من حق الكاتب الذي لديه معلومات عن نظام أو جهة حكومية الكتابة ابتداء عما لديه من معلومات لأن الكتابة في هذه الحالة يكون الهدف منها تزويد القارئ ببعض ما يراه الكاتب صحيحا من أنظمة ومعلومات لاسيما إن وجد كتابا آخرين يهرفون بما لا يعرفون كأن ينتقدوا نظاما إداريا نقدا عاطفيا لا يؤدي إلى نتيجة إيجابية يعدل من ورائها ذلك النظام أو تتحسن بعض مواده، فيكون فيما يكتبه ذلك الكاتب تصحيحا لمعلومات زملائه وتبصرة لهم إن كانوا حريصين على استماع القول واتباع أحسنه، وإن كانت لهم وجهة نظر مخالفة لما طرحه ذلك الكاتب فإن لهم طرح آرائهم المضادة على قاعدة اختلاف الرأي لا يفسد للود قضية. ولكن مما لوحظ في الآونة الأخيرة هو وجود كتاب يمكن أن يطلق عليهم «كتاب العلاقات العامة» وهم فئة من كتاب الصحف اليوميين أو الأسبوعيين الذين إذا قرؤوا لزميل لهم مقالا نقديا موجها إلى جهة حكومية حول مشروع من مشاريع تلك الجهة فإن الواحد منهم يبادر في الاتصال بمدير أو رئيس تلك الجهة طالبا منها تزويده بمعلومات مضادة لما كتبه زميله فإذا حصل على ما يريد نشر مقالا صحافيا يرد فيه على زميله، ويسفه ما جاء به من رأي ويكذب ما قدمه من معلومات، سابقا بذلك إدارة العلاقات العامة في الجهة نفسها التي كان بإمكانها الاضطلاع بهذا الدور لأنها الإدارة المختصة المكلفة بالاتصال بالإعلام والتواصل مع المجتمع، ولكن كتاب العلاقات العامة يرون أنهم أكثر جدارة من الإدارة المختصة على المدافعة والمرافعة عن الجهة المستهدفة بنقد زميلهم الصحافي، ولذلك فهم يبادرون بعمل اتصالاتهم «لإلقامه» حجرا حسب تصورهم وهذا الدور الجديد الفريد الذي أخذ يقوم به بعض الكتاب هو في الحقيقة دور بائس متهافت يحولهم إلى أقزام أمام الجهة التي يدافعون عنها وأمام القراء وأمام من كتبوا يردون عليه، إن لم يكونوا في واقعهم أقزاما، ولأن القزم يظل قزما حتى لو قفز في الهواء، فإن الكتاب الذين يرضون على أنفسهم وأقلامهم أن تقوم بدور العلاقات العامة لصالح أية جهة، لا يحترمون كلمتهم ولا قراءهم ولا يجدر بهم وبأمثالهم أن يكونوا من كتاب الصحف، لأن كل جهة لديها جهاز علاقة عامة تستطيع من خلاله الرد على ما يكتب في الصحف، وهي ليست بحاجة إلى كتاب العلاقات العامة، ولكن الذي يجعل من نفسه زائداً فإنه سيجد نفسه ذات يوم مبعثرا على الأرض!. للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 162 مسافة ثم الرسالة