تواصلت امس أعمال الجلسات العلمية للمؤتمر الطبي الإجتماعي الثاني للرعاية الصحية المنزلية المنعقد في جدة تحت شعار "شراكة صحية وإنسانية ثقافة التمميز" بحضور صاحبة السمو الملكي الأميرة عادلة بنت عبدالله بن عبدالعزيز رئيسة المؤسسة الخيرية الوطنية للرعاية الصحية المنزلية بالقطاع الغربية وأكثر من 17 متحدثا في مجال الرعاية الصحية المنزلية و600 مشارك من الخبراء والمهتمين. وبدأت الجلسة العلمية الاولى أعمالها اليوم تحت عنوان /حوار مفتوح عن الرعاية الصحية المنزلية في المملكة العربية السعودية/ ورأس الجلسة وكيل وزارة الصحة للتخطيط والتطوير الدكتور محمد خشيم وأدار الجلسة الأمين العام للجنة الإعلام والتوعية المصرفية في البنوك الإسلامية عضو لجنة أصدقاء المرضى بالرياض طلعت زكي حافظ وشارك في الجلسة مديرعام الإدارة العامة للخدمات الطبية بالقوات المسلحة اللواء الطبيب كتاب العتيبي ومدير عام برنامج مستشفى قوى الأمن الدكتور سليمان السحيمي ووكيل جامعة الملك عبدالعزيز بجدة الدكتورعدنان المزروع ورئيس مجلس ادارة المركز الطبي الدولي الدكتور وليد فتيحي. وفي بداية الجلسة العلمية الأولى أكد وكيل وزارة الصحة الدكتور محمد خشيم أهمية المؤتمر الطبي الإجتماعي الثاني للرعاية الصحية المنزلية معربا عن شكره وتقديره لصاحبة السمو الملكي الأميرة عادلة بنت عبدالله بن عبدالعزيز رئيسة المؤسسة على دورها الفاعل والمهم من خلال المؤسسة لدعم هذا المفهوم الذي تسعى إلى تطبيقه دول العالم بما فيها المملكة. وقال: إن عدد المستفيدين من برنامج الرعاية الصحية المنزلية الذي تقوم به وزارة الصحة على مستوى مناطق ومدن المملكة (5000) آلاف مريض وهو ما يعادل بناء 10 مستشفيات بسعة 500 سرير، مبيناً أن وزارة الصحة دعمت برنامج الرعاية الصحية المنزلية بثمانين مركبة على مستوى مناطق المملكة. وشدد على أن الوزارة تعمل على تقييم أنشطة البرنامج في المناطق الصحية داعياً إلى بذل المزيد من الجهد لزرع ثقافة الرعاية الصحية المنزلية لدى أفراد المجتمع عبر تقديم خدمة متميزة وذات جودة عالية للمرضى في مواقع إقامتهم. ولفت وكيل وزارة الصحة للتخطيط والتطويرعلى أن برنامج الرعاية الصحية المنزلية أو برنامج الطب المنزلي وهو المسمى الجديد للبرنامج الذي أعتمده معالي وزير الصحة مؤخراً أصبح من أهم البرامج المستحدثة في الوزارة نظراً للإيجابيات المتعددة لمخرجاته والتي لا تخفى على الجميع. وأوضح أن هدف تشكيل اللجنة الوطنية للرعاية الصحية المنزلية تحت مظلة مجلس الخدمات الصحية توحيد أنشطة البرنامج وعمل الدراسات والتقييم والأبحاث في المراكز الطبية بمختلف الأجهزة الصحية الحكومية وتأسيس قاعدة بيانات خاصة بالرعاية الصحية المنزلية على مستوى المملكة،والارتقاء بالخدمات الصحية في المملكة. وأوضح الدكتور خشيم أن تضافر الجهود بين القطاعات المختلفة من شأنه أن يحقق الأهداف التي تخدم المرضى داخل منازلهم من خلال تقديم رعاية صحية منزلية على مستوى عالي من الجودة مبيننا أن المؤتمر يعد الإسلوب الأمثل لمناقشة كافة الموضوعات المطروحة والإستفادة أيضا من التجارب العالمية في هذا الشأن، مقدما شكره