إن لكل واحد منا امنياته وآماله واحتياجاته فمنا من نال اقصى مناه ولم يكابد أية مكابدة ولم تقابله طرق وعرة وصعبة كل ما يتمناه يأتيه طوعا وليس كرها وبما يأمر به يقال له سمعا وطاعة وهناك قسم ان نال ووصل لما يريد ابتعدت عنه امور ايضا يتمناها وإذا كسب شيئا خسر أشياء وهنالك القسم الكالح الكادح المكافح المعاني ألوانا من الآلام والأحزان لا يعلم بها غيره سبحانه بل وخطوته ب(1000) خطوة ان خطاها غيره اتى بها في خطوتين (بتوفيق الله وارادته)، وأخونا (نجم) هو النموذج المثالي لهذا الصنف الذي تظهر في ملامحه آثار مما يكابده ويعانيه، هذا الاخ يليق به المثل الخليجي القائل "وين ما يطقّها عويا/عوجا" وهو دائماً يبدأ يومه بغروب الشمس لا بشروقها، ومع الأيام ومن سنة إلى سنتين إلى عشر وعشرين لمع اسم هذا الرجل وبات اسمه على كل لسان وتمركز وأصبح له صولات وجولات في عالم الرياضة وأمست وأصبحت الشهرة تحيط به من كل جانب وأصبح شغل الإعلام والصحافة الشاغل وصار الزمان زمانه ودولته ورجاله، الله الله نجم صرت في هذا الهيلمان.. ارصدة وشهرة وأضواء ونجومية على مسمع ومشهد حتّى اهل جزر الواق واق، أصبح اليوم كل شيء مسخرا تحته، وعندما سأل عنه احبته ومعاشروه القدامى قالوا انه اخذه الكبر والغرور فكل شيء في قبضته فهو لديه مال ومظاهر مادية تجعل من يراها يطمع بألف طريقة وطريقة لكي يصل إليه، وبعد هذا السيناريو اصبح بلا نظام وجل الاعتذارات للمسؤولين ثم تغيبات ثم انخفاض في مستوى الاداء ثم نراه في دكّة الاحتياط ثم العرض في نقله الى احد فرق الدرجة الأولى الى ان حتى فريق الدرجة الأولى يرغب في تنسيقه اي الاستغناء عنه بصورة واضحة ومباشرة فهو في سفر وشتات عقلي دائم، الى ان تقلصت طموحاته وعاد الى ما كان (خانة الاحاد) فالرياضة مصدر رزقه وقوت ايامه التوالي، وانتهت حلقاته قبل ان تنتهي فعلا في عشرينياته المجيدة وكأنه لم يكن. فلا هو الذي نال محبة الناس (الأحباب القدامى) ولا هو الذي ساير هذا الطريق بحذر وفطنة وماله من مخاطر (فمن دون هذا الطريق وهذا المسلك "النجومية" ايا كانت هناك ايضا امور تقابل الانسان العادي لا تقل خطرا عن حياة النجم فهو عاش في رفاهية مؤقتة لم يهنأ بها كثيرا. حسابات بلا أرقام (1): قد يسأل الإنسان المحروم من شيء ما لماذا انا (محروم) من هذا الشيء، مال.. جاه.. عيال.. ولكن الجواب سرّه عندالرحمن الرحيم، وأقول قد يعطي لاي إنسان شيئا كان محروما منه مؤقتاً ليريه الخالق كيف هو عمل به وليبصره (إن وفق) كيف ان الله عادل يحب العدل، ورحيم به ليريه ايضا كيف سيعمل وكيف سيكون وهذا التبصير متى انما.. هي مسألة وقت. زايد صالح العسل - جدة بريد إلكتلروني [email protected]