بعد ان كانت الطموحات كبيرة وبعد ان كانت الامال بانشاء اول حلبة لسباقات السيارات بالمملكة في مدينة جدة،سرعان ماتحولت الاحلام الى سراب وذهبت التطلعات هباءا بعد ان اقفلت الحلبة ابوابها سريعا مشكلة صدمة لكل عشاق وحبي رياضة السيارات بالمملكة وبمدينة جدة على وجه الخصوص. حلبة جدة لسباقات السيارات او ماتعرف ب(جدة ريس وي JRW) اغلقت ابوابها بعد سنوات قصيرة منذ افتتاحها مثيرة الجدل حول اسباب اغلاقها السريع، وهي التي شكلت نقلة في عالم رياضة السيارات في المملكة حين افتتاحها كأول حلبة للسيارات بالمملكة.ورغم النهضة التي تشهدها رياضة المحركات خصوصا منذ اعتماد الاتحاد السعودي لرياضة السيارات والدراجات النارية، ورغم ان هذه الرياضة اصبحت تستهوي الكثير من العشاق والمتابعين، ووجود حلبة كجدة ريس وي شكلت بداية جيدة لهذه الرياضة، ومن بعد ذلك تم افتتاح حلبة الريم بالرياض لتشكل الاخت الاخرى لرياضة السيارات ووجود هاتين الحلبتين كان اضافة مميزة بلاشك.الا ان تسارع الاحداث على حلبة جدة التي شهدت منذ افتتاحها العديد من المسابقات والبطولات، واصبحت مقصدا للشباب وقت اقامة الاحداث، فشلت في الحفاظ على مكانها كمعلم بارز في مدينة جدة، ورغم تعدد الاسباب الا ان المحصلة هي حرمان عشاق ومحبي رياضة السيارات من ممارسة رياضتهم المفضلة في مكان آمن واستمتاعهم بأجواء رائعة كانت متوفرة. وتفيد مصادر البلاد الى ان الحلبة قد دخلت في ازمات عديدة في سنواتها الاخيرة تسببت في اغلاقها المفاجئ، فقد وصلت مديونية الحلبة لاحدى البنوك لمايقارب (70) مليون ريال، وهو رقم كبير جدا، في مقابل ان الحلبة لم تحقق اي ارباح تذكر في الآونة الاخيرة، اضافة الى المبلغ الكبير مقابل تاجير الارض من ملاكها الاصليين.وتشير المصادر الى ان الحلبة لم تنظم في عامها سوى (6) فعاليات فقط، ثلاث منها لجهة واحدة.ما يعني عدم اقبال الجهات المختصة او شركات السيارات لاقامة اي انشطة على الحلبة، ويمكن ان نلخص الاسباب في النقاط التالية.. - افتقاد الحلبة للكفاءات وللعاملين المهرة والمدربين، فالعديد من العاملين يفتقدوا التاهيل المناسب في ادارة وتنظيم الفعاليات، والقليل منهم الاكفاء واجهوا صعوبات في العمل مما تسبب في تركهم العمل سريعا. وقد اكد العديد من زوار الحلبة وقوع مشاكل كبيرة واخطاء في اقامة العديد من الفعاليات، كما شهدت الحلبة عدد من الحوادث والاعطال، وكل ذلك بسبب عدم وجود الاشخاص المهيئين والمدربين. -اضافة الى ذلك فإن الحلبة قد افتقدت للتسويق الجيد، وغابت عنها الاحترافية في جذب العميل لتوفير مكاسب مادية، ويرجع ذلك لعدم وجود من يقوم بهذه المهمة على اكمل وجه. -وجود 6 فعاليات على مدار عام كامل، 3 منها نظمها رائد رياضة السيارات في المملكة عبدالله باخشب، والثلاث الاخرى من تنظيم الحلبة نفسها. - إبتعاد شركات السيارات عن اقامة تجارب القيادة على الحلبة، وهذا كما اوضحه عدد من مسئولي تلك الشركات الى بعد الحلبة، وعدم وجود التجهيزات المناسبة، اضافة الى المبالغة من مسئولي الحلبة في المبالغ المطلوبة مقابل تجارب القيادة. - العديد من سكان جدة لا يعلمون حتى الان اين تقع الحلبة، وهذا يعود الى سوء اختيار الموقع لاقامة الحلبة، قهو يتواجد في مكان بعيد عن مدينة جدة، اضافة الى عدم وجود طريق مؤدية للحلبة، فراغب زيارة الحلبة عليه ان يخرج من (الخط السريع) ويسير على جانب الطريق لمسافة ليست بالقصيرة قبل ان يدخل المنطقة المحيطة بالحلبة، وفي هذا الموضوع تحديدا اكد عدد من العاملبن السابقين في الحلبة عدم سبب ذلك يعود لعدم تجاوب الجهات المسئولة لتأمين مدخل للحلبة، كما ان الجهات منعت وجود لوحة اعلانية على جنبات الطريق للتدليل على مكانها، وهذا يطرح اكثر من سؤال حول هذا المنع ؟؟ - محبي السيارات وعشاقها ابدوا بدورهم وجهة نظر اضافية حول ابتعادهم عن الذهاب الى الحلبة، حيث ذكروا ان الحلبة تفتقد لوسائل الترفية، فهي لا تحتوي على مطاعم او كافتيريات لشراء الماء والمرطبات، اضافة الى عدم وجود وسائل ترفيه اخرى كما هو موجود في حلبات مشابهة في دول الجوار، كصالات البلياردو مثلا. - البعض الاخر ذكر بان القائمون على الحلبة قد وعدوا بإفتتاح مدارس ودورات لتعليم قيادة السيارات الرياضية، والتدريب على تنظيم السباقات، وهي دورات كان الكثيرون بانتظارها. عموما الاسباب عديدة، وان اختلفت درجاتها، الا ان المحصلة تؤكد فشلا ذريعا في الاستفادة من هذه المنشأة، والجميع من جهات حكومية مختصة الى القائمين على الحلبة متشاركون في هذا الفشل، والحلبة قد اغلقت والخاسر الوحيد هي رياضة السيارات في المملكة بكل محبيها وعشاقها.