مع اقتراب بداية كل موسم تمني الجماهير الأهلاوية نفسها بأن يكون موسم العودة للزمن الجميل الذي كان فيه العلامة البارزة في الكرة السعودية صاحب الكلمة الأعلى في حصد الألقاب ولكن هذه الاماني والاحلام سرعان ماتذهب أدراج الرياح عندما يدخل الفريق غمار المنافسات وخاصة اللقب الابرز غياياً وهو لقب الدوري الذي ابتعدت عنه قلعة الكؤوس طيلة 27 عاماً وفي هذا الموسم تحديداً كانت جماهير القلعة أكثر أمالاً بعد تولي ذمة الرئاسة الأمير الشاب فهد بن خالد الذي دخل دائرة الرئاسة وهو يطمح في اعادة الفريق الأهلاوي الى وضعه الطبيعي ولكن البداية جاءت بما لا يشتهي الأمير، واستمرت النكسة والخيبة للفريق الأول لكرة القدم بعد مضي اربع جولات من الدوري نتج عنها ثلاث خسائر متتالية من فرق المؤخرة ومن الاتفاق بعد تقدم أهلاوي بثلاثة لهدف. كما نتج عن الجولات الاربع رحيل المدرب في وقت مبكر وسريع في محاولة للنهوض مرة أخرى من السقوط المدوي ولكن حال الفريق لايوحي بالعودة والثقة اصبحت مفقودة في اشباح يرتدون الشعار فقط لتقاضي الأجر نهاية كل شهر بغض النظر عن الخسارة والنصر. وحال الأهلي الذي لا يسر صديق ولا عدو تشترك فيه جميع الاطراف من إدارة وجهاز فني وطبي ولاعبين. « نزهة النمسا وألمانيا» أقرب ما تكون فترة الاستعداد في المعسكر الخارجي بالنمسا وألمانيا بالنزهة أكثر منها لإعداد الفريق لخوض غمار الموسم بعد أن ذهب الفريق الى اوروبا بدون مدرب ولا لاعبين أجانب. فما فائدة الاعداد بدون مدرب يخطط ويضع يده على مكامن الخلل في الفريق وكيفية تجهيزه للمشاركات الموسم وعدم معرفته بلاعبي الفريق وامكانياتهم حتى يستطيع توظيفها بالشكل المطلوب . فمدرب الفريق وقع معه بعد أن أمضى الفريق قرابة اسبوع في المعسكر الخارجي وماطل في الحضور ليأتي مع نهاية المعسكر ويلعب لقاءات ودية مع فرق لا تعكس مدى قدرات الفريق. غلطة المدرب تتحمل إدارة الفريق المسؤولية كاملة في غلطة التأخير بالتعاقد مع مدرب يزعم علمها أن فارياس منذ نهاية الموسم وهو ينوي الرحيل من تدريب الفريق وقد كان الاجدر بالادارة جلب مدرب سبق له العمل في الدوري السعودي ليكون أكثر معرفة بظروف الفريق وإمكانياته ويستطيع توفير الوقت لعمل فني يفيد الفريق ويتلاءم مع قدرات لاعبه حتى يتمكن من العودة سريعاً للفريق وتشارك من التمارين الأولى خاصة أنه لاعب ممتاز ويستطيع تقديم الاضافة الفنية للفريق وهاهو الآن بعد أربع جولات وبعد أن طارت الطيور بارزاقها وهو لم تكتمل جاهزيته للعودة لتمثيل الفريق. تأخير الأجانب منذ نهاية الموسم الماضي وإدارت الفريق تعرف انها تحتاج الى اثنين من الاجانب الى جوار البرازيليان فيكتور ومارسينو ولكن برغم علمها إلا أنها لم تنهي موضوع التعاقدات الاجنبية الا قبل بداية الدوري بأيام فقط لتضع نفسها امام جماهيرها في موقف حرج خاصة مع وندرسون الذي يعاني من ضعف لياقي واضح ويحتاج لفترة حتى يستطيع اللعب مباراة كاملة، فيما عماد الحوسني خفف العبء عن الادارة قليلاً بعد أن نجح بمجهود فردي وجاهزية مسبقة قبل أن يأتي الى جدة مع الفريق. العمود الفقري وشلل الفريق الشلل النصفي الذي يعاني منه الفريق في المنطقة الخلفية من جسد الفريق كان سبب ضعف العمود الفقري بداية بحراسة المرمى التي تحتاج الى حارس يملك الجراءة وسرعة البديهة والشجاعة في التصدي للكرات الهوائية المشتركة ومدافعون يجيدون الادوار الدفاعية واصحاب بنية جسمانية تمكنهم من التقاط الكرات الهوائية وفكر عالي في التعامل مع المهاجمين وقبلهم خط الدفاع الأول وهو عبارة عن لاعب محور ارتكاز صاحب قيمة فنية عالية لديه الامكانيات في النواحي الدفاعية وفي بناء الهجمات للفريق كما يفعل رادوي في الهلال وأحمد عطيف في الشباب وكريري وحديد في