انتهى الموسم الذي بدأ بعودة بطل عالم الماني الى المنافسات وهو في سن الحادية والاربعين - بشكل اجتذب عناوين الصحف - بطريقة اكثر حيوية بفوز الماني اخر وهو سيباستيان فيتل سائق فريق رد بول بلقب بطولة العالم لسباقات فورمولا 1 للسيارات.واكملت الرياضة عامها الستين في 2010 واذا استطاع فريق مرسيدس ان يمنح مايكل شوماخر السيارة التنافسية الذي يتوق اليها فان الوضع قد يتحسن بشكل اكبر في الموسم المقبل مع مشاركة خمسة ابطال في المنافسات.وغطى فوز فيتل (23 عاما) وهو اصغر سائق يفوز ببطولة العالم على عودة انجح سائق في تاريخ الرياضة واستطاع بضربة واحدة ان يضاعف عدد السائقين الالمان الفائزين بلقب بطولة العالم للفورمولا 1.ولا يزال فيتل بعيدا عن الوصول لحصد الالقاب السبعة التي سبق وان حققها شوماخر الذي حقق الفوز في 91 سباقا على مدار مشاركاته في بطولة العالم. ونال فيتل اول القابه على صعيد بطولة العالم وحقق عشرة انتصارات في تاريخه الا ان خطواته تبدو سريعة للغاية كما انه نضج بشكل يفوق عدد سنوات عمره. وسيتحسن مستوى فيتل مع الوقت. ففي بطولة متباينة المستوى بدا من الصعب التكهن بنتيجتها وبعد منافسة رباعية غير مسبوقة على اللقب وامتداد الصراع حتى السباق الاخير ذهب اللقب في النهاية الى اسرع سائق يستقل اسرع سيارة. وقد تأكد هذا بشدة على الحلبات مع خلو السباقات من مناورات الفرق بشكل ملحوظ وهو ما افسد البطولات السابقة على الرغم من عودة فريق فيراري الى قلب الجدل بتغريمه 100 الف دولار بسبب استخدامه "اوامر الفريق" المحظورة في سباق المانيا لضمان فوز فرناندو الونسو. وفاز فيتل بخمسة سباقات وهو نفس العدد الذي فاز به الونسو الا انه انتزع مركز اول المنطلقين عشر مرات في 19 سباقا. وفي حال عدم وجود مشكلات خاصة بالتعويل عليه اضافة الى اللحظات الصعبة العارضة التي شهدها الموسم لكان بامكان السائق الالماني ان يحسم اللقب مبكرا. وفي العام المقبل لن تكون اوامر الفريق محظورة على الرغم من ان الفرق قد تعاقب اذا ما تسببت تصرفاتها في الاضرار بمصداقية الرياضة كما سيكون هناك المزيد من الابطال الذين سيسعون نحو الفوز باللقب بشكل يفوق اي وقت سابق منذ عام 1970. وبعيدا عن شوماخر وفيتل والونسو فان لويس هاميلتون وجنسون باتون سائقي فريق مكلارين سيكونا متشوقين للغاية للعودة الى القمة عقب مسيرتهما التي انتهت بشكل محبط في الموسم الماضي والتي اكدت على الاقل كيف يمكنهما التعايش معا بشكل سلس وجيد. وسيكون هناك مورد واحد جديد للاطارت وهي شركة بيريلي الايطالية عقب انهاء شركة بريدجستون اليابانية لعقدها مع البطولة كما سيكون جدول السباقات اطول مما هو معتاد بعد اضافة سباق الهند ليكون السباق العشرين عقب ظهور سباق كوريا الجنوبية لاول مرة في اكتوبر تشرين الاول الماضي. وللعام الثاني على التوالي ذهبت بطولة الصانعين الى "فريق عميل" لا يمثل شركة وذلك في اشارة الى فريق يدار بشكل خاص ويستخدم محركات توفرها شركة مصنعة تمتلك فريقا لا يحقق النجاح المنشود. وتفوق فريق رد بول المدعوم بمحركات رينو - والذي قام ادريان نيوي مدير القسم الفني به بتصميم سيارة استطاعت الفوز باللقب للمرة الثالثة عقب نجاحاته السابقة مع فريقي وليامز ومكلارين - على بقية منافسيه. وتصدر الاسترالي مارك ويبر زميل فيتل في الفريق البطولة مرتين ودخل الى السباق الاخيرة متفوقا على زميله الالماني في جدول الترتيب ولم يكن يسبقه سوى الاسباني الونسو فقط. وسيكون امام ويبر (34 عاما) فرصة اخرى في بطولة العام المقبل الا ان افضل فرصة ربما تكون قد فاتته. وستظل مسألة مواصلة رد بول لتفوقه على صعيد السرعة تشكل سؤالا مفتوحا على كافة الاحتمالات بعد ان كرس فريق مرسيدس والذي كان يعرف سابقا باسم براون جي.