وزير الخارجية يرأس وفد المملكة في جلسة «إصلاح مؤسسات الحوكمة العالمية» بقمة G20    المملكة في «العشرين»    التعليم: إلغاء ارتباط الرخصة المهنية بالعلاوة السنوية    «الثقافة» تحتفي بالأوركسترا اليمنية في مركز الملك فهد الثقافي    انعقاد أولى الجلسات الحوارية في المؤتمر الوطني للجودة    42 متحدثًا في الملتقى البحري السعودي الثالث    كلب يقضي عامين بجوار قبر صاحبه    وزير الدفاع يستعرض علاقات التعاون مع حاكم إنديانا الأميركية    الأخضر في مهمة «نصر»    الأخضر «كعبه عالي» على الأحمر    الأخضر يختتم استعداده لمواجهة منتخب إندونيسيا ضمن تصفيات كأس العالم    الخليج يواجه الشباب البحريني في ربع نهائي "آسيوية اليد"    الأخضر السعودي تحت 19 يتغلّب على البحرين في ختام معسكر الشرقية    المملكة في قمة العشرين.. تعزيز العمل الدولي وتحقيق التنمية    وزير الدفاع ونظيره الفرنسي يبحثان آفاق التعاون العسكري    «عكاظ» تكشف تفاصيل 16 سؤالاً لوزارة التعليم حول «الرخصة»    9,300 مستفيد من صندوق النفقة في عام    «الشورى» يطالب التأمين الصحي بالقيام بمهماته وتحقيق أهدافه    اتفاقيات لشراء «الطاقة» بسعة 9200 ميجاواط    العتودي الحارس الأخير لفن الزيفه بجازان    قراء يفضلون الشعر الاصطناعي    «مستقبل الإعلام» يعزز الدور السعودي عالمياً    اتهامات تلاحق كاتباً باستغلال معاناة مريضة ونشرها دون موافقتها    بعد سيلين ولوبيز وكاميلا.. العالمي هوبكنز يعزف في الرياض    163 حافظا للقرآن في 14 شهرا    «الإحصاء»: السمنة بين سكان المملكة 15 سنة فأكثر 23.1 %    إصابات الربو في الطفولة تهدد الذاكرة    هل تجري الرياح كما تشتهي سفينة ترمب؟    إدانة دولية لقصف الاحتلال مدرسة تابعة للأونروا    ChatGPT يهيمن على عالم الذكاء الاصطناعي    سعادة الآخرين كرم اجتماعي    عودة للمدارس    وزارة العدل: 9300 مستفيد من صندوق النفقة خلال 2024    التوسع في استخدام أجهزة التحكم المروري للحد من الحوادث    بيع ساعة أثرية مقابل 2 مليون دولار    الثعبان في «مالبينسا»..!    الادخار والاستثمار… ثقافة غائبة    بهدف تنمية الكوادر الوطنية المتخصصة.. إطلاق برنامج تدريب المبتعثين في التخصصات الثقافية    تدشين التجمع الغذائي في جدة الأحد المقبل    الأمير سعود بن مشعل يستقبل مندوب تركيا    الاختيار الواعي    صنعة بلا منفعة    لبنان نحو السلام    رسالة عظيمة    أصول الصناديق الاستثمارية الوقفية بالمملكة ترتفع إلى مليار ريال    مرحلة الردع المتصاعد    (إندونيسيا وشعبية تايسون وكلاي)    المملكة ومكافحة مضادات الميكروبات !    الاكتناز    البرتقال مدخل لإنقاص الوزن    محافظ محايل يرأس اجتماع لجنة السلامة المرورية    سعود بن طلال يطلق كائنات فطرية في متنزه الأحساء    وزير التعليم خلال منتدى مسك العالمي 2024م: منظومة القيم هي أساس النجاح    رئيس هيئة الأركان العامة يدشّن أعمال الملتقى الدولي الأول لضباط الصف القياديين    قائد القوات المشتركة يستقبل نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني    الكتابة على الجدران.. ظاهرة سلبية يدعو المختصون للبحث عن أسبابها وعلاجها    سماء غائمة جزئيا تتخللها سحب رعدية بعدد من المناطق    يا ليتني لم أقل لها أفٍ أبداً    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



نتيجة للاهتمام الكبير من خادم الحرمين الشريفين وولي عهده .. حج هذا العام ناجح بكل المقاييس
نشر في البلاد يوم 04 - 12 - 2010


حوار : علي محمد حسون - تصوير/ ابراهيم بركات ..