الاتحاد وغالب في النصر. ومتى ما عالج الفريق الأهلاوي عموده الفقري فسيكون وضعه مختلف في الميادين الخضراء. القصور الفني وغياب الروح لايعتبر السبب المباشر وراء الانكسار الحالي هو القصور الفني بحكم أن الفريق يملك لاعبين جيدون فنيا ولكن تظل المشكلة في أداء اللاعبين وحديثهم في الملعب فبعض اللاعبين يلعب بدون روح وبلامبالاه وبإتكالية على زملائه في الفريق للابتعاد من المسؤولية وعدم تحملها امام الجماهير والجهاز الفني، والدليل على توفر الامكانيات الفنية في الفريق عندما يتم إعارة هؤلاء اللاعبين الى أندية اخرى أو الانتقال اليها نجدهم يقدمون عطاء مميز ويبذلون جهد اوفر مما كانوا يقدمونه في القلعة. داء التهاون والاستهتار هذا الداء هو الذي مرمط سمعة الفريق وتلاعب بأعصاب جماهيره ويجب على مسيرين النادي العزم والجدية في اتخاذ القرارات مع اللاعبين المستهترين اللذين نجد لهم بين الحنين والآخر مشاكل حتى أن وصل الامر الى الابعاد كلياً عن الفريق مهما كان حجم اللاعب وامكانياته لأن الفريق لن يستفيد منه وهو لا يملك العقلية الاحترافية التي تساعد الفريق فهناك العديد من اللاعبين الذين يعانون من أزمة في التفكير والتي ساهمت سلبياً في اداءهم . مشروع افطار صائم وقد ينتج عن العوامل السابقة أن الفريق اصبح استراحة ومحطة للفرق الصغيرة ولعله الفريق الوحيد الذي انشاء فروع افطار الصائمين عن الانتصارات في الشهر الكريم بعد أن منح الاتفاق والفتح ونجران طعم الانتصارات على حساب هيبة الفريق وطموح الجماهير الوفية الصابرة والتي يمني النفس أن ينتهي هذا المشروع بنهاية الشهر الكريم وتبدأ مرحلة التصحيح من لقاء الديربي الكبير أمام الاتحاد . فهد الأمل يتحول إلى سراب كانت تعقد الجماهير الاهلاوية أمالاً كبيرة على رئيس النادي الشاب المتقد طموحاً في إعادة الفريق الى امجاده ولكن هذه الجماهير بدأت تغير قناعاتها وهي تخشى أن يتحول الأمل الى سراب بعد أن شارك سموه في العديد من الأخطاء التي وضعت الفريق ليكون الترتيب العاشر في سلم الدوري. سياسة شد الحبل من الأسباب الرئيسية التي تعتقد الجماهير انها وراء اخفاقات الفريق ولقاءه بعيداً عن المنافسة هي سياسة شد الحبل والتي يتبعها بعض ضعفاء النفوس ولمدعين للانتماء الى حب الاهلي من اعضاء شرف واعلاميين وهم ابعد ما يكون عن ذلك من خلال البحث عن طريق الهدم للبناء الذي يقوم به رجال الاهلي المخلصين ولعل الاوراق بدأت تسقط واحدة تلو الاخرى حتى تصفي الاجواء ويعود الفريق الى وضعه المعتاد بطلاً لا يشق له غبار في سباق البطولات. الجمهور العلامة المميزة بعد القصور الذي تحدثنا عنه من الادارات المتلاحقة والاجهزة الادارية والفنية واللاعبين نجد أن الجمهور الاهلاوي هو العلامة المميزة خلف الفريق فمع كل سقوط يسعى هذا الجمهور في سبيل إعادة الروح المعنوية للفريق ودعمه المستمر بالحضور والمساندة في كل مكان يذهب اليه وبرغم الاحباط الشديد الذي يجده في كل مرة الا انه النجم رقم «1» في النادي وصاحب الثبات في الحضور والجمال والمواقف الرجولية في شتى الظروف ولعل الفرق تحسد الاهلي على مثل هذا الجمهور الرائع والذي يعد المكسب الحقيقي للقلعة الخضراء. الصراحة راحة دائماً ما يقال أن الصراحة راحة وهي بالفعل كذلك فعلى إدارة النادي أن تجتمع باللاعبين فرداً فرداً وتقعد معهم جلسة مصارحة ومكاشفة بعيده عن الإعلام من أجل توضيح الاسباب في تراجع مستواه وغياب الفريق عن المنافسة على الدوري لعلها تضع يدها على الجرح وتستطيع علاجه ومن لايتجاوب معها عليها بإبعاده مباشرة عن الفريق لأنه يعتبر عنصر فاسد . ولعل موقعة الديربي القادمة مع الاتحاد بعد العيد ستكون العشقة الأخيرة التي تسقط الاهلي من عيون عشاقه أن استمر مسلسل الاخفاق ..