إن المستوى الأكثر من رائع الذي ظهرت به جواهر الكعكي في الدوري الأولمبي وفوزهم على المتصدر، وعلى صاحب المركز الثاني في الدوري، كان وراءه عمل وترتيب من السابق، وهي الفترة التي كان عبدالمعطي كعكي يترأس مجلس إدارة نادي الوحدة، وقد كان تركيزه الأكبر في إنشاء فريق أولمبي قوي يكون مغذياً للفريق الأول بلاعبين على مستوى فني ولياقي عالٍ، وقد نجح وبدرجة عالية في تحقيق ما أراده، وهاهي الثمرة الآن وللأسف الشديد يقطفها التونسي، على طبق من ذهب، وكأن الكعكي لم يكن له يدٌ في هذا العمل، وجميعنا يذكر حكاية الستة لاعبين من الفريق الأولمبي الذي عمل معهم الكعكي عقوداً لمدة أربع سنوات وهم ثنيان المطرفي وإبراهيم زبيدي وعبدالعزيز المنصور وعبدالعزيز البيشي وإبراهيم جوني وأحمد القرشي وقامت الدنيا على الكعكي من بعض الأشخاص المحسوبين على الوحدة من الحزب المعارض لسياسة الكعكي، وها نحن نشاهد اللاعبين اليوم فعلاً جواهر وحداوية من صناعة الكعكي. والخوف كل الخوف أن نرى جواهر الكعكي في أولمبي الوحدة تزين فرق الأندية الأخرى، بمباركة من التونسي من أجل حفنة من الريالات، أو من أجل الميول لأندية أخرى قد تساعد في عملية نقل هذه الجواهر إلى تلك الأندية. وفي هذه النقطة نرى أن التاريخ يعيد نفسه، عندما استلم التونسي إدارة النادي من الرياضي الكبير حاتم عبدالسلام، والفريق يضم لاعبين هم الآن نجوم دوري زين السعودي أمثال أسامه هوساوي وناصر الشمراني وعيسى المحياني، وحقق معهم المركز الثالث في الدوري، لأنه استلم فريقاً جاهزاً للمنافسة على بطولات الاتحاد السعودي لكرة القدم، ولكن في الموسم الثاني بدأت هذه النجوم تتجه إلى أندية أخرى بسبب الضائقة المالية التي مرَّ بها النادي. علماً بأن التونسي يعلم جيداً أن النادي يمر بضائقة مالية صعبة، فلماذا تقدم لرئاسة النادي وهو أكثر الناس علماً بحاله، وخصوصاً أنه لا ينوي دعم خزينة النادي من حسابه الخاص، إلا إذا وضع في رأسه بيع عقود أبرز اللاعبين لتيسير أمور النادي، وهذا ما كان يخشاه الوحداويون وحصل في فترة رئاسته الماضية، وسيحصل في هذه الفترة أيضاً، وإن غداً لناظره قريب. أتمنى عودة عبدالمعطي كعكي للإشراف على فِرق كرة القدم بالنادي، لما يتمتع به من خبرة كبيرة في إدارة هذه الفِرق، وقد ظهرت أمام الجماهير الوحداوية نتائج أعمال هذا الرجل في الفريق الأولمبي، ولنبتعد عن الخلافات الشخصية التي لا تخدم الكيان الوحداوي، والتي كانت سبباً في ابتعاد الوحدة عن منصات التتويج أكثر من خمسة وأربعين عاماً. وأخيراً أقول للتونسي مبروك عليك ظهور جواهر الكعكي بهذا المستوى في الدوري الأولمبي، وأتمنى أن تحافظ عليها، لأنها الأمل الوحيد في إحراز بطولة للنادي.