عندما أتاني – صوته – عبر الهاتف لتحديد موعد اللقاء معه كنت لحظتها أعيش لحظة التفكير في هذه الخدمات التي توفرت لحجاج بيت الله الحرام بهذه الفخامة وهذا البذل الذي تبذله الحكومة.
في الموعد المحدد كنت أدخل عليه مكتبه، كان هو في أعلى لياقته النفسية والجسمانية "نمسك الخشب" كان سعيداً بهذا النجاح الذي تم لحج هذا العام وبهذه – الديناميكية – التي كانت تسير عليها كل الخدمات في كل النواحي.
عندما بدأت – حواري معه – بدا لي كمن عاش في هذه – المهنة – منذ نعومة اظفاره بهدوء كلماته وبعمق نظرته التي لا تخطئها العين ولا حس الانسان، كان سلساً في طرحه كأنه قد امضى عمره في خدمة هؤلاء القادمين من جميع اصقاع الدنيا وهو الرجل القادم من عالم الاقتصاد والاعلام بكل زخمه، نعم كأنه عاش تفاصيل هذه الخدمة منذ ان عرف الحياة لا ان اتاها من – فوق – من كرسي الوزارة بتلك المعرفة الدقيقة وهو يناقش أدق تفاصيلها كواحد من – ابنائها – قلت لمعالي الدكتور فؤاد عبدالسلام الفارسي وزير الحج وأنا أجلس امامه من اين تريدنا ان نبدأ حوارنا نظر اليَّ كأنه يريد ان يقول لي من أية نقطة ابدأ : قبل ان يجيب وقد عرفت اجابته من نظراته قلت له:
موسم حج هذا العام الذي يعتبر الأضخم عددياً بشكل غير مسبوق، ما هو تقييم معاليكم للموسم بشكل عام، ولدور وزارة الحج؟
- موسم حج هذا العام موسم ناجح بكافة المقاييس، فلله الحمد والمنة على ذلك، وإن ما تحقق ويتحقق من نجاحات متتالية ما هو الا نتاج للاهتمام والرعاية الكبيرة التي تبذلها حكومة مولاي خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين حفظهما الله تعالى للعناية بضيوف الرحمن، في إطار إستراتيجية عامة للدولة رعاها الله يقف على رأسها صاحب السمو الملكي النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية رئيس لجنة الحج العليا، ويتم الإشراف على تنفيذها ومتابعتها على أرفع المستويات الإدارية من قبل صاحب السمو الملكي امير منطقة مكة المكرمة رئيس لجنة الحج المركزية وكذلك صاحب السمو الملكي امير منطقة المدينة المنورة رئيس لجنة الحج بالمدينة المنورة ضمن منظومة عمل متكاملة من كافة الجهات المعنية بخدمة ضيوف الرحمن.