للمؤسسة الخيرية الوطنية للرعاية الصحية المنزلية التي بادرت إلى عقد مثل هذه المؤتمرات التي تعود بالنفع على المجتمع وأفراده متمنيا أن يخرج المؤتمر بتوصيات تدعم هذا الجانب. بعد ذلك تحدث اللواء طبيب كتاب العتيبي عن أهمية المؤتمر بإعتباره منهجا علميا سوف يسهم في الإرتقاء بالخدمات المقدمة للمرضى من خلال مفهوم الرعاية الصحية المنزلية، معرباً عن شكره وتقديره للأميرة عادلة بنت عبدالله بن عبدالعزيز التي بادرت إلى عقد هذا اللقاء الذي نأمل أن يخرج بالعديد من التوصيات لخدمة المرضى ذوي الإقامة الطويلة في المستشفيات وتوفير الخدمات ذات المستوى العالي من الجودة من أجل أن يعيش المريض بجانب اسرته وذويه وهو ما يمنحه الراحة النفسية التي قد تسهم في أن يعيش حياته بشكل مستقر. واستعرض اللواء طبيب كتاب العتيبي الرعاية المنزلية التي تقدمها مستشفيات القوات المسلحة منذ عام 1987 مشيراً إلى أن البداية الحقيقة لتطبيق مفهوم الرعاية الصحية المنزلية بدأت عام 1999م وظهرت الصورة الحقيقة لإنجازات مستشفيات القوات المسلحة في هذا التخصص حيث تم تطبيقها في مستشفى القوات المسلحة في الرياض ثم عممت الخدمة على 6 مستشفيات للقوات المسلحة في مدن المملكة، إذ أصبح عدد الطاقم الطبي الذي يقدم الرعاية الصحية المنزلبة بنحو بلغ 830 من الكوادر الطبية والفنية التي تعمل على مستوى عالي من الكفاءة. وأفاد أن ادارة الخدمات الطبية بالقوات المسلحة ابتعثت عدد من العاملين في مجال الرعاية الصحية المنزلية إلى الخارج لتلقي المهارات لافتا إلى الخدمات الطبية بصدد توقيع اتفاقية مع الجامعة الأمريكية في هذا الشأن. وقال: إن بعض الحالات قد تتضجر بسبب حالتهم المرضية ولاشك أن تقديم خدمة الرعاية الصحية المنزلية فيها الكثير من المتاعب والمشاكل لكن مهمتنا هنا أن نبسط هذه المشاكل، لافتا إلى أن الخدمات الطبية في القوات المسلحة لديها معايير للعمل في الرعاية الصحية المنزلية. بعد ذلك تحدث الدكتور سليمان السحيمي عن المؤتمر وأهميته في غرس مفاهيم ثقافة الرعاية الصحية المنزلية لدى كافة شرائح المجتمع وعلى وجه الخصوص الأسر التي لديها مرضى. وشدد على أن خدمة الرعاية الصحية المنزلية هي خيار استراتيجي في المستقبل لتفادي المشكلات الكبيرة التي تواجهها المستشفيات في استقبال الحالات ذوات الأمراض المزمنة ومكوثهم في المستشفى لفترات طويلة وأن القضاء على هذا الجانب يتطلب العمل من أجل تطبيق مفهوم الرعاية الصحية المنزلية وكذلك الإرتقاء بتقديم الجودة العالية للمرضى داخل منازلهم. ولفت إلى أن الدول مهما انفقت من اجل اقامة مستشفيات لإستقبال المرضى طويلي الإقامة فإنها لن تستطيع ان تغطي التكاليف الباهظة من جراء خدمتهم. وبين الدكتور السحيمي أن تطبيق الرعاية الصحية المنزلية يعد ضرورة من أجل أن يمنح هؤلاء المرضى الخدمات العلاجية داخل أسرهم وفي منازلهم وهو ما ينعكس حتما على نفسية المريض دعيا إلى العمل بكل جهد ومن كافة القطاعات من أجل توعية المجتمع بكافة فئاته بأن هناك مرضى لا تتطلب حالاتهم الدخول إلى المستشفى وأنهم يمكن تقديم الخدمة العلاجية عن طريق فريق طبي يعمل على تقديم هذه الخدمة.