تصدر معرض المملكة العربية السعودية في شنغهاي أفضل عشرة أجنحة مشاركة في معرض أكسبو 2010 م وأكبرها مساحة حيث جذب الزائرين أسلوب عرضه للمشروع الحضاري السعودي في كل جوانبه وبخاصة عن مكةالمكرمة والمدينة المنورة والحج والمشاعر المقدسة، فتم اختيار مشروع مدينة الخيام في مشعر منى (أكبر مدينة للخيام على مستوى العالم) ضمن أفضل خمسة وخمسين ممارسة حضارية تم اختيارها من بين 221 دولة مشاركة في أكسبو 2010. واصطفت طوابير الزائرين الصينيين حرصا على زيارة معرض المملكة العربية السعودية نظرا لتميزه في العرض وأن المملكة من الدول ذات الإرث الحضاري الممتد وذا طبيعة صحراوية إلى جانب كونها من أهم عشرين دولة اقتصادية ويتوج ذلك باحتضانها لقبلة المسلمين. وامتاز المعرض السعودي الذي يزوره 30 ألف زائر يوميا بأقسامه الثمانية التي تقدم المملكة للشعب الصيني وزائري أكسبو من جميع الثقافات واللغات من خلال عرض المملكة بالإطار الواسع الكوني من خلال صور فضائية ثلاثية الأبعاد يستهل بها الزائر جولته في معرض المملكة العربية السعودية ليرى موقع المملكة على الكرة الأرضية بين قارات العالم. ثم يركز قسم ثان بوضوح على موقع المشاعر المقدسة وصور جدارية الكترونية تعرف برحلة حج المسلمين إلى مكةالمكرمة وسط خدمات شاملة متنوعة لوفود الحج من أنحاء العالم. بعد ذلك يشاهد الزائر مجسمات وعروضا مصورة في مجال السكان حيث خصصت صالة لعرض المشروع الحضاري في إسكان حجاج بيت الله الحرام من أنحاء العالم الذين يبلغ عددهم عدة ملايين في مدينة من الخيام في مشعر منى مكيف ومجهزة بوسائل السلامة والخدمات والمرافق تقضي فيها هذه الجموع المليونية عدة أيام. وقد شد انتباه الجمهور شاشات عرض جداري عملاقة (1600 مترمربع) تصور حركة الطائفين ببيت الله الحرام في جموع غفيرة وجمالية منتظمة يحيطهم البياض في الحرم المكي، كما شاهدوا فلما وثائقيا ثلاثي الأبعاد يحكي قصة التطور والتنمية لبلد يعيش نهضة تعليمية وصناعية ومشروعات اقتصادية إلى جانب ما يضمه من جوانب سياحية وتراثية وثقافية. وتجمع في المعرض العديد من الأطفال وهم يستمعون لبعض الأناشيد ومنها " طلع البدر علينا من ثنيات الوداع ". وعبر المسلمون الصينيون عن سعادتهم بما يعرضه الجناح السعودي عن مكةالمكرمة والمدينة المنورة وكأنهم يعيشون وهم في بلادهم لحظات الحج الذي يتمنون أداء فريضته، كما ثمنوا ما يسهم فيه المعرض من جسور التواصل مع الشعب الصيني الذي تجمعه مع شعب المملكة العربية السعودية علاقات متينة من الصداقة والتعاون في العديد من المجالات. وقد سجل المبتعثون السعوديون للدراسة في جمهورية الصين الشعبية حضورا مشرفا في تقديم الشرح عن بلادهم بكل فخر وهم يرتدون الزي الوطني ويتحدثون باللغة الصينية للزائرين عن معالم الحضارة والتاريخ العريق للمملكة العربية السعودية ومدى تسامح أهلها ومحبتهم للتعاون والعمل لخدمة الإنسانية انطلاقا من دينهم الإسلامي. وقد حرص الزائرون الصينيون ومن الجنسيات الأخرى يزورون الصين على الحصول على تذكارات لزيارة معرض المملكة وكثرة الأسئلة عن الخدمات السياحية بالمملكة التي أجاب عليها القائمون على المعرض والشباب السعوديون المبتعثون، ومنها كيف تحولت المملكة من بلد صحراوي إلى مركز أعمال وصناعة اقتصاد وصروح علمية عليا مهنئين المملكة وشعبها وحكومتها بما تحقق لها من إنجازات تثير الإعجاب.