ووزارة الحج بصفتها الجهة المناط بها تنفيذ سياسة الدولة فيما يتعلق بالخدمات المقدمة للحجاج والإشراف المباشر على راحتهم وعلى أدائهم المناسك، قد خططت منذ وقت مبكر، وسخرت واستنفرت كل طاقاتها المادية والبشرية للإشراف على المؤسسات والشركات المرخصة من قبلها بأداء الخدمات لضيوف الرحمن تحقيقا لراحة ضيف الرحمن وتمكينه من أداء الحج المبرور بإذن الله تعالى منذ اللحظة التي يفكر فيها في أداء النسك حتى عودته الى بلاده بسلامة الله، كما تشارك الوزارة مع بقية الجهات المعنية في كافة الاجتماعات التنسيقية والندوات وورش العمل سواءً على مدار الساعة في كافة اماكن تواجد الحجاج، بدءاً من منافذ دخول الحجاج الجوية والبحرية، وفي مكة المكرمة والمدينة المنورة والمشاعر المقدسة، لمراقبة مستوى الخدمات والاستماع إلى ما لدى الحجاج من شكاوي أو ملاحظات والعمل على حلها وبشكل فوري، وإزالة أي معوقات قد تطرأ.
يلاحظ تزايد أعداد الحجاج القادمين من الدول الاسلامية المختلفة لأداء المشاعر كل عام، هل هناك خطط مستقبلية لزيادة عددية الفرص المتاحة للدول الاسلامية لاستيعاب هذه الأعداد المتزايدة؟ وهل هناك استعداد من جانب الوزارة في حالة الزيادة للتعامل مع هذه الأعداد في أرقام الحجاج المتزايدة؟
قال معاليه
- تحرص حكومة مولاي خادم الحرمين الشريفين على إتاحة الفرصة للمسلمين لأداء المناسك بيسر وسهولة وسلامة وطمأنينة، وفي هذا الاطار تتواصل جهود الجهات المعنية لزيادة الطاقات الاستيعابية في مناطق الحج، خاصة في المشاعر المقدسة، لذلك فإن النسبة التي سبق أن أقرها مؤتمر وزراء خارجية الدول الاسلامية لكل دولة ستبقى المرجع المعمول به، خاصة وأن تعداد السكان لكل دولة في ازدياد ولابد من مراعاة هذا الأمر، ومن هنا يأتي تكثيف الجهود وتضافرها لاستقبال اكبر عدد ممكن من الحجاج مع توفير الخدمات والمرافق الاساسية للارتقاء بالاداء وبعيداً عن أي سلبيات محتملة، وبما يضمن السلامة والراحة لضيوف الرحمن.
هناك بعض الدول لا تقوم بعملية توعية حجاجها بمناسك الحج قبل الوصول إلى المشاعر المقدسة، ما يؤدي إلى اخطاء من جانبهم، هل لكم دور في التنسيق مع هذه الدول أو مناشدتهم عبر جهاتهم المعنية في توعية حجاجهم وهل قمتم بذلك مسبقاً؟
رد سريعاً على ذلك قائلاً:
- تعتبر التوعية أحد أهم عناصر التجهيز والاستعداد، والتواصل الجماهيري واحداث التغييرات الإيجابية المطلوبة أصبحت علما له أصوله وقواعده، ووزارة الحج تولي هذا الجانب اهمية كبرى فقد قامت بجهود كبيرة في هذا المجال منها اعداد فيلم توعوي بعنوان "السكينة السكينة.. تراحم لا تزاحم" يوزع على بعثات الحج، كما سبق أن أعدت الوزارة بعض الحقائب التوعوية التي تزود بها بعثات الحج لاستخدامها لتوعية حجاجهم قبل قدومهم للمملكة، وقد خصصت الوزارة ندوة الحج الكبرى لهذا العام لهذا الموضوع، حيث دعت نخبة من كبار علماء ومكفري العالم الاسلامي بمشاركة العلماء السعوديين ومسؤولي وزارة الحج المعنية للتباحث حول هذا الموضوع، وتم الخلوص إلى عدد من التوصيات تم الرفع بها لإقرارها واعتمادها، كما أن هناك مواد توعوية تعد من قبل جهات معنية أخرى مثل الدفاع المدني، وزارة الشؤون الاسلامية، وزارة الشؤون البلدية والقروية، كما أن صاحب السمو الملكي امير منطقة مكة المكرمة يرعى حملة توعوية مهمة يتابعها سموه الكريم شخصيا تحت عنوان "الحج عبادة وسلوك حضاري" تهدف الى الارتقاء بمستوى كافة المعنيين بالحج من مسؤولين وحجاج على السواء، بحيث يتم أداء المناسك على أرقى المستويات التي تليق بالمسلم. والحقيقة أن العديد من الدول المعنية حريصة في هذا الخصوص وهذا ما ألمسه من خلال اللقاءات الثنائية مع بعثات الحج التي تعقد سنوياً من أجل الترتيبات الموسمية لشؤون حجاج كل دولة.. ولكن لابد أن يؤخذ في الحسبان أن الإمكانات متفاوتة والقدرة على توصيل الرسائل التوعوية ليست على حال واحد وبخاصة في أوساط كبار السن الذين يشكلون معظم الحجاج ومعوقات محدودية المستوى الثقافي والمعرفي.. وعلى كل حال هناك تحسن نسبي بفضل تضافر الجهود وبخاصة ما يتم من خلال اللجان المعنية التي تقوم بنشاطات متعددة للتوعية الإسلامية في الحج.
بعد هذا الشرح الوافي عن توعية الحاج قلت:
محاولات عدة تقوم بها وسائل الإعلام لبعض من الدول بتشويه صورة تعامل المملكة مع الحجاج وسوء التنظيم وغيره، ما هو تعليقكم على ذلك؟
بدا لي كأنه ينتظر مثل هذا السؤال عندما قال سريعاً:
- الإعلام المعادي هذا دأبه لأنه لا يهمه نقل الحقائق وإنما التشويش لدوافع مختلفة وذلك شأنه.. ولكن في نهاية المطاف لا يصح إلا الصحيح.. لأن شعائر الحج وتحرك قوافل الحجيج على أرض المشاعر المقدسة لا تتم في الخفاء بل تنقل أولاً بأول على الهواء مباشرة عبر العديد من القنوات الفضائية إلى العالم أجمع ليشهدوا بأم أعينهم ما يتحقق على ارض الواقع وما يحشد له من طاقات بشرية وإمكانات مادية ومنشآت حديثة متطورة، والنجاحات التي تحققت هذا العام بفضل الله وتوفيقه شهد بها الجميع، واشادت بها الكثير من القنوات الفضائية في مختلف دول العالم وبمختلف اللغات.
قلت له وقد لحظت مدى غضبه من ذلك القول – الكاذب – الذي يطلقه البعض قلت له كأنني اخرجه من هذا الغضب:
برنامج (حج منخفض التكاليف) الذي قامت وزارتكم بتدشينه خلال موسم الحج للعام 1430ه، هل نجح في تحقيق الأهداف المنوطة به في استيعاب الحجاج من ذوي الدخل المحدود وما هي الأرقام المتوفرة لديكم من المستفيدين من هذا البرنامج خلال موسمي الحج للعام 1430ه، 1431ه؟
عاد إلى الخلف كأنه يستذكر ما سوف يقوله لي:
- هناك ما بين (24) إلى (30) شركة تعمل في إطار (حج منخفض التكاليف) والذين استفادوا من هذه الخدمة لعام 1430ه نحو (30) ألف حاج وفي عام 1431ه نحو (40) ألف حاج.. وستواصل الوزارة جهودها بمشيئة الله تعالى من أجل أخذ موافقات المزيد من الشركات خلال الحوافز المتاحة.. إضافة الى الجهود الرامية لايجاد تكتل عن طريق الاندماج قد يتيح مجالات أوسع لاستيعاب المزيد في اطار البرنامج المستهدف.
كأنني أريد إعادة الأمر إلى أكثر من أربعين عاماً عندما قلت:
يقال ان عدم العمل بنظام (التقارير) أفقد العلاقة بين الحاج ومطوفه وبينه وبين دليله في المدينة، فأصبحت العلاقة علاقة رقم ليس إلا.. ألا ترون أن في ذلك القول ما يدعو إلى النظر في النظام القائم الآن والعودة إلى نظام التقارير التي تقيم العلاقة بين الاثنين؟
نظر معاليه لي كأنه يريد أن يقول هل تريد اعادة عجلة الزمان اربعين عاماً فقال معاليه:
- الحجاج ضيوف المولى عز وجل، ومن شرفه الله تعالى بخدمتهم ونال هذه النعمة العظيمة فلا أعتقد أنه يفرط فيها ويحولها إلى رقم كما ذكرت، وقد جعلت وزارة الحج شعارها "خدمة الحاج شرف.. أمانة.. مسؤولية" وهذا الشعار يترجم واقع رسالة الوزارة ورؤيتها، وهو ما يتم التأكيد عليه في جميع اللقاءات مع القائمين على خدمة الحجاج مباشرة، كما أن الوزارة تقوم بعقد دورات تدريبية على ايدي متخصصين للعاملين الميدانيين والقياديين، تبث فيها أهمية التواصل الإنساني مع الحاج وتبين أهمية الحرص على راحته وتقديم الخدمة بوجه باش مبتسم. ومؤسسات أرباب الطوائف هي كيانات وطنية كبيرة ومؤهلة، تعمل بمهنية عالية لإدارة الأعداد المتزايدة من الحجيج، وهي الأقدر بمشيئة الله تعالى على زرع هذه الروح في نفوس منسوبيها والعاملين بها.
ونحن نتحدث عن الطوافة قلت لمعاليه:
معالي الوزير مؤسسات الطوافة، ماهي آرائكم تجاه عملها لموسم الحج لهذا العام 1431ه، وماهي ملاحظاتكم تجاهها سواء الإيجابية أو السلبية؟
قال بارتياح:
- كما سبق أن أشرت سابقا، مؤسسات الطوافة كيانات وطنية كبيرة ومؤهلة وتعمل بمهنية عالية بحمد الله وتوفيقه، وتقوم بجهود مشكورة لا يستهان بها ولها خبراتها التراكمية التي تساعدها على أداء الخدمات لضيوف الرحمن بكل توازن حتى يتمكنوا من أداء نسكهم بدون زيادة أو نقصان وفي إطار خطط التفويج للمحافظة على سلامة الحجيج وبعيداً عن التدافع أو الزحام.. وتهيئة النقل في المواعيد المحددة وترتيبات الاستقبال والمغادرة لمجموعات تعد بمئات الألوف.. وقد تشرفت إحدى هذه المؤسسات بأن نالت جائزة التميز من صاحب السمو الملكي أمير منطقة مكة المكرمة، ومع ذلك فإن سبل التطوير لاحدود لها، وآمل منهم بذل المزيد من الجهد للتطوير والتحديث لمواكبة المستجدات وللتمكين أكثر وأكثر للتقنية الإلكترونية لمزيد من الضبط والربط.. وهم سائرون بحمد الله في هذا التوجه ولكن لابد من التذكير لأن الذكرى تنفع المؤمنين.. كما لا يفوتني أن أهنئهم على نجاحهم في تنفيذ الخطط التشغيلية الخاصة بكل منهم والتي ساهمت بحمد الله وتوفيقه في نجاح حج هذا العام.
