غياب صامت يستولي على ذاكرة جسدها.. اشواق تستبيحها، وانتظار يمزقها.. يشعلها تارة وتارة ينهيها.. تساؤلات كثيرة تملأني !! وأسئلة تتلف جوارحي إذا خيالها راودني!! أعمق ما أراه يستوطن عينيها (إنها امرأة اشتعلت بكل ما أوتيت به من قوة إلى إن حولها الزمان إلى رماد إنسانة، رماد تلهو به أعاصير الزمن، تعبث به وتذره بقوة ليحدد مصيرها كيف يشاء). ورغم هذا الزمهرير الذي تنازعه كل حين وآخر.. إلا أن جنونها لا يتوقف عطاؤها بلا حدود ووفاؤها حتى الخلود.. تمضي العمر انتظاراً وهي تعلم أنه لن ولم يأتي أبداً وبالرغم من هذا تحمل كل يوم حقائب ذكرياتها وحصاد سنينها وتقف عند محطة العمر لينتهي المساء ونرى على ثغرها ابتسامة وبقلبها حزن يجر معاناة غد يحمل بين طياته أمل معطراً بانتظار بات مميت!! امرأة يرتكبها قلق مزمن يقيم على نافذة أيامها حزنا اسود لا يكف عن النعيق.. غموضها يغلف رجفة يديها.. وابتسامتها تخفي دفاف وريدها.. وما زلت إلى الآن لا افهمها؟! لماذا أصبح الانتظار يعتصرها حتى آخر قطرة بدمها، لماذا تلفها الحيرة وتتسرب إلى جميع ذراتها؟ أصبح عمرها الورق وباتت مبعثرة بين محبرة أشعارها ومرسمها الذي يخط أجمل لوحات ذكرياتها. أوراقها تشتعل بحرائق لوعتها حبر أحمر ينزف من قلبهاوحروف تزف جروحا على ورقها لم أجد إجابة شافية لأنهي بها خاطرتي!! مجرد خربشات اندلقت على الورق وتشربت في قلبي ولكن عقلي يصفها بأنها عقل يتبرأ منها وجنون ينتمي إليها.. حنان علي