أشاد عدد من المفتين ، وبعض قيادات العمل الإسلامي بعناية المملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود بالقرآن الكريم ، وأهله وحفظته من البنين والبنات في داخل المملكة وخارجها ، وأكدوا في تصريحات لهم بمناسبة تنظيم وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد للدورة الثانية والثلاثين لمسابقة الملك عبدالعزيز الدولية لحفظ القرآن الكريم وتجويده وتفسيره في رحاب مكةالمكرمة أن هذه العناية نابعة من التزام المملكة بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم منهجاً وسلوكاً . العهد والوعد ففي هذا الصدد ، قال سماحة مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ محمد رشيد قباني : إن عناية المملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود بالقرآن الكريم نابعة من عقيدتها ، وإيمانها ، والتزامها بالقرآن الكريم، والسنة النبوية المطهرة، وكونها مهبط الوحي ومهد الرسالة، والمملكة دائماً على العهد والوعد, والوفاء والعمل, تنهض بالأمانة, وتصون الرسالة, وتدعو إلى الله على بصيرة, وتقدم للعالم أفضل نماذج للحضارة والتقدم والازدهار, والحوار والاعتدال وكرامة الإنسان على قواعد وخدمة الإنسان . وأشار سماحته إلى أن مسابقة الملك عبدالعزيز القرآنية موازية لإنشاء مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف, وترجمة معانيه بلغات العالم, ونشر هدايته في أقطار الدنيا, كما تأتي المسابقة أيضاً لتفسح المجال أمام الأجيال من ناشئة وشباب الأمة للتنافس في أعظم ميدان لخدمة كتاب الله تعالى وهدايته, وإخراج الإنسان في أقطار الدنيا من الظلمات إلى النور, وأفضل شاهد على هذا الإنجاز الكبير مضي واحد وثلاثين عاماً من التنافس على حفظ وتلاوة القرآن الكريم، وتكريم المملكة لحفظة القرآن الكريم كل عام . 32 عاماً وأثنى المفتي العام لجمهورية موريتانيا الشيخ أحمد بن المرابط الشنقيطي على الجهود التي تقوم بها المملكة العربية السعودية لخدمة الإسلام في مختلف مجالاته، منوهاً بالحرص الكبير والاهتمام الخاص الذي أولته المملكة قيادة وحكومة وشعباً لخدمة كتاب الله تعالى، حيث تعليمه للبنين والبنات في المراحل الدراسية، وفتحت المدارس لتحفيظه في مختلف أنحائها، نتج عن ذلك تخرُّج مجموعات كثيرة من حفَّاظ كتاب الله تعالى الْمُجوِّدِينَ الْمُجِيدِينَ لتلاوته . وأكد الشيخ الشنقيطي أن من ضِمْنَ اهتمامات المملكة بكتاب الله تعالى، تنظيم المسابقةِ الدوليةِ التي تجريها لحفاظ القرآن من مختلف دول العالم، تلك المسابقة التي كانت بدايتُها سنة 1399ه أي ما قبل واحد وثلاثين عاماً من اليوم، ولقد كانت ولا تزال محل اهتمام الشعوب الإسلامية، والدول والجمعيات والمراكز والمؤسسات من مختلف أنحاء العالم، ومما يتجلى فيه اهتمامُ المملكة بكتاب الله تعالى ذلك المجمَّع المبارك المدني، ألا وهو (مجمَّع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف)، ذلك المجمَّع الذي وزَّعَ ولا يزال يوزع ملايين المصاحف المقروءة والمسموعة في سائر أنحاء العالم، إلى جانب أن المملكة قد جعلت كتاب الله تعالى دستورا لها، منه تصدر وإليه ترجع، فلا يستغرب إذاً في كونها من المصلحين الذين وعدهم الله تعالى بأنه لا يُضيع أجرهم، فقال :{ والذين يمسكون بالكتاب وأقاموا الصلاة إنا لا نضيع أجر المصلحين}، ومن الأمة التي قال تعالى فيها :{ وممن خلقنا أمة يهدون بالحق وبه يعدلون } ، ومن تلك الطائفة التي قال فيها النبي صلى الله عليه وسلم :«لا تزالُ طائفةٌ من أمتي ظاهرينَ على الحق لا يضرهم من خالفهم حتى يأتي وعد الله». مصدر القوة أما مدير معهد الإمام البخاري للشريعة الإسلامية في طرابلس ورئيس مركز البحث العلمي الإسلامي في لبنان د. سعد الدين بن محمد الكبي