورعاية صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل بن عبد العزيز أمير منطقة مكةالمكرمة وتطبيق المفهوم الذي يعمل سموه على ترسيخه (إلى العالم الأول) وتحويل هذا المنتدى إلى مشروع يلفت أنظار العالم . وأشار القصبي أن الجلسات العلمية التي ستنطلق صباح الأحد بمشاركة هناك (42) متحدثا ستنزل إلى أرض الواقع لمناقشة القضايا الوطنية الملحة التي تأخذ الاهتمام الأول لدى جميع الاقتصاديين والمهتمين بالشأن العام، حيث نسعى إلى استثمار طاقات الاقتصاد السعودي من خلال وضع نقاط ضوء مضيئة تساعد صناع القرار في السير في أفضل طرق التنمية الشاملة والمستدامة. وأضاف: نناقش خلال العام الجاري موضوع حيوي جداً عنوانه (المواطنة الناجحة.. بناء طبقة وسطى مستقرة وناجحة) وهي مسألة خطيرة ومهمة لأن كل المجتمعات تحقق استقرارها ونماءها على أساس تطور الطبقة الاجتماعية الوسطى لأنها تمثل عادة الشريحة الأكبر في المجتمع من الموظفين والمستهلكين على حد سواء، وهناك الكثير من الموضوعات التي ترتبط بالمجتمع وتهم العامة والمختصين على حد سواء.