يتطلع منتخب سوريا الملقب بفريق النسور في مشاركته الخامسة في نهائيات كأس آسيا لكرة القدم، إلى صنع المفاجأة وخلط أوراق المجموعة الثانية التي تضمه إلى جانب اليابان والسعودية والأردن في النسخة الخامسة عشرة في الدوحة من 7 إلى 29 يناير المقبل. ويأمل منتخب سوريا بعد غياب دام نحو 14 عاماً، في رسم صورة مغايرة لمشاركاته السابقة في النهائيات التي خرج فيها من الدور الأول في الكويت 1980، وسنغافورة 1984، والدوحة 1988، وأبو ظبي 1996، وإن كان عانى خلال الأسابيع الأربعة الماضية من مشاكل تدريبية بعد هروب المدرب الصربي راتومير دوجوكوفيتش الذي تم التعاقد معه لمدة ثلاثة أشهر ونصف الشهر، لكنه غادر إلى بلاده قبل نحو شهر من موعد النهائيات تاركاً المهمة لمساعده أيمن حكيم قبل أن يفاجئ اتحاد الكرة السوري الجميع قبل أسبوعين فقط بتعاقده مع الروماني تيتا فاليريو الذي استقال من تدريب فريق الاتحاد السوري بعد أن قاده للفوز بلقب كأس الاتحاد الآسيوي. أولى مفاجآت تيتا كانت استبعاده لعدد من اللاعبين البارزين عن التشكيلة النهائية التي ستشارك في الدوحة وأبرزهم قائد المنتخب وهدافه في التصفيات ماهر السيد والذي كانت له اليد العليا في التأهل إلى النهائيات. برر تيتا استبعاده عدداً من النجوم كالسيد والمهاجم المخضرم زياد شعبو لقناعته بوجود أفضل منهم ضمن التشكيلة الحالية القادرة حسب رأيه على تحقيق وجود مؤثر على الرغم من صعوبة أطراف مجموعته لكنه قال "سنظهر بصورة جيدة وسنكون منافسين أقوياء للسعودية واليابان". وكان تيتا اختار 23 لاعباً من بينهم 6 محترفين وهم: مصعب بلحوس وبلال عبد الدايم وعادل عبدالله ومحمد زينو وعبد الرزاق الحسين (الكرامة)، وجهاد باعو واحمد صالح وبرهان صهيوني ونديم صباغ وفراس اسماعيل (الجيش) وقصي حبيب وعلي دياب (الشرطة) ورضوان الأزهر وسامر عوض (المجد) وعبد القادر دكة وطه دياب (الاتحاد) وعدنان الحافظ (الوحدة)، وسنحاريب ملكي (لوكرين البلجيكي) ولؤي شنكو (البورغ الدنماركي) وجهاد الحيسن وفراس الخطيب (القادسية الكويتي) وعبد الفتاح الآغا (وادي دجلة المصري) ووائل عيان (الفيصلي السعودي). ويمتاز المنتخب السوري بروح لاعبيه القتالية وبارتفاع قدراتهم البدنية وإن كان على حساب نقص المهارات الفنية التي تتوفر حصراً بثلاثة لاعبين وهم ثنائي الوسط جهاد الحسين وعبد الرزاق الحسين والمهاجم المعروف فراس الخطيب، وإن كانت المشكلة التي ستواجه تيتا في النهائيات هي إيجاد التشكيلة المناسبة والمنسجمة ما بين اللاعبين المحليين والآخرين المحترفين في الخارج خصوصاً أن فترة الاستعداد الماضية وقبل المباراة الودية مع العراق في دمشق (صفر-1)، والتي تخللتها 6 مباريات إعدادية من بينها دورة غرب آسيا في الأردن خلت من اللاعبين المحترفين. وكان منتخب سوريا خسر في دورة غرب آسيا في الأردن أمام الكويت 1-2 وتعادل مع الأردن 1-1، ولعب ودياً في الصين فخسر أمام منتخبها الأول 1-2 وفاز على منتخبها الأولمبي 1-صفر، ثم فاز على البحرين في المنامة 2-صفر، وعلى العراق في مدينة السليمانية العراقية 1-صفر. وفي معسكره التدريبي الأخير في الإمارات خسر ودياً أمام كوريا الجنوبية صفر-1، وسيختتم مبارياته الاستعدادية بلقاء الإمارات الأحد المقبل. وبرغم صعوبة مهمته في النهائيات، فإن فريق النسور يأمل في كسر حاجز التفوق الياباني والسعودي الذي سيطر على معظم مواجهاته معهم الودية والرسمية، حيث لم يفز منتخب سوريا على نظيره السعودي رسمياً سوى مرة واحدة فقط من أصل 17 مواجهة وكانت في تصفيات مونديال 1978 بنتيجة 2-1 في دمشق، مقابل 10 انتصارات للسعودية و6 تعادلات. ولم يسبق لسوريا الفوز على اليابان في 7 مباريات ودية ورسمية، ففازت اليابان 6 مرات مقابل تعادل واحد. والتقى منتخب سوريا مع نظيره الأردني 36 مرة ودياً ورسمياً، فاز السوري في 15 مباراة مقابل 10 للأردن، وتعادلا 11 مرة. وكانت سوريا خرجت من الدور الأول في أول مشاركة لها في النهائيات الآسيوية عام 1980 في الكويت بعد فوزها على الصين وبنغلادش بنتيجة واحدة 1-صفر، وتعادلها مع إيران دون أهداف وخسارتها أمام كوريا الشمالية 1-2. وفي مشاركتها الثانية في نهائيات سنغافورة 1984 خرجت من الدور الأول بعد فوزها على كوريا الجنوبية 1-صفر وتعادلها مع قطر 1-1 وخسارتها أمام السعودية صفر-1، والكويت 1-3. وفي المشاركة الثالثة في نهائيات الدوحة 1988 خرجت أيضاً من الدور الأول بعد فوزها على الكويت والبحرين بنتيجة 1-صفر وخسارتها أمام الصين صفر-3 والسعودية صفر-2. وفي أبو ظبي عام 1996، فازت على أوزباكستان 2-1 وخسرت أمام الصين صفر-3 واليابان 1-2.