تقودني علامات الاستفهام المحيرة التي تتراقص وتقف أمام ناظري، حين أبحث في مشروع طريق الملك فهد الذي يربط دائري بريدة من الوسط، كيف ظل ثلاثة عقود بين الدراسة والتنفيذ، ثم كيف تم استلام جسر القصور الملكية دون اكتماله واسأل - كغيري من المواطنين - لماذا بترت يداه؟ ولماذا نفذ دون اخوته من الجسور الأخرى بلا أيدٍ، لا سيما والمتصفح لمشاريع وزارة النقل يجدها مفعمة بالحيوية والنشاط والتكامل، ولكن العمل في هذا الطريق - رغم صغر حجمه - ما زال يحبو لم تحركه صيحات واستغاثة المواطنين المتضررين الذين يقطنون على جوانبه، اولئك المواطنون الذين بح صوتهم بطلب النجدة والاستغاثة من جحيم المعاناة، ولكن صوتهم ضاع في فلاة عدم الاكتراث. بعض المواطنين المتضررين هم سكان حي القويع وحي المصيف وحي الخبيبية الذين يسكنون على ضفة الطريق، وقد ظلموا أكثر من عقد يسيرون سبعة أميال اضافية، بسبب أن الجسر لم يدرج ضمن مشروع طريق الملك فهد، ثم حينما أدرج وشرع في تنفيذه احتفلت هذه الأحياء بوداع المتاعب، لكن الجهة المنفذة عند الانتهاء من تنفيذه تركته بدون أذرع؟!! متجاهلة خدمة الأحياء بحيث لا يستفاد منه سوى للمرور من أسