اعتبر الإعلامي جمال خاشقجي أن «الحديث عن الوحدة الوطنية في كثير من الأحيان، ينطوي على انعكاسات سلبية، كما يوحي بعدم وجود وحدة وطنية»، لافتاً إلى أن مشكلتنا الحقيقية «تتمثل في التشدد والتعصب، حتى في أتباع المذهب أو التوجه الواحد». وأعرب خاشقجي خلال استضافته في منتدى حوار الحضارات في محافظة القطيف مساء الخميس الماضي، عن أسفه لأن «كثيراً من جهودنا تضيع في الهواء، في الوقت الذي كان يفترض فيه أن نشيع ثقافة التسامح فيما بيننا، لأن في هذا حلاً لكثير من مشكلاتنا، إذ الشخص المتشدد يُتعِب من حوله، خصوصاً أنه يمكن أن يكون مسؤولاً حكومياً، أو رب أسرة، وجميع هؤلاء، مصدر تعب ومشكلات لا حد لها». ثم انتقل خاشقجي إلى الحديث عن الإعلام البديل، بحكم خبرته في مجال الإعلام، وتصديه لمسؤولية إنشاء محطة إخبارية فضائية تنافس أو تتقاطع مع المحطات الإخبارية الأخرى، قائلاً إن «إطلاق محطة فضائية منافسة لما هو موجود، عمل يتطلب كثيراً من الجهد، ونحن في حاجة إلى مبدعين ومذيعين ومحررين، كما نحتاج أن نعمل وفق قواعد اللعبة التي تغيرت في الوقت الحاضر، ولا يمكن التعامل مع هذا التغيير إلا من خلال الأفراد». وأشار إلى أن شخصاً ما يمكنه أن يبث قناة إخبارية من منزله، ومن خلال غرفته يطلق ما لديه عبر الشبكة العنكبوتية، بكلفة أقل، ومن دون المرور على وزارة الإعلام. لافتا إلى أن «المراحل التي مر بها التطور على الصعيد الإعلامي منذ اكتشاف الطباعة التي غيرت قواعد النشر، متوقعاً أن «طريقة مشاهدة التلفاز ستختلف، بحيث نصل إلى وضع نصمم فيه ما نريد، ونشاهد الأخبار التي نرغب فيها، ونحفظها ونشاهدها في الوقت الذي يلائمنا»، واستدرك بأن «كل هذا لن يلغي شيئاً من الصحافة الورقية، أو الإلكترونية». وحول مسألة الرقيب، أكد خاشقجي أن «الرقيب والنشر الإلكتروني لا يتفقان، ولا يملك الرقيب سوى الحجب»، لافتاً إلى أن «ثمة عدداً من دعاة الصحافة الإلكترونية، يريدون ممارسة حقهم في النشر دونما مسؤولية، بمعنى أن لهم حقاً في النشر، ولكن ليس لهم حق في الإساءة، فكل إنسان مسؤول عما يقوله وعما يكتبه، ولكن أصحاب المواقع يريدون ألا يحاسبوا على إساءاتهم، وربما كانت هذه مشكلة، مثل مشكلة القرصنة، ولكن هذه المشكلات ستظهر لها حلول بمرور الزمن». وحول المحطة الفضائية المزمع إطلاقها ورداً على أسئلة عدة دارت حولها خلال اللقاء، قال إن «المحطة سعودية، بتمويل سعودي، ومديرها سعودي، فلن تستغني عن الشباب السعودي، كما ستكون بعيدة كل البعد عن الخلافات المذهبية القائمة في المجتمع العربي». وقال إن «المحطة لا بد أن تكون مختلفة، لأنها لم تأتِ إلى ساحة شاغرة، فلا بد أن تضيف شيئاً للآخرين»، مضيفاً: «محطة الوليد لا بد أن تكون مختلفة، سنكون مثل «الجزيرة» بموضوعية وبحرص ومن دون تأجيج، ومثل «العربية» قلباً، والمهمة صعبة»، فيما أكد أنه لن يتطرق إلى الشوائك المذهبية بين السنة والشيعة». وفي إجابة لسؤال عن دعوته لمنح المرجع الشيعي علي السيستاني جائزة الملك فيصل قال: إن «دعوته تلك لم تكن لمستوى السيستاني من الناحية الفقهية، فذلك ليس من اهتماماتي حينها، ولكن لأن موقفه تجاه الحرب الطائفية كان موقف القادة، إذ دعا أتباعه إلى عدم الرد على أي هجوم طائفي.