يطلق القطاع الخاص السعودي مساء اليوم مبادرات وطنية كبرى في افتتاح الدورة الحادية عشرة لمنتدى جدة الاقتصادي الذي يرعى افتتاحه صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل بن عبدالعزيز أمير منطقة مكةالمكرمة. وألمح رئيس مجلس الغرف السعودية رئيس مجلس إدارة الغرفة التجارية الصناعية بجدة صالح عبدالله كامل ل “المدينة” أن هناك مبادرات وطنية سيطلقها خلال حفل افتتاح المنتدى ستعود بالفائدة على الوطن وتثبت مدى ترابط القطاع الخاص مع قيادات هذا الوطن فيما يعود بالفائدة على المجتمع السعودي، مشيرًا إلى الواجب الذي تفرضه المسؤولية الوطنية على القطاع الخاص بأن يكون متضامنًا مع المشاريع الوطنية والحكومية. وكشف رئيس المنتدى عضو مجلس إدارة الغرفة الدكتور ماجد القصبي ل “المدينة” أن هناك مفاجآت سيحملها حفل افتتاح منتدى جدة الاقتصادي في دورته الحادية عشر. واستطرد القصبي يشير إلى العنوان الرئيسي للمنتدى واهميته في هذا التوقيت بالذات وهو (متغيرات القرن ال 21) مؤكدا على أن المشاركة المرتقبة لرئيس وزراء تركيا رجب طيب أوردغان ونائب رئيس الحكومة الروسية فيكتور زوبكوف، إضافة إلى أكثر من 40 شخصية عالمية ومحلية، هي بمثابة رسالة واضحة على مدى القوة التي يتمتع بها منتدى جدة الاقتصادي وكذلك الورقة الاقتصادية التي تتمتع بها المملكة العربية السعودية. وقال صالح كامل: إن قائمة المشاركين المحليين في الدورة الحالية تضم صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكةالمكرمة وصاحب السمو الملكي الأمير سعود بن عبدالمحسن أمير منطقة حائل وصاحب السمو الملكي الأمير تركي الفيصل بن عبدالعزيز رئيس مركز الملك فيصل للدراسات الإسلامية وصاحب السمو الملكي الأمير خالد بن سلطان بن عبدالعزيز مساعد وزير الدفاع والطيران والمفتش العام للشؤون العسكرية وصاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن خالد بن عبدالعزيز أمير منطقة عسير ووزير التجارة والصناعة عبدالله بن أحمد زينل علي رضا ومحافظ مؤسسة النقد العربي السعودي الدكتور محمد بن سليمان الجاسر ومحافظ الهيئة العامة للاستثمار عمرو بن عبدالله الدباغ. وبين أن من ضمن الشخصيات العالمية المشاركة في المنتدى نائب الرئيس لشؤون الهندسة وإدارة المنتجات لدى شركة غوغل في منطقة أوروبا والشرق الأوسط وإفريقيا نيلسون مشتوس ورئيس مجلس إدارة بنك UBS كاسبر فلجر، ورئيس الشؤون الاقتصادية بمركز دبي المالي ناصر السعيدي وعدد من الشخصيات المعروفة من صناع القرار الاقتصادي وعدد من أصحاب السمو الأمراء والوزراء وخبراء ورؤساء الشركات المعروفة عالميًا. ووصف كامل النسخة الحادية عشرة لمنتدى جدة الاقتصادي بالأهم في تاريخ الحدث الاقتصادي العالمي الذي شهدته محافظة جدة منذ 10 سنوات مضيفًا أن صناع القرار الاقتصادي في مختلف أنحاء العالم سيضعون خلاصة تجاريهم وأفكارهم خلال الجلسات العلمية بهدف تحقيق أكبر فائدة لمستقبل اقتصادي زاهر على الصعيد المحلي والعالمي. ورفع رئيس مجلس الغرف التجارية الصناعية السعودية رئيس غرفة جدة الشكر لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله - على دعمه وتشجيعه لإقامة مثل هذه المنتديات في مختلف أرجاء الوطن ولصاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام وصاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز آل سعود النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية مؤكدًا أن رعاية صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل بن عبدالعزيز أمير منطقة مكةالمكرمة ومشاركته ضمن المتحدثين ستعطي زخمًا كبيرًا للحدث الاقتصادي العالمي الذي اكتسب سمعة كبيرة على مدى السنوات الماضية وبات ضمن الأجندة الدولية كأحد أهم المنتديات الاقتصادية الشهيرة في شتى أنحاء المعمورة. *الأولويات والأطروحات وأكد أن غرفة جدة كرست ثقافة المنتديات الاقتصادية في المملكة وكانت سباقة في تسجيل الكثير من الأولويات والأطروحات التي واكبت قضايا الساحة العالمية مشيرا إلى أن المنتدى ومن دورة لأخرى كان يضيف من خبراته التراكمية ليثري الساحة الاقتصادية حيث نجح في تحقيق الآمال والتطلعات التي انطلق من أجلها وأصبح بالفعل ورشة عمل عالمية تتلاقى فيها الأفكار من أجل الإنسانية جمعاء على اختلاف مشاربها وثقافاتها، بالإضافة إلى إثارة العديد من المضامين التي يمكن الاستفادة منها محليًا وعالميًا. وتمنى أن يصل المنتدى إلى مجموعة كبيرة من المخرجات تلامس مستقبل الاقتصاد في المملكة، تعود بالنفع على العالم بأسره لاسيما أن الحدث يحظى بمشاركة شخصيات بارزة من صناع القرار الاقتصادي في أنحاء العالم، مبينًا أن المنتدى يهدف من خلال اختيار عنوان (متغيرات القرن ال21) للحديث عن كل التطورات الاقتصادية التي يشهدها العالم وتؤثر بشكل أو بآخر على صناعة القرار وأبرز التجارب التي يمكن الاستفادة منها من أجل صناعة مستقبل أفضل. *مناقشة التحديات وشدد على أن المنتدى لن يتخلى عن صبغته العالمية التي اشتهر بها حيث سيناقش أبرز القوى التي ستشكل العقد المقبل والتحديات التي ستواجهها الدول والشركات في العقد الجاري من القوى الاقتصادية العالمية إضافة إلى التحول الكبير في الاقتصاديات العالمية والتعرف على مستقبل الشراكة بين القطاعين العام والخاص وسيأخذ بعدًا محليًا مهمًا من خلال مناقشة (المواطنة الناجحة... بناء طبقة وسطى مستقرة وناجحة) الذي يمثل أحد أهم الموضوعات المطروحة خصوصًا أن الطبقة المتوسطة تمثل الصحة المستقبلية لأي اقتصاد وتعد الشريحة الأكبر في المجتمع من الموظفين والمستهلكين على حد سواء مشيرًا إلى أن قرار تخصيص جزء من إيرادات المنتدى لمتضرري الأمطار والسيول التي هطلت على جدة مؤخرًا وتسببت في خسائر كبيرة في الأرواح والممتلكات يأتي تأكيدًا على المسؤولية الاجتماعية التي ينبغي أن يتحلى بها الجميع تجاه وطنهم. * تعزيز مكانة جدة من جانبه أوضح رئيس المنتدى الدكتور ماجد بن عبدالله القصبي أنه منذ انطلاقة منتدى جدة الاقتصادي في عام 2000م بمبادرة من الغرفة التجارية الصناعية بجدة أسهم في تعزيز مكانة جدة الاقتصادية في الشرق الأوسط. وقال: إن الطموحات والعزيمة الصادقة للحفاظ على رسوخ المنتدى تتواصل في إطلاق الدورة الحادية عشرة منه هذا العام تحت عنون (متغيرات القرن ال 21) الذي سيحرص على استمرار ظهوره المتميز شكلًا ومضمونًا بدعم ورعاية سمو أمير منطقة مكةالمكرمة وتطبيق المفهوم الذي يعمل سموه على ترسيخه (إلى العالم الأول) وتحويل المنتدى إلى مشروع يلفت أنظار العالم. وأشار إلى مناقشة الجلسات العلمية للمنتدى عبر 42 متحدثًا للقضايا الوطنية الملحة التي تأخذ الاهتمام الأول لدى جميع الاقتصاديين والمهتمين بالشأن العام حيث يسعى المنتدى إلى استثمار طاقات الاقتصاد في المملكة من خلال وضع نقاط تساعد صناع القرار في السير في أفضل طرق التنمية الشاملة والمستدامة ومناقشة (المواطنة الناجحة.. بناء طبقة وسطى مستقرة وناجحة)، معللًا عن أهمية الموضوع لأن كل المجتمعات