وصف صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار استضافة المتحف الوطني لمعرض "الجنينة الأندلسية " بأنه تفعيل لدعوة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله - للحوار بين أتباع الأديان والحضارات منوها بما تسهم به هذه المعارض من تعزيز المنظور التاريخي لهذه الحضارات. وأبرز سمو الأمير سلطان بن سلمان توجيهات وحرص خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود ونائب خادم الحرمين الشريفين صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز آل سعود وصاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز آل سعود النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية -حفظهم الله- على أن يكون للمملكة تواجدها الحضاري القوي في مجال تبادل الحضارات عالميا. وأكد الأمير سلطان بن سلمان لدى افتتاحه معرض " الجنينة الأندلسية " أمس نيابة عن صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض أن المعرض يحكي قصة تواصل تاريخية وحضارية بين العالم الإسلامي ومملكة اسبانيا. وأفاد سموه خلال الحفل الخطابي أن المعرض يأتي تعزيزا للعلاقات المميزة بين المملكة وأسبانيا لاسيما في المجال الثقافي. من جانبه أعرب سفير مملكة أسبانيا لدى المملكة بابلوا برابوا عن سعادته بإقامة هذا المعرض في المملكة، مؤكدا أن المعرض يعد حلقة في سلسلة التعاون الثقافي الوطيد بين المملكة وأسبانيا، مشيرا إلى تأثير الثقافة الإسلامية وتمازجها بالثقافة الأسبانية وهو ما يبرزه هذا المعرض. كما ألقى رئيس مؤسسة الثقافة الإسلامية بمدريد شريف عبدالرحمن كلمة أكد فيها أهمية المعرض في التعاون من أجل الحفاظ على البيئة والتراث التاريخي المشترك بين الشرق والغرب، والتواصل بين الحضارتين الإسلامية والأسبانية. وقص الأمير سلطان بن سلمان بعد الحفل الخطابي شريط المعرض المقام على مساحة 400 متر مربع، ثم تجول في أركانه إذ يحتوي على مجسمات مستوحاة من الحقبة الأندلسية وما شكلته من فنون في العمارة ومزيج من إبداعات هندسة العمارة والعلوم. كما يوضح المعرض الذي يستمر لمدة شهر عدة تصاميم توضيحية للتقدم الذي وصلت إليه الهندسة المائية والكثير من اختراعاتها التي لا زالت باقية حتى يومنا هذا. وأكد سمو الأمير سلطان بن سلمان في تصريح صحفي عقب الحفل أن الهيئة بدأت العمل في برامج هامة لإحداث تحول ثقافي في نظرة المجتمع للتراث الوطني وتعزيز الوعي بقيمته وتطوير الثقافة المتحفية مبيناً أن الهيئة تعمل على تطوير المتحف الوطني بالرياض والمتاحف الأخرى، وتطوير الثقافة المتحفية من خلال برامج كبيرة مع وزاراتي التربية والتعليم والثقافة والإعلام مؤكداً أن الهيئة ما زالت في بداية الطريق في ذلك وتحتاج إلى دعم المجتمع لتتحقق الأهداف المتوخاة لهذه البرامج. وأشار سموه إلى أن الهيئة منذ استلامها قطاع الآثار والمتاحف قبل سنة ونصف انطلقت بشكل قوي لتطوير القطاع والتوجه بالتراث الوطني للعالم للتعريف بالبعد الحضاري والتاريخي للمملكة والحضارات العظيمة التي تعاقبت عليها. وحول إسهام معرض روائع الآثار المملكة الذي أقيم في متحف اللوفر بباريس في تحقيق أعلى معدلات زوار للمتحف في عام 2010م أكد سموه أن ذلك يجسد أهمية المعرض والقيمة الاستثنائية لمعروضاته التي تبرز البعد الحضاري والتاريخي للمملكة، وهو أيضا دليل على الحضور السياسي والمكانة الحضارية والاقتصادية للمملكة في المحافل الدولية، فزوار المعرض فوجئوا بأن المملكة قائمة على حضارات عظيمة ومتعاقبة كانت مجهولة بالنسبة لهم، وهذا بلا شك نقلة تاريخية بالنسبة لنظرة العالم للمملكة. وأشار سموه إلى أن معرض روائع آثار المملكة الذي انتقل من متحف اللوفر في باريس إلى مؤسسة لاكاشيا في برشلونة بأسبانيا التي تستضيفه حاليا، سينتقل بعد ذلك إلى أحد أكبر المتاحف في أوروبا، وهو متحف الإرميتاج في سان بطرسبرج بروسيا، ثم سينتقل بإذن الله إلى ألمانيا والنمسا واليونان والولايات المتحدةالأمريكية ودول أخرى. وحول نقل مثل هذا المعرض لمناطق المملكة قال سموه : نتمنى ذلك والمتحف الوطني مهيأ الآن، ولدينا الآن مشاريع لخمسة متاحف جديدة تحت الإنشاء، وهذه السنة أيضا كنا نؤمل في أربعة متاحف أخرى، وهناك تطوير كامل لمتحفين في نجران والجوف، وأيضا لدينا عدد من قصور الدولة السعودية وعدد من المواقع التراثية التي نطوّرها الآن حتى تستطيع أن تحتوي وتستقبل مثل هذه العروض، نحن مازلنا في المملكة نفتقر للمتاحف المميزة التي تعرض مثل هذه المعارض، وإن شاء الله أننا منطلقون في هذا الأمر".