معالي الوزير إذن كيف تقيمون تعاون وحدات وزارتكم المختلفة وبين الجهات الحكومية والأهلية في خدمة الحجيج ، وهل هناك تنسيق قائم فيما يتعلق بتقديم أفضل الخدمات لحجاج بيت الله الحرام؟
قال معاليه:
- العمل في الحج يتم من خلال منظومة متكاملة تشارك فيها العديد من الجهات كل فيما يخصه، ويرعى هذه المنظومة سمو سيدي النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية رئيس لجنة الحج العليا، كما تجتمع هذه المنظومة على مستوى آخر في لجنة الحج المركزية برعاية صاحب السمو الملكي أمير منطقة مكة المكرمة، ولجنة الحج بالمدينة المنورة برعاية سمو أمير منطقة المدينة المنورة، واللقاءات منتظمة بين أركان الوزارة والتواصل والتنسيق مع الجهات الحكومية والأهلية يتم من خلال قنوات الاتصال واللجان المشتركة بالإضافة إلى الندوات وعقد ورش العمل المختلفة والدورات التدريبية المتعددة الأبعاد والمستويات الإدارية كل ذلك بعد توفيق الله عز وجل من أهم اسباب تحقيق النجاحات.. ولذلك أوصي نفسي وأخواني بالمضي قدماً على درب التكامل وتضافر الجهود وفق ما يوجهه به ولاة الأمر حفظهم الله ورعاهم.
في هذا العصر الذي يكاد ينقلب إلى عصر التقنية قلت له:
معالي الوزير لماذا لا يتم فرض نظام التقنية الإلكترونية ونظم المعلومات من جانب وزارتكم على الجهات المختصصة في خدمة الحجاج ومؤسسات التفويج والتي يتم فيها استخدام الشرائح الذكية للحجاج لضبط تنقلاتهم من موقع لآخر الأمر الذي يسهل من تقديم الخدمات المقدمة لهم وحصر اعداد الحجاج بشكل تام؟
قال معاليه بكثير من الثقة:
- هذا الموضوع في مراحله الأخيرة، وهناك فريق عمل مشكل من المختصين بوزارة الحج بمشاركة المختصين وبوزارات الداخلية، والخارجية، والمالية، وهيئة تطوير مكة المكرمة والمشاعر المقدسة، وهيئة تطوير المدينة المنورة، والهيئة العامة للطيران المدني لوضع اللمسات الأخيرة على التصور النهائي الذي سيعرض بمشيئة الله تعالى على لجنة الحج العليا.
كأن ذلك الهدوء الذي ساد حوارنا استفزنا على ان نخرج من هذا الهدوء عندما قلت له:
معالي الوزير ظاهرة افتراش الحجاج في مشعر منى لا تزال مستمرة في موسم الحج لهذا العام وأن بدت بأرقام قليلة، ما هي ملاحظاتكم تجاه هذه الظاهرة؟
وقد بدا الإزعاج على ملامحه عندما قال:
- بذلت وتبذل قوات الأمن العام جهوداً كبيرة ومميزة في سبيل محاربة هذه الظاهرة، وقد حققت نجاحات ملموسة بحمد الله وتوفيقه، ولكن لا تزال هناك فئة من الحجاج غير النظاميين الذين يتسللون الى المشاعر المقدسة دون ان يكون لهم ترتيب مسبق لسكنهم في المشاعر المقدسة، ويقومون بافتراش الساحات والطرقات وما يسببونه من إعاقة للحركة، والجهود المشتركة بين كافة القطاعات المعنية حثيثة للقضاء على هذه الظاهرة بمشيئة الله، ومن ذلك حملة التوعية التي أطلقها سمو أمير المنطقة "الحج عبادة وسلوك حضاري" وتتضمن أن "لا حج بلا تصريح"، وكذلك قرار مجلس الوزراء الموقر القاضي بمنع المربكات ذات السعة الأقل من "25" راكباً من دخول المشاعر، وتكثيف الرقابة والتفتيش على مداخل مكة المكرمة والمشاعر المقدسة ، كما أنه تجري دراسة استخدام تنقية نوع من الشرائح الذكية RFID للمساهمة في ضبط دخول الحجاج النظاميين، والتي سيكون لها أثر فعال بمشيئة الله في حل المشكلة وهذا الموضوع مترافق مع إقرار مشروع المسار الإلكتروني لحجاج الخارج واضاف قائلا:
أعقتد أن ارتفاع مستوى الوعي لدى الجميع وتطوير التقنيات والتنظيم الفعال على الارض سيفرض وجوده ويحتم على الجميع التقيد بما يجب ، ليبقى الانسان المسلم دائما وابداً معززاً مكرما في المحيط الذي يعيشه وان يحافظ على نفسه وصحته ألاَّ يكون بافتراشه سببا في ايذاء الآخرين وعلى كل حال كل من سار على الدرب وصل.
