أضر الصراع بين حركة فتح التي يتزعمها الرئيس الفلسطيني محمود عباس وحركة المقاومة الإسلامية ( حماس ) المنافسة بنسيج المجتمع الفلسطيني ومزق العائلات خاصة في قطاع غزة . وبعد عام من سيطرة حماس على قطاع غزة مزقت خلافات سياسية التي ظلت مكبوحة خلال عقود من الصراع ضد إسرائيل الجيب الساحلي وتركت آثارها على العلاقات على كل المستويات إذ مست زيجات وعائلات مترابطة وعطلت حتى جنازات . وقال أحمد يوسف وهو مسؤول من حماس في غزة " أصبحت العلاقات الاجتماعية مهددة بسبب الاستقطاب الفصائلي والحزبي وهذه ظاهرة طارئة على مجتمعنا وشعبنا ." وأضاف " أحد جيراني رفض استقبال حمساويين في بيت العزاء في منزله . نفس القضية نراها في الزواج اذا ذهب أحدهم لطلب يد واحدة يسألوا عن أبيه أو أخيه اذا كان فتحاوي أو حمساوي . أصبحت العلاقات الاجتماعية على أساس الانتماء السياسي ." ومثل كثيرين في غزة تحدث أيضا عن تقارير بأن زيجات انهارت ووصلت للطلاق بسبب السياسة منذ الاقتتال الداخلي بين حماس وفتح العام الماضي والذي تلى فوز حماس غير المسبوق في انتخابات المجلس التشريعي الفلسطيني قبل ذلك بعام متغلبا على فتح التي كانت لفترة طويلة القوة المهيمنة دون منازع أثناء حكم الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات . وتمثل هذه الانقسامات الداخلية الجديدة تهديدا كبيرا لآمال عباس بإقامة دولة فلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة بنهاية محادثات السلام الحالية التي يجريها مع إٍسرائيل برعاية أمريكية . وكان ينظر للانتفاضة الفلسطينية ضد الاحتلال الإسرائيلي خلال العشرين عاما المنصرمة بوجه عام على أنها تزيد من تقارب الفلسطينيين بالرغم من الاختلافات الفكرية وغير ذلك بين مختلف الفصائل . وكثيرا ما تعاون مقاتلون من فتح وحماس وشكلوا قيادات موحدة . وكان من الشائع في العائلات أن يكون بينها أبناء ينتمون للفصيلين المتنافسين وكانوا يحمون بعضهم البعض . وأصبحت قيادات في حماس معادية لعرفات عندما قمع الإسلاميين عام 1996 بعد تفجيرات انتحارية في إسرائيل هددت اتفاقات السلام المؤقتة مع الدولة العبرية . ولكن خلال هذه الفترة تردد بعض أفراد قوات الأمن التي تسيطر عليها فتح في القبض على أقارب لهم انضموا لحماس . إلا أن المرارة التي تكونت أثناء الاقتتال الداخلي الذي أسفر عن سقوط أكثر من 150 قتيلا في غزة في يونيو حزيران الماضي غيرت كل ذلك . وقال المعلق الفلسطيني طلال عوكل لرويترز في غزة " وصلت الانقسامات إلى العائلة الصغيرة ...أصبح من المألوف هذه الأيام أن يضع الأخ لثاما ويعتقل أخاه من فتح ." وتشهد الضفة الغربية انقسامات سياسية مشابهة وأعمال عنف وهناك مخاوف من وقوع المزيد من أعمال العنف هناك . وقمعت قوات الأمن التي تسيطر عليها حركة فتح في الضفة الغربية حماس منذ أعمال العنف التي اندلعت في غزة . وأصبحت الحياة بالنسبة لسكان غزة ومجموعهم 1.5 مليون نسمة أصعب منذ أن شددت إسرائيل وحلفاؤها الحصار على المنطقة في أعقاب سيطرة حماس عليها مما يضيف للتوترات الاجتماعية . وتحدثت أم رامي أيضا عن زيادة حالات الطلاق نتيجة ذلك رغم أنه ليست هنا إحصاءات . ويشك كثيرون في إمكانية أن تنهي دعوات المصالحة التي وجهها عباس في الآونة الأخيرة هذه الانقسامات . وفي الوقت الذي يسود فيه تشاؤم عام وسط الفلسطينيين في كل من الضفة الغربية وقطاع غزة بشأن فرص إقامة دولة فلسطينية ذات مقومات البقاء جنبا لجنب مع إسرائيل تزيد أيضا المصاعب في غزة من الشعور بالعجز . وبسبب كل هذا التشاؤم يتوقع البعض وقوع المزيد من أعمال العنف في المستقبل إذا استمر الفصيلان المتنافسان في الدفاع عن موقفهما بالقوة . وقال قيسي مسؤول الصحة بغزة إن الناس في غزة يريدون الحرية ولن يظلوا سلبيين للأبد .