فقد قال : إن مسابقة الملك عبدالعزيز الدولية تحث الشباب وتحفزهم على الإقبال على كتاب الله الكريم، وهي لفتة طيبة، واهتمام مشكور من المملكة العربية السعودية ممثلة بوزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد للقيام بهذا الواجب العظيم، وأن إقامة المسابقة كل عام تعتبر وسيلة مهمة من وسائل تربية الشباب على كتاب الله، وبتجددها يتجدد الأمل في نفوس الأمة بظهور ثلة من الشباب اليافع المقبل على كتاب الله الكريم بالحفظ والتدبر، مما يشعر باستمرار هذا الدين ومضي الدعوة الإسلامية المعاصرة في طريقها، متوخية بنشاطها تكريم الإنسان بربطه بخالقه وبارئه من خلال تحفيظ القرآن الكريم . ورأى د. الكبي أنه بتجدد المسابقة يتجدد النفس التجديدي في الأمة من خلال بعث خيرة شبابها في عروق الأمة، والاهتمام بهم، وتأهيلهم بالحفظ وإتقان التلاوة، ومعرفة معاني القرآن وأحكامه، وهو السلاح الأول في الجهاد العظيم، جهاد النفس أولاً وجهاد الحجة والبيان ثانياً، الذي هو جهاد الخاصة من هذه الأمة، الذي لا يقدر عليه إلا من اصطفاهم الله سبحانه وتعالى، واختارهم لتبليغ رسالته الخالدة إلى الأمم والشعوب إلى قيام الساعة، وأنه بتجدد المسابقة يبرز أثر مهم من آثار الإعجاز القرآني الذي يتجلى في الوحدة الإسلامية التي يحققها القرآن من خلال النطق بلغته العظيمة، والتي تبرزها المسابقة من خلال جمع الحفظة من أقطار العالم الإسلامي في مكةالمكرمة قبلة المسلمين الحسية ، وعلى رحاب أرض الحرمين الشريفين قبلة المسلمين المعنوية، وفي ضيافة خادم الحرمين، راعي الدعوة الإسلامية المعاصرة في مهدها الأول، وإننا ومن خلال مسابقة الملك عبدالعزيز الدولية، نستطيع أن نحفظ الشباب من مخاطر التكفير الذي أضر بالشباب المسلم أولاً، وبالدعوة الإسلامية ثانياً بتشويه السمعة وإبراز الدين الإسلامي على أنه دين دموي لا يقبل الحياة، ولا يقدر الحوار مع المخالفين . إنجازان كبيران ومن جهته، وصف عضو المجلس الإسلامي الأعلى بتونس محمد صلاح الدين المستاوي المسابقة بأنها إنجاز عظيم ومكرمة عم نفعها المسلمين في كل أرجاء المعمورة، أثمرت عن تشجيع أبناء المسلمين على تلاوة وحفظ كتاب الله العزيز وتجويده وتفسيره، والعمل بما جاء به من أحكام شرعية، منوهاً بإنجازات مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف في المدينةالمنورة وعموم نفعه المسلمين في أنحاء العالم، وحيثما وجد مسلمون في ديار الإسلام وخارجها ،وهو أعظم خدمة أسدتها المملكة العربية السعودية قيادة وشعباً للإسلام والمسلمين، فكتاب الله هو العروة الوثقى، وهو الصراط المستقيم . واعتبر مسابقة الملك عبدالعزيز الدولية لحفظ القرآن الكريم، والمجمع إنجازين إسلاميين كبيرين، وتجسيماً للوعد الإلهي بحفظ كتابه من كل تحريف، وزيادة ونقصان، إذ صدق الله العظيم الذي يقول :{ إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون}، وما التشجيع لحفاظه، وإقامة المسابقات لهم، لكي يتنافسوا في حفظه، وما رصد الجوائز السخية للفائزين المهرة في مختلف فروع المسابقة، والتكفل بإركابهم وإقامتهم، والقيام بخدمتهم وإكرامهم إلا عيْن الحفظ الإلهي لكتاب الله العزيز . وأبان المستاوي أن هذا العمل الإسلامي الكبير يندرج ولا شك في سياق الوعد ، والتبشير بالخيرية الواردة في الحديث الشريف : ( خيركم من تعلم القرآن وعلمه )، مهنئاً كل من كان سبباً وجرى على يديه هذا الخير العميم ، وهذا الفضل من الله ، وقال : هنيئاً لمن ساهم ولا يزال ولو بالكلمة الطيبة ، والخدمة ولو البسيطة في سبيل أن تجتمع هذه الصفوة من أبناء العالم الإسلامي ، وأبناء المسلمين في كل مكان للتباري والتسابق لنيل المكارم والجوائز، وللفوز بقصب السبق للانصهار في وسط أهل الله الذين هم أهل القرآن .