تعهد الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي بمعاقبة جناح تنظيم القاعدة في شمال إفريقيا بعد تأكيده مقتل رهينة فرنسي عمره 78 عاما في النيجر. وقال ساركوزي إن قوات الكوماندوس الفرنسية التي تدعم القوات الموريتانية حاولت انقاذ جرمانو المهندس المتقاعد الذي خطف في 20 من إبريل نيسان في النيجر لكنها لم تعثر عليه عندما أغارت على معسكر صحراوي في مالي. وأضاف ساركوزي في بيان أذاعه التلفزيون على الهواء مباشرة «بعد اقتناعنا أنه محكوم عليه بموت مؤكد كان من واجبنا محاولة انقاذه من خاطفيه. للأسف لم يكن ميشيل جرمانو هناك.» وتابع الرئيس «مقتله يجب ألا يضعف اصرارنا بل يقويه.» وحث ساركوزي المواطنين الفرنسيين على تجنب السفر إلى منطقة الساحل. وقال « هذه الجريمة لن تمر دون عقاب.» وقال ساركوزي إن فرنسا لم تتلق أي إشارة منذ مايو أيار الماضي على أن جرمانو مازال على قيد الحياة وانها تدخلت بعد أن هدد تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي في يوليو تموز الجاري بقتله ما لم ترتب باريس مبادلة سجناء. ووصل وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنر الى موريتانيا في المرحلة الاولى من جولة لمناقشة الاجراءات الامنية لحماية المواطنين الفرنسيين في المنطقة. وقال كوشنر انهم يواجهون بعض الصعوبات في الاشهر القادمة لكن موريتانيا ستحقق بعض التقدم في هذا الشأن. وقال «لقد حاولنا من اجل ميشيل (جرمانو) لكننا لم نعثر على المجموعة التي تحتجزه ...وبدا الأمر وكأنه محكوم عليه بالموت.» وقال مصدر بوزارة الدفاع في مالي ان حكومته لا تفهم لماذا شنت فرنسا الغارة دون استشارتها.ونددت اسبانيا التي يحتجز فصيل آخر ينتمي للقاعدة اثنين من مواطنيها رهائن بمقتل جرمانو وقالت انها ستواصل جهودها من أجل تحرير مواطنيها. وقال وزير الخارجية الاسباني ميجيل أنخيل موراتينوس في بيان «تود الحكومة الاسبانية أن تنقل للحكومة الفرنسية تضامنها ودعمها الكاملين في وجه هذه الجريمة الوحشية.» وقال محللون أمنيون إن التنظيم قد يستغل الغارة ذريعة لاستهداف المصالح الفرنسية في المنطقة وإن كان ذلك لن يتم على الأرجح على الأراضي الفرنسية. وقال كامل طويل الخبير في الجماعات المتشددة في شمال افريقيا «بالنظر للأسلوب الذي وجهت به القاعدة التهديد أعتقد انهم سيحاولون القيام بالمزيد من الأعمال الانتقامية من المصالح الفرنسية وبمعنى آخر سيفعلون شيئا بالإضافة إلى قتل الرهينة الفرنسي.» وأضاف «ليس لديهم القدرة على القيام بعمل داخل فرنسا. لو كان لديهم هذه القدرة لما ترددوا. الاحتمال الأكثر ترجيحا هو أن يستهدفوا المصالح الفرنسية في افريقيا.» وعلى المستوى المحلي لا يبدو ان الغارة الفاشلة ستثني ساركوزي عن موقفه غير أن أوليفيه توماس رئيس بلدية بلدة جرمانو شكك في جدوى استخدام القوة قائلا إن التقليد الفرنسي هو التفاوض على إطلاق سراح الرهائن. وفاوضت باريس من أجل إطلاق سراح رهينة آخر هو بيير كامات الذي أطلق سراحه في فبراير بعد أن وافقت مالي على الافراج عن اربعة متشددين كانت تحتجزهم. وبرر وزير الدفاع الفرنسي إيرفيه موران قرار الحكومة بالمشاركة في الهجوم قائلا ان تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي لم تكن لديه النية للتفاوض. وقال موران لإذاعة فرانس انتر العامة «نحن نواجه جماعة مصرة تماما على شن حرب ارهابية ورفضت كل الوسائل المباشرة وغير المباشرة لبدء أي حوار معنا.» ولم يشن الارهابيون في منطقة الصحراء حتى الآن أي هجمات كبيرة ويقول خبراء انهم يركزون بشكل أكبر على جمع المال من عائدات الفدى التي يحصلون عليها للإفراج عن المخطوفين ومن تهريب السلع ومن بينها الكوكايين. لكن دولا غربية في مقدمتها فرنسا والولايات المتحدة صعدت وجودها في المنطقة وتسعى لتحسين التنسيق فيما بينها خوفا من أن تزداد قوة هذه الجماعات في المنطقة الصحراوية الواسعة.وقتل نفس الجناح من تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي الرهينة البريطاني ادوين داير العام الماضي بعد ان رفضت بريطانيا الاذعان لمطالبه.