تحقق استقرارها ونماءها على أساس تطور الطبقة الاجتماعية الوسطى لأنها تمثل الشريحة الأكبر في المجتمع من الموظفين والمستهلكين على حد سواء وكثير من الموضوعات ترتبط بالمجتمع وتهم العامة والمختصين على حد سواء. *التحول العالمي وأكد أن المنتدى يتناول مراحل التحول العالمي حيث تتطرق الجلسة الأولى بعنوان (قوى 2020: القوى العالمية التي تشكل العقد القادم) وتبين أن الدول والشركات في العقد القادم ستواجه عددًا هائلًا من القوى الاقتصادية العالمية التي يبدو أنها ستغير جذريًا قطاع الأعمال الذي نعرفه، فيما تتناول الجلسة الثانية تحت عنوان (التحول الكبير: التعلم من أفضل التحولات الاقتصادية في العالم) النمو المفاجئ والسريع للأسواق الناشئة مما مكنها من الانتقال من موردين هامشيين للسلع والخدمات الرخيصة إلى قوى اقتصادية نافذة قادرة على توفير رأس المال والخبرات والابتكار، مبينًا أن الجلسة ستشهد مناقشة قصص نجاح التحولات الاقتصادية في الأسواق الناشئة واستخلاص الدروس التي يمكن تطبيقها في المنطقة. وأفاد رئيس المنتدى أن الجلسة الثالثة للمنتدى من خلال عنوانها (الدولة كشريك تجاري: مستقبل الشراكة بين القطاعين العام والخاص) تدعو الدول في جميع أنحاء العالم إلى التصدي للتحديات المتعلقة بالنمو الاقتصادي ونتائجه الاجتماعية وضرورة تغيير وتطوير إنتاجية القطاع العام، إذ ستتضاءل بشكل متزايد الحدود الفاصلة بينه وبين قطاعات الأعمال ويجب على القطاعات العامة أن تتصرف بفعالية تامة. * معالم مستقبل المملكة وبين القصبي أن الجلسات العلمية في اليوم الثاني تركز على تحديد معالم مستقبل المملكة اليوم واستغلال طاقات الاقتصاد السعودي حيث تعقد الجلسة الأولى تحت عنوان (المواطنة الناجحة.. بناء طبقة وسطى مستقرة وناجحة)،فيما عُنونت الجلسة الثانية ب (أولوية الإنتاجية: تسخير التكنولوجيا لتلبية حاجة المملكة إلى الإنتاجية) حيث تتمحور الجلسة حول الإنتاجية إذ تعد المحرك الرئيس بعيد المدى في تطور ورفاهية أي بلد حيث تشكل الركيزة الأساسية للنمو وتكوين الثروات، وفي حين تعاني الدول المتقدمة من انخفاض معدلات المواليد وشيخوخة القوى العاملة، وتسلط الجلسة الثالثة تحت عنوان (أقوى من الكوارث: تطوير بنية تحتية عالمية المستوى للتعامل مع الكوارث الطبيعية) الضوء على العهود الأخيرة التي أصبحت الكوارث الطبيعية وآثارها الاقتصادية فيها أكثر عنفًا وتدميرًا. * مجتمع مستقر ومزدهر وحول أعمال اليوم الثالث والأخير لفعاليات المنتدى ألمح رئيس منتدى جدة الاقتصادي إلى أن بناء مجتمع مستقر ومزدهر سيناقش من خلال الجلسة الأولى حول ريادة التمويل الإسلامي وكون المملكة في صدارة المشهد العالمي للتمويل الإسلامي، مشيرًا إلى أن مقدرة قطاع التمويل الإسلامي العالمي حاليًا تبلغ أكثر من تريليون دولار ولكنه ما يزال يمثل 1% فقط من المشهد المالي العالمي ومن المتوقع لهذا القطاع في العقد القادم أن يصل إلى مرحلة النضج بحيث يمتد نشاطه وتأثيره إلى مجالات مثل الأسهم الخاصة وتمويل الشركات وكذلك على مستوى الدولة، وتعقب الجلسة الثانية على (تضافر جهود أصحاب الشأن في المجتمع: تحفيز التعاون بين الشرائح المختلفة في المجتمع) حيث ترى أن من الشروط الهامة لبناء مجتمع منتج وإقامة روابط اقتصادية وسياسية متينة بين قطاعاته المختلفة سواء فيما يتعلق بالقطاع العام أو الخاص أو الاجتماعي أو دور الشباب والنساء ووسائل الإعلام فأهمية تضافر الجهود ضرورية لضمان بناء مجتمع صحي ومستدام.