عاود الين ارتفاعه قرب أعلى مستوى في 15 عاما مقابل الدولار امس الثلاثاء مع تجاهل المستثمرين أحدث تيسير للسياسة النقدية يجريه بنك اليابان المركزي مراهنين بدلا من ذلك على مزيد من المكاسب للين بما يبقي خطر التدخل قائما. ومع تصاعد المخاوف بشأن الاقتصاد الأمريكي الذي سيثني المستثمرين على الأرجح عن الأصول عالية المخاطر مثل الأسهم والعملات ذات العائد المرتفع فإن من المرجح أن تدفع السوق الين ذا العائد المنخفض للارتفاع. وقال سايمون ديريك مدير أبحاث العملة في بنك أوف نيويورك ميلون " وزارة المالية اليابانية تبعث بإشارات بأنها مستعدة للتدخل لكن من الواضح أن الناس تتذكر صعوبات التدخل التي واجهتها منذ سنوات قليلة. "إذا لم يتدخلوا والين عند 84 (ينا للدولار) فمتى سيتدخلون؟ حالما يتجه لأدنى مستوياته على الاطلاق؟ أعتقد أن عزمهم الاحجام عن التدخل سيكون موضع اختبار." وكرر وزير المالية الياباني يوشيهيكو نودا اليوم أن الحكومة ستتخذ اجراء حاسما بشأن العملات -وهو ما يفسر غالبا على أنه تلميح بالتدخل- عند الضرورة. لكن رد فعل السوق جاء محدودا. كان بنك اليابان عمد أمس الاثنين إلى تعزيز برنامج لتقديم قروض رخيصة إلى البنوك في خطوة هي على الأرجح أقل ما يمكن أن يقوم به في الوقت الراهن. لكن المتعاملين يقولون إن رد فعل السياسة إزاء قوة الين غير كاف بالنظر إلى المعنويات السائدة وعدم الاستعداد لاعتماد نهج منسق من جانب دول مجموعة الثماني الأخرى التي تكابد مشاكلها الخاصة. كما تراجع اليورو 0.5 بالمئة إلى 106.65 ين متجها صوب أدنى مستوى في تسعة أعوام 105.44 ين الذي سجله الأسبوع الماضي. ويقول متعاملون إن من المتوقع أن تشتري السلطات اليابانية الدولار مقابل الين لكبح قوة العملة اليابانية إذا تراجع الدولار ثلاثة إلى أربعة ينات في يوم واحد. وفي علامة أخرى على احجام المستثمرين عن المخاطرة تراجع اليورو إلى مستوى قياسي منخفض مقابل الفرنك السويسري الذي يعتبر ملاذا آمنا وسط عمليات بيع كثيفة من جانب متعاملين في أسواق ناشئة. وتراجع اليورو 0.4 بالمئة إلى 1.2934 فرنك. واستقر اليورو دون تغير يذكر أمام العملة الأمريكية عند 1.2659 دولار. وتراجع الدولار أيضا إلى أدنى مستوى في سبعة أشهر عند 1.0204 فرنك.