معالي الوزير هناك مشاريع مقبل عليها أعلن عنها سمو امير منطقة مكة المكرمة صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل تتعلق بالمشاعر المقدسة، هل لكم أن تلقوا الضوء على طبيعة هذه المشاريع والمدى الذي سوف تحققه في خدمة حجاج بيت الله الحرام للسنوات المقبلة؟
- يد البناء والإصلاح لم تتوقف يوما منذ عهد المؤسس الملك عبد العزيز - طيب الله ثراه - وهكذا سار على نهجه خلفاؤه من بعده.. لأن الهدف الاساس هو مزيد من التيسير لضيوف الرحمن كلما كان ذلك ممكناً ومطلوباً.. ولذلك نجد أن في مقدمة المشروعات التنموية التي تشمل المملكة من أقصاها إلى أقصاها وفي المقدمة ما يتعلق بالحرمين الشريفين والمشاعر المقدسة وفي ضوء ما تقدم إيضاحه يمكن القول أن المشاريع التي يخطط لها تنطوي على نظرة مستقبلية قد تمتد لأكثر من ثلاثة عقود بما يعني الاطمئنان بأن السنوات المقبلة ستشهد تطوراً نوعياً في الخدمات والمرافق وتقدماً مضطرداً نحو الأحسن إن شاء الله.
وأنا استمع إلى هذا القول من المشاريع قلت له:
معالي الوزير قطار المشروع أثبت جدواه في نقل الحجاج لموسم الحج لهذا العام بنجاح تام ولكن اقتصر على نقل حجاج الداخل ودول الخليج، ما هي خططكم المستقبلية في مد نشاط النقل ليشمل كافة الوفود الأخرى، وما هي الفترة الزمنية المقررة لوصول القطار إلى منطقة الحرم المركزية؟
بارتياح كبير حيث لمحت ابتسامة عريضة تلوح على محياه وقال:
- قطار المشاعر المقدسة لا شك أنه مشروع عظيم نفذته حكومة المملكة العربية السعودية، وقد تم تصميمه وفق أحدث المواصفات العالمية في قطارات المترو حيث يعمل آلياً ومزود بكافة الانظمة التي تحققت بها أعلى معايير السلامة والأداء ، وفي موسم حج عام 1431ه بدأ الخدمة بثلث طاقته وذلك بنقل نحو 150 الف حاج من جنسيات معينة تقع مخيماتهم في عرفات ومنى على امتداد خط سير القطار في مرحلته الأولى.. وسيتم استكماله ليدخل الخدمة بكامل طاقته موسم حج 1432ه بمشيئة الله تعالى للإسهام في نقل جنسيات أخرى ليصبح الإجمالي مابين 500 إلى 600 ألف حاج إن شاء الله .. كما أنه بناءً على الأمر السامي رقم 168/ م.ب وتاريخ 18/ 1/ 1430ه يُجري إعداد دراسة وتصميم للمرحلة الثانية التي تمتد إلى الحرم ومحطة قطار الحرمين، وأن وزارة الشؤون البلدية والقروية حريصة كل الحرص على الأخذ بالأسباب لتنفيذ الإرادة السياسية العليا بأسرع ما يمكن بمشيئة الله تعالى.
