تشدني كثيراً الكتابات الصحفية الهادفة لكل ما يتصل بقضايانا الاجتماعية ذلك لأن الصحافة مرآة المجتمع التي يجد فيها تصويراً وتعبيراً عما يختلج في نفسه. ومن الواجب ألاَّ يكون فيما يتطرق اليه الكاتب من نقد هادف وبناء ونزيه ما يدعو الى التشنج واعتبار ذلك النقد وتوجيه الملاحظات على أنه إساءة او ذم لعمل الجهاز المقصود في تلك الكتابة او المساس بشخصية المسؤول. فالكاتب عندما يتطرق الى موضوع من المواضيع التي تخص ذلك الجهاز انما يستهدف في المقابل الأول خدمة الصالح العام والإفصاح عما يدور في المجالس الخاصة والعامة مما يعتبر أموراً سلبية في عمل ذلك الجهاز تستوجب الملاحظة والاهتمام وعندما يستعرض الكاتب شيئاً من التصرفات التي تحدث أو التي قد حدثت بالفعل فأنه يكون بمثابة العين التي أبصرت ما لم يكن في نقطة الضوء عند ذلك المسؤول. ومن الواجب ان يكون التجاوب لما يخدم الصالح العام والمصلحة العامة هو الغاية التي نسعى اليها جميعاً. ويتحتم على كل من ادركته الثقة وتولي وظيفة عامة ان يقوم بالجولات الميدانية التفقدية لما هو تحت مسؤوليته لاكتشاف الوضع على الطبيعة , فإذا وجد ان ما نشرته الصحيفة بقلم من استهدف الإصلاح والصالح العام شيء واقع وصحيح وجب عليه الأخذ بما يصلح الحال وان ظهر خلاف ذلك فلا يركن الى الصمت والتجاهل لما كتب ونشر بل ان عليه ان يوضح للرأي العام الحقيقة بما يعطي الصورة الواضحة الصحيحة. هذا كل ما ينشده المواطن المخلص لوطنه وأمته. فهل لنا أن نتطلع الى استجابة نرجوها من كل مسؤول لما يدخل في دائرة اختصاصه وان تمحى من الاذهان العبارة السائدة التي يرددها البعض «بأن لا عبرة بما يكتب فهو كلام جرايد» هذا ما ستكشف عنه الأيام القادمة فيما سيكتب وينشر. وان غداً لناظره قريب. أسعد حمزة شيره