وجد جمال خاشقجي الطرق سهلة وممهدة للتعبير عن رؤاه الإعلامية، أمام حشد من المثقفين والإعلاميين ضمّهم منتدى "حوار الحضارات" بمحافظة القطيف، مساء أول من أمس. مرّ خاشقجي بالعديد من المصطلحات المتداولة على الألسنة كالوحدة الوطنية، والليبرالية، والتشدد، والتسامح، والإعلام الإلكتروني، والإعلام البديل"، لينتهي إلى رسم صورة مريحة في الأمسية التي قدمها الصحفي ميرزا الخويلدي في منزل الصحفي فؤاد نصر الله. وجاءت محاضرة خاشقجي ضمن برنامج ثقافي ينظمه المنتدى، شمل معرضاً للكتب افتتحه المحاضر والشاعر محمد العلي والقاص جبير المليحان بعد المحاضرة. وفي محاضرته قال خاشقجي إن "الحديث عن الوحدة الوطنية في كثير من الأحيان ينطوي على انعكاسات سلبية، ويوحي بعدم وجود وحدة وطنية، أو أن هناك مشكلة على هذا الصعيد، بينما مشكلتنا في مكان آخر تتمثل في التشدد والتعصب، حتى في أتباع المذهب أو التوجه الواحد"، مضيفاً أن "الكثير من جهودنا تضيع في الهواء، بينما كان يفترض أن نشيع ثقافة التسامح فيما بيننا فهذا يحل الكثير من مشاكلنا، لأن الشخص المتشدد يتعب من حوله، والمتشدد قد يكون مسؤولاً حكومياً، وقد يكون والدا في المنزل، وقد يكون رجلا، وكل منهم مصدر تعب ومشاكل لا حد لها". وحول التسامح قال إنه "قاعدة يشترك فيها الجميع، وهو مصطلح له أصل في الدين، ويحدث أن يساء فهمه باسم الليبرالية"، لكن حمل على مصطلح الليبرالية قائلاً "هو مصطلح ضبابي لا أفضل التعامل به، إذ لن يكون هناك حوار ولا مساواة إلا بالتسامح فهو قيمة ينبغي أن نحييها عملياً". وانتقل خاشقجي إلى الحديث عن الإعلام البديل، مؤكدا "إن إطلاق محطة فضائية منافسة لما هو موجود عمل يتطلب الكثير من الجهد، ونحتاج إلى مبدعين ومذيعين ومحررين، وأن نعمل وفق قواعد اللعبة التي تغيرت في الوقت الحاضر، ولا يمكن التعامل مع هذا التغير إلا من خلال الأشخاص". وأضاف خاشقجي أن هناك تغيراً حدث على الصعيد الإعلامي يذكرنا باختراع الطباعة حيث تغيرت قواعد النشر، وذلك ما فتح للصحافة باب العمل، ثم جاءت الصورة فأضافت شيئاً، ثم دخلت شبكة الإنترنت، تلاها جهاز "آيباد" الذي بات يعطي فرصة للتصفح بصورة أسهل، ويمكن من خلاله قراءة الصحيفة، وقراءة الكتاب، ومشاهدة التلفاز من أي مكان، كما أن طريقة مشاهدة التلفاز سوف تختلف بحيث نصل إلى وضع نصمم ما نريد، ونشاهد الأخبار التي نرغب فيها، ونحفظها ونشاهدها في الوقت الذي يلائمنا". وقال "لكن كل هذا التطور لن يلغي شيئاً لا من الصحافة الورقية، ولا من الصحافة الإلكترونية ولا من الأوعية الأخرى، ولكن أي صحيفة تريد البقاء في الساحة عليها أن تتحول إلى آيباد.