قلت طالما نحن نتحدث عن القطار:
معالي الوزير مشروع عربات الغولف لنقل كبار السن من الحجاج بدأ بنحو مائة وعشرين عربة هل هناك نية مستقبلية لزيادة أعداد هذه العربات، ولماذا لا تقومون بتطبيق تجربة سيارات الحرم الكهربائية للحجاج على أن تكون هناك مسارات لهم أثناء رمي الجمرات أو أثناء التنقل في مشعر منى؟
قال معاليه:
- وزارة الشؤون البلدية والقروية التي اشرفت على مشروع بناء جسر الجمرات تحيطه بكل اهتمام ولذلك ما تزال توالي جهودها الخيرة لإضافة ما يمكن إضافته من تحسينات ووسائل مساندة ومساعدة ومن ضمنها ما يتعلق بعربات الغولف لنقل كبار السن من الحجاج وفي اعتقادي أنها تعتزم التوسع في هذا المجال والعمل على تطويره اعتماداً على ما تجريه من دراسات وبحوث ومتابعة لاستخلاص ما يمكن الأخذ به.
معالي الوزير مشروع عمائر مشعر منى أثبت جدواه في استيعاب عدد مقدر من حجاج هذا العام حتى وإن كانت بأسعار باهظة نوعاً ما، هل هناك نية من جانب وزارتكم للقيام بمشاريع مستقبلية تتضمن بناء المزيد من العمائر الجبلية على بعض جوانب منى بهدف استيعاب أعداد الحجاج المتزايدة؟
- موضوع زيادة الطاقة الاستيعابية لمشعر منى محل اهتمام ولاة الأمر حفظهم الله، وهناك بدائل تحت الدراسة في اطار المخطط الشامل لمكة المكرمة والمشاعر المقدسة تهدف إلى تحقيق الصالح العام، وسيتم الإعلان عنها عند إقرارها واعتمادها من المقام الكريم وتقوم بهذه الجهود الخيرة هيئة تطوير مكة المكرمة والمشاعر المقدسة بقيادة سمو أمير منطقة مكة المكرمة وفقه الله.
معالي الوزير سؤال ترى أنه كان يجب طرحه ولم نقم بتوجيهه إلى معاليكم ؟
- ما يتعلق بحملات الحج الوهمية التي يقوم بها بعض ضعاف النفوس والذين لن ولم يفلتوا من الجزاء الرادع وإيقاع العقوبات الصارمة.. ولذلك فهم في تناقص ولعل هذه الإحصائية تعطي ما يؤشر إلى ذلك ففي عام 1426ه تم رصد "75" حملة وهمية، وفي عام 1427ه "50" حملة، وفي عام 1428ه "28" حملة، وفي عام 1429ه "25" حملة، وفي عام 1430ه "12" حملة وفي عام 1431ه "8" في مكة المكرمة و"8" في عدد من المناطق و"5" شكاوى حجاج في مشعر منى المجموع "21" حملة رفعت لصاحب السمو الملكي أمير منطقة مكة المكرمة ليوجه بما يلزم.. وفي هذا السياق آمل من جميع الإخوة الذين يعتزمون الحج أن يقرءوا موقع الوزارة على شبكة الانترنت localhaj.gov.sa، ليتعرفوا على أسماء الشركات المرخصة ليختاروا الاسم الذي يرونه هو الأنسب والأقرب لمقر الإقامة.
وأنا أودعه قال لي اسمع .. يا علي : ترى كثيرين لا يعرفون لذة أن تعمل في خدمة الحاج هذا ضيف الرحمن الذي سخرت لخدمته فهذا شعور لا أعرف كيف أصفه لك أنه يغمر الانسان من الداخل ويغسله حتى يشعر بالسكينة فهؤلاء ضيوف الرحمن وزوار مسجد رسول الله صلوات الله عليه سلامه ان تكون انت من يقدم لهم الخدمة.إنها نعمة كبرى ولله الحمد .. ودعته ولازالت عباراته الأخيرة تتسلل إلى داخلي رضاً وهدوء.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.