تحدث الكاتب الاعلامي الاستاذ جمال خاشقجي «مدير محطة الوليد الاخبارية الفضائية المزمع اطلاقها» إن الحديث عن الوحدة الوطنية في كثير من الاحيان ينطوي على انعكاسات سلبية، ويوحي بعدم وجود وحدة وطنية، أو أن هناك مشكلة على هذا الصعيد، بينما مشكلتنا في مكان آخر تتمثل في التشدد والتعصب، حتى في اتباع المذهب او التوجه الواحد. وقال خاشقجي، في محاضرة عن الإعلام والتغيرات ،ألقاها بمنتدى «حوار الحضارات» في القطيف أدارها الكاتب الصحافي ميرزا الخويلدي: بأن الكثير من جهودنا تضيع في الهواء، بينما كان يفترض ان نشيع ثقافة التسامح فيما بيننا فهذا يحل الكثير من مشاكلنا، لأن الشخص المتشدد يتعب من حوله، والمتشدد قد يكون مسؤولا حكوميا، وقد يكون والدا في المنزل، وقد يكون رجلاً وكل منهم مصدر تعب ومشاكل لا حد لها. واشار الى ان التسامح قاعدة يشترك فيها الجميع، وهي مصطلح له اصل في الدين، يحدث ان يساء فهمه بإسم الليبرالية، وهو مصطلح ضبابي لا أفضل التعامل به، اذ لن يكون هناك حوار ولا مساواة الا بالتسامح فهو قيمة ينبغي ان نحييها عمليا. ثم انتقل الى الحديث عن الاعلام البديل، بحكم خبرته في مجال الاعلام، وتصديه لمسؤولية انشاء محطة اخبارية فضائية تنافس او تتقاطع مع المحطات الاخبارية الاخرى، وقال ان اطلاق محطة فضائية منافسة لما هو موجود عمل يتطلب الكثير من الجهد، ونحتاج الى مبدعين ومذيعين ومحررين، وان نعمل وفق قواعد اللعبة التي تغيرت في الوقت الحاضر، ولا يمكن التعامل مع هذا التغير الا من خلال الاشخاص. واشار الى ان شخصا ما يمكنه ان يبث قناة اخبارية من منزله، ومن خلال غرفة يطلق مالديه عبر الشبكة العنكبوتية، بتكاليف اقل، وبدون المرور على وزارة الإعلام. واضاف ان هناك شيئا حصل على الصعيد الاعلامي يذكرنا وقت حصول الطباعة حيث تغيرت قواعد النشر، وذلك ما فتح للصحافة باب العمل، ثم جاءت الصورة فاضافت شيئا، ثم دخلت شبكة الانترنت، تلاها جهاز «الايباد» الذي بات يعطي فرصة للتصفح بصورة اسهل، ويمكن من خلاله قراءة الصحيفة، وقراءة الكتاب، ومشاهدة التلفاز في أي مكان، كما ان طريقة مشاهدة التلفاز سوف تختلف بحيث نصل الى وضع نصمم ما نريد، ونشاهد الاخبار التي نرغب فيها، ونحفظها ونشاهدها في الوقت الذي يلائمنا.. ولكن كل هذا التطور لن يلغي شيئا لا من الصحافة الورقية، ولا من الصحافة الالكترونية لا من الاوعية الاخرى، ولكن أي صحيفة تريد البقاء في الساحة عليها ان تتحول الى «الايباد»، وذكر ان هناك مشكلة اخرى سوف تحل عن طريق الايباد هي ان الكثير من المؤلفين لا يجدون من ينشر لهم، لكنهم مع التطورالتقني يمكنهم ان يضعوا مؤلفاتهم في اكثر من موقع متخصص في الكتب المجانية، فيأتي الناشر ويشتري ما يرى. وحول مسألة الرقيب قال خاشقجي ان الرقيب والنشر الالكتروني لا يتفقان، ولا يملك الرقيب سوى الحجب، و«الايباد» لا يحجب، لوحود آليات مختلفة تمنع ذلك.. لافتا إلى ان هناك عدداً من دعاة الصحافة الالكترونية، يريدون ممارسة حقهم في النشر دونما مسؤولية، لهم حق في النشر، ولكن ليس لهم حق في الاساءة، فكل شيء مسؤول عما يقوله وما يكتبه، ولكن اصحاب المواقع يريدون الا يحاسبوا على اساءاتهم، وربما كانت هذه مشكلة، مثل مشكلة القرصنة، ولكن هذه المشاكل سوف تظهر لها حلول مع الزمن. ولفت الى الاعلام السعودية والصحافة السعودية خرجت من الكلاسيكية القديمة والانطباع السائد عن كونها صحف الحكومة، فقد صارت صحيفة المواطن، وليست صحيفة الدولة، وهذا ما ينبغي ان يكون، الآن وفي المستقبل.. وحول المحطة الفضائية المزمع اطلاقها وردا على العديد من الاسئلة حولها خلال اللقاء قال إن المحطة سعودية، بتمويل سعودي، ومديرها سعودي، فلن تستغني عن الشباب السعودي، كما ستكون بعيدة كل البعد عن الخلافات المذهبية القائمة في المجتمع العربي. وقال ان المحطة لابد ان تكون مختلفة، لأنها لم تأت الى ساحة شاغرة، فلا بد ان تضيف شيئا على الآخرين.كما شهد اللقاء العديد من المداخلات، التي تناولت العديد من القضايا، غلب عليها الجانب الاعلامي وتصورات المستقبل، على ضوء التطورات التقنية التي نشهدها يوميا، حضر اللقاء عدد من الفعاليات الثقافية المعروفة وابرزها الكاتب السعودي المعروف محمد العلي، عبدالله سيالة، جبيرالمليحان، فاضل عمران، محمد الخلفان، نجيب الخنيزي، علي البحراني، عالية فريد، فاطمة القحطاني، اميره مضحي، امتثال ابو السعود، حسن حمادة، حسين السنونه، باقر الشماسي، عبدالطيف النمر، وقد اثنى الاعلامي ميرزا الخويلدي على المحاضر خاشقجي واستعرض سيرته الذاتية، وشدد على انه تخرج اعلاميا من الميدان ومن الحروب، حيث قام بتغطية احداث حرب افغانستان، وحرب الخليج الثانية وغير ذلك. وفي ختام الحديث تحدث راعي المنتدى الاعلامي فؤاد نصر الله عن ان هذا اللقاء يتزامن مع مشروع ثقافي وهو معرض كتاب يعرض الأعمال الادبية والثقافية لمبدعي المنطقة الشرقية، وتحديدا من محافظة القطيف، ويستمر لعدة ايام، وقد قام ضيف اللقاء جمال الخاشقجي بافتتاح المعرض.