حذر مواطنون ومهتمون بالخدمات المجتهدين من مختلف القطاعات الحكومية من خطورة التصرفات العشوائية اثناء هطول الأمطار وبعدها. وقال مواطنون ل(البلاد) حدثت تصرفات فردية من رجال أمن ومتطوعين ومن منسوبي شركات ومؤسسات حكومية وأهلية خلال جريان السيول في جدة حيث قاموا بفتح اغطية الصرف الصحي لتصريف مياه السيول والأمطار وفي هذا التصرف خطورة بالغة على شبكة الصرف وهي غير مخصصة لتصريف مثل هذه المياه والتي تحمل معها الأتربة والطمي والمخلفات بأنواعها وتتسبب في انسداد الشبكة وتعطيلها وارتجاع مياه الصرف لداخل المنازل. التصرف الفرد ممنوع يقول الأستاذ يحيى بن علي الباز وهو موظف سابق في ديوان المراقبة العامة لاحظت عددا من المتطوعين يقومون بفتح اغطية الصرف الصحي لتصريف مياه السيول بها ونبهت اولئك للخطورة البالغة على الشبكة وحاول بعضهم اقناعي أن الهدف هو تصريف مياه وإزاله الخطر عن الناس فرددت عليه ان مثل هذا السلوك يؤدي الى خطر اخر واكبر مما نعانيه وطالبت بشدة بعدم فتح اغطية الصرف الصحي وقلت لأولئك المتطوعين ان فتحات التصريف الخاصة بالسيول موجودة على جانبي الطريق وليس في وسطه وعليهم ازالة الشوائب منها لتتمكن من استيعاب مياه السيول خاصة أن المياه الجارية كانت تحمل الاتربة والاحجار والمخلفات بأنواعها. واضاف الاستاذ يحيى الباز يقول هناك متطوعون متحمسون ولكنهم لا يدركون أو لا يحسنون التصرف في الأوقات المناسبة وذلك لضعف خلفيتهم هذا فضلاً عن محدودية فتحات تصريف مياه الأمطار في الطرق خاصة الفرعية. وطالب الباز أمانة جدة والشركة الوطنية بتقديم فقرات توعوية لتعريف الأهالي بفتحات تصريف مياه السيول والفرق بينها وبين الأغطية الخاصة بشبكات تصريف مياه الصرف الصحي. مشيرا إلى أن الانسدادات التي حدثت في بعض الأحياء كانت نتيجة لسقوط اتربة وأحجار في مجرى الصرف الصحي وأدى ذلك لارتفاع منسوب مياه الصرف الصحي في تلك الأحياء. الردم الترابي خطر كما اشار الاستاذ يحيى الباز الى خطورة الردم الترابي في الحفر التي تجاوز اغطية الصرف الصحي حيث يؤثر ذلك على التمديدات ويؤدي لكسرها احياناً نتيجة اعوجاج التمديدات بفعل تحرك التربة والأفضل في هذه الحالة هو الحفر بشكل دائري او مستطيل حول التمديدات وتبينها ومن ثم تتم عملية الردم والسفلتة. وقال ان المبادرين بالردم ولا يدركون خطورة ذلك على التمديدات وللاسف الشديد والحديث هنا للاستاذ يحيى الباز لا تسارع مؤسسات الصيانة والجهة المعنية لاجراء الصيانة الفورية للحفر الوعائية ويتركونها عدة اشهر حتى تتضاعف مساحتها وتحدث تلفيات في التمديدات. اجتهادات في غير محلها من جانبه يرى المواطن فوزي ازهري ان عمليات الردم والتي يقوم بها بعض المواطنون هي للتخفيف من معاناة عابري الطريق حيث شكلت الحفر معاناة كبيرة للسيارات واتلفت اجزاء كبيرة منها هذا اضافة لتأخر الجهات ذات العلاقة في طمرها. معاناة حي الرحاب واستشهد ازهري بالحفر التي خلفتها الأمطار الأخيرة على الشارع الرئيس بحي الرحاب حيث تشكلت مجموعة من الحفر في وسط الطريق المتجه لشارع التضامن العربي وأدى لعطب الكثير من السيارات وصار سكان الحي يبحثون عن طرق بديلة لذلك الطريق. واضاف ازهري ردمت بالتراب من قبل الأهالي وعادت ثانية بعد الأمطار الأخيرة وعاد الأهالي لردمها ولكن لا تزال خطورتها باقية وان لم تكن مثل السابق. ودعا ازهري الأمانة او الجهة المعنية العمل على وضع الحلول المناسبة لايقاف طفح المياه المستمر في حي الرحاب في منطقتين الأولى أمام شركة دله والثانية وسط الشارع العام بحي الرحاب. وتتضاعف المعاناة في بني مالك والبغدادية من جهته يشير مواطنون ومقيمون من سكان حي بني مالك والبغدادية أن المعاناة بلغت ذروتها بعد الامطار الاخيرة وساءت أحوال الطرق بشكل يدعو للدهشة والاستغراب حيث ازالت مياه الامطار والسيول الطبقة الاسفلتية وحولت الطرق الى حفر ومستنقعات مائية تصطاد العابرين والمركبات. يقول سالم البطاطي احد سكان البغدادية من سنوات نشكو من الحفر الوعائية في الطرق الرئيسية والفرعية وهي منتشرة في الحي وتقوم الامانة بعد فترة بدفنها بطبقة اسفلتية.. ولكن سرعان ما تذهب الطبقة الاسفلتية بعد تسرب المياه الجوفية في السابق على سطح الارض.. وتساءل البطاطي .. لماذا يذهب الاسفلت مع الماء ولايبقى في موضعه كما يحدث في مواقع وطرق اخرى.. واستدرك يقول ان لكل منطقة مناخاً مختلفاً عن الاخرى وهذا يتطلب مواصفات معينة ومتابعة من الجهات الرقابية المعنية. أين الرقابة؟ وفي الاطار نفسه استغرب الاستاذ عبد الرحمن الجهني من عدم مطابقة الكثير من المشاريع للمواصفات القياسية السعودية. وقال من الملاحظ أن المشاريع الخدمية في مدينة جدة على وجه لتحديد لا تحقق النسبة الكافية للاهداف التي انشئت من اجلها وهذا أمر يحتاج الى اعادة نظر من قبل الجهات المسؤولة.. واستطرد الاستاذ عبد الرحمن الجهني يقول اعتقد أن المشكلة تكمن في إزداوجية الرقابة على المشاريع في مدينة جدة بشكل خاص وفي المملكة بشكل عام إضافة لعدم وجود مختصيين في الجهات الرقابية .. واقترح الجهني ان يتم دعم ديوان المراقبة العامة بمهندسين متخصصين لمتابعة وتدقيق المشاريع قبل الشروع في تنفيذها. الباز اقترحنا ولكن؟ ويؤكد ماذهب اليه الاستاذ عبد الرحمن الجهني المفتش المالي بديوان المراقبة العامة سابقا الاستاذ يحيى بن علي الباز . يقول الباز قبل 30 عاما تخرجت من امرمديكا وعملت لمدة عام تقريبا في مجال مراقبة المشاريع في الولاياتالمتحدةالامريكية.. وفي هذه الدولة المتقدمة لاحظت وجود مهندسين ومتخصصين في شتى المجالات لمراقبة كافة المشاريع وتدقيقها قبل البدء في تنفيذها.. التجربة الامريكية واضاف الاستاذ يحيى الباز وهو متقاعد من نحو عام من ديوان المراقبة العامة عندما عدت لعملي في ديوان المراقبة العامة نقلت الفكرة للمدير العام في تلك الفترة الاستاذ عبد القادر باصفار واستحسن الفكرة وعمل على دعم الديوان بمراقبين ولكن ليسوا من المتخصصين في مجالات الطرق والانشاءات والخدمات.. واكد الباز ان ماحدث من اضرار نتيجة سيول جدة السبب الأول يعود الى انعدام الرقابة المتخصصة قبل البدء في تنفيذ المشاريع الخدمية مشيراً الى ان استعانة الديوان مؤخراً بمراقبين او متخصصين من خارج الديوان في تدقيق المشاريع ومعرفة اسباب حدوث الخلل كان متأخرا جداً وكان الاحرى بالديوان والجهات الرقابية الاخرى ان تستعين بهذه الخبرات في تلك الفتررة الزمنية وليس الان بعد حدوث هذه الاضرار الكبيرة على المدينة وسكانها. وطالب الاستاذ يحيى الباز بوجود متخصصين في جميع المجالات بديوان المراقبة العامة وتحديد جهة واحدة فقط للرقابة وجهة واحدة لتنفيذ المشاريع الخدمية وتنسيق الجهود بين كافة القطاعات الحكومية فما يحدث الان هو عشوائيات بمعناها الكامل في تنفيذ المشاريع.