بي جهود مهندسيه للتركيز على سيارة عام 2011 بمجرد ان بدا واضحا ان شوماخر وزميله في الفريق نيكو روزبرج لا يقودان سيارة تستطيع تحقيق الفوز. وسيكون لدى فرق مكلارين وفيراري الى جانب مرسيدس انظمة قوية لاستعادة الطاقة الحركية في عام 2011 مع عودة استخدام الاجهزة الخاصة بهذا النظام في ظل العمل الدؤوب والسريع من جانب فريقي مكلارين وفيراري للارتقاء بادائهما عقب انهائهما العام في المركزين الثاني والثالث. وفي ظل تغيير دائم في المشهد وتناوب ست فرق على تصدر البطولة في ظل نظام جديد للنقاط يكافيء الفائزين شهد الموسم المنقضي لحظات ستظل عالقة لفترة طويلة في الذاكرة الجماعية للرياضة. وكان روب سميدلي مهندس السباقات الخاص بفليبي ماسا بطل احد هذه اللحظات عندما اخبر سائق فيراري بمنتهى الحدة بان الونسو يبدو اسرع منه بينما كان السائق البرازيلي متفوقا على زميله الاسباني في المانيا وسمح ماسا على الفور لالونسو بان يجتازه لتشهد البطولة جدلا كبيرا استمر حتى السباق الاخير في ابوظبي حيث بدا فريق فيراري مكتوف الايدي بسبب خطأ استراتيجي حرم السائق الاسباني من نيل لقبه الثالث. ولا يوجد ادنى شك في ان الونسو الذي حقق الفوز في اول ظهور له مع فيراري في سباق البحرين لينال دعم ومساندة افراد الفريق على الفور سيكون الرجل الاهم في الفريق العام المقبل رغم كل شيء. كما شهد الموسم الماضي طيران سيارة ويبر بشكل اقرب للوضع العمودي الا ان السائق الاسترالي خرج من السيارة بدون ان يمسه سوء على نحو غريب عقب انقلاب السيارة رأسا على عقب بعد ان اصطدمت بسيارة هايكي كوفالاينن سائق فريق لوتس في سباق بلنسية. وشاهدت الجماهير ويبر وفيتل وهما يصطدمان خلال سباق تركيا في ظل تنافسهما على الصدارة واتهم ويبر مسؤولي الفريق بتفضيل زميله عليه بعد ذلك. واعلن ويبر بعد ان ضمن مركز اول المنطلقين على حلبة سيلفرستون ان "الامر ليس سيئا بالنسبة للسائق الثاني" وذلك بعد ان تم انتزاع الجناح الامامي الجديد من سيارته ومنحه الى فيتل. ومما يثير السخرية ان سيارة السائق الاسترالي ستحمل الرقم اثنين في الموسم المقبل. وستحمل سيارة فيتل الرقم واحد. وعلى الجانب الاخر من الحلبة انهى فريق لوتس ريسنج الموسم كأفضل فريق بين الفرق الثلاثة الجديدة ويمكن توقع ان يكون الفريق قريبا من الصدارة العام المقبل في ظل تغيير اسمه الى فريق تيم لوتس خلال السباقات التي ستشهد منافسة من قبل فريق لوتس رينو وهو الاسم الجديد لفريق رينو. وكان لالمانيا سبعة سائقين من اصل 24 كانوا يشاركون في سباق ابوظبي في الشهر الماضي. وربما يستغرق الامر بعض الوقت حتى يحدث ذلك ثانية مع سعي الاقتصاديات الناشئة بشكل متزايد لجعل وجودها ملموسا. وتمتلك روسيا اول سائق على صعيد سباقات فورمولا 1 وهو فيتالي بتروف بينما ستنهي المكسيك وفنزويلا عقودا لم تشهد مشاركة اي سائقين لهما في السباقات بمشاركة السائقين سيرجيو لوبيز وباستور مالدونادو على الترتيب.