خرج الأهلي من كأس ولي العهد، وفي عرف كرة القدم قد يخرج الفريق الأفضل، والأهلي الذي شاهدته لعب أمام الهلال بفريقين، فريق في الشوط الأول، وهذا يجب أن تتوقف إدارة الأهلي عنده طويلاً، لأنه كان شوطاً أساء للنادي الكبير، وشوه صورة أحد أضلاع الرياضة والكرة السعودية..! أما الفريق الثاني فحضر لاعبوه بقمصان الأهلي، ولأنهم استشعروا هيبة ناديهم، وتاريخه، استطاعوا أن يعودوا إلى المباراة في دقائق، وسط ذهول كل الهلاليين، إدارة، وجهاز فني، وجماهير، واستمر ذلك حتى بلغت المباراة الأشواط الإضافية، إلى أن وصلت إلى ركلات الترجيح..! وبالعودة إلى نهائي الموسم الماضي أمام الهلال في كأس ولي العهد، تأتي الصورة في مباراة أمس الأول نسخة طبق الأصل لهدف هلالي سجله ياسر القحطاني في ذلك النهائي، وهدف شبيه سجله أحمد الفريدي في مباراة الأربعاء، والمدافع واحد، هو جفين البيشي..! ومن هنا أرى أنه يجب استنساخ التجربة الشبابية في التعاقد مع لاعبين أجنبيين يلعبان في متوسطي الدفاع، بعد أن ثبت أن كل اللاعبين المحليين غير قادرين على ملء هذا المركز، بل إنه في وجودهم أصبح مرمى الأهلي ممراً سهلاً لكل المهاجمين..! لكن يجب الإشادة بظهيري الجنب « الكاملان « المر، والموسى، وهما تأكيد كبير على حسن الاختيار من مهندس الصفقات الكبير والخبير، الأمير خالد بن عبد الله، وأهمس في الوقت ذاته في أذن الظهير الشاب، منصور الحربي، فليس منصور المباراة الأخيرة، هو منصور البدايات المفرحة، وأنصحه بمراجعة حساباته، كونه لاعباً واعداً وموهوباً..! هاتفني صديق هلالي، وهو إعلامي رياضي، وكان رئيساً لأحد الأقسام الرياضية في واحدة من كبريات الصحف المحلية وقال لي بالحرف الواحد : الأهلي يا أبا راكان لديه عناصر تتمناها كل الأندية الكبيرة، بل إنني أرى أن سبعة لاعبين في الفريق هم أفضل اللاعبين السعوديين على الإطلاق، ولكنهم يخافون المواجهات الكبيرة، أو أنهم يخشون ردة فعل إعلامهم وجماهيرهم..! لا أختلف كثيراً مع تحليل صديقي، وأتفق معه في أن الفريق الأهلاوي يملك أفراداً، هم على المستوى الفردي يعتبرون من فئة « الخمسة نجوم «، إلاّ أنهم على المستوى الجماعي تختفي لديهم هذه الإمكانات الفنية والمهارية، وربما كان جزء منها بسبب الخطط الفنية والمهام والمسؤوليات التي يقيّد بها المدربون بعض اللاعبين..! ومع ذلك، فإن الأهلي الذي أحضر مدرباً كبيراً، وإن كنت أختلف معه في منهجية الشوط الأول من المباراة، لكنه يبقى أحد المدربين القلائل الذين يملكون فكراً ودهاءً، وإذا ما استمر، فإن فريقاً آخر سنشاهده في الموسم المقبل، لن يرضى إلاّ أن يكون منافساً قوياً على كل البطولات المحلية، وأولها بطولة الدوري..! إن خسارة الأهلي وإقصاءه من بطولة كأس ولي العهد، لا ينبغي أن تنسي أنصار الفريق، أن فريقهم لم يقصر، وخاض مباراة بطولية، ولكن لا يجب أن تنسى هذه الجماهير العاشقة، أن فريق الهلال بطل كل موسم وهذه حقيقة، تعني أن لاعبيه لديهم ثقافة الفوز التي تعودوا عليها في جميع نزالاتهم، بالإضافة إلى أنهم متصدرون لدوري زين، وفي طريقهم لتحقيق اللقب، وهذا حافز آخر، وكل هذه الحوافز غير متوافرة في فريق الأهلي..! بقي أن أقول إن عودة مالك معاذ هي واحدة من أهم مكاسب مباراة أمس الأول، حتى وإن أخفق في تسجيل ركلة الترجيح، فهذا لا يلغي تألقه في المباراة وتسجيله لهدف في وقت مناسب جداً، والمكسب الآخر هو عودة الثقة إلى الحارس الرائع ياسر المسيليم الذي لا يسأل أبداً عن هدفي الهلال..! لكن المطلوب الآن من وجهتي نظري خطتان، واحدة قصيرة المدى، وتركز على إعادة الثقة للاعبين، والتأكيد على أن المهمة لم تنته، وعليهم أن يحسنوا مركز فريقهم في سلم الترتيب لضمان المشاركة في بطولة الأبطال على كأس الملك والمنافسة على الفوز بلقبها الغالي، مع الحرص على تحقيق المركز الرابع في دوري زين إن أمكن والذي يمنحهم المشاركة من جديد في دوري أبطال آسيا في الموسم المقبل..! أما الخطة طويلة المدى، فهي أن يبدأ العمل مع بداية الأسبوع لرسم مستقبل فريق الأهلي للمواسم الثلاثة المقبلة، والعمل على الانتهاء من صياغة احتياجات الفريق قبل نهاية الموسم الحالي بوقت كاف، وإلغاء الحلول الوقتية، وذلك من خلال اجتماع ثنائي بين الأمير خالد بن عبد الله الداعم الكبير للنادي، ورئيس النادي الأمير فهد بن خالد، يخلص إلى إقرار التعاقدات المقبلة، والتي في مقدمتها إحضار لاعب كبير في صناعة اللعب، ومدافع آخر إلى جانب الصربي نيكولا الذي أعجبني كثيراً بإجادته تسليم الكرات إلى لاعبي الوسط بدقة متناهية، وهذا ماكان ينقص قلوب الدفاع في الفريق..! إذا انتهى مسيرو الأهلي من تحديد احتياجات فريقهم مبكراً، وأجروا اتصالاتهم وبدأوا مفاوضاتهم، وحصلوا على موافقة اللاعبين الأجانب قبل نهاية الموسم كما تفعل بعض الأندية، فهنا فقط سأضمن لكم بأن الأهلي سيكون فرساً لا يشق له غبار في الموسم المقبل، فهل يتحول النادي إلى ورشة عمل..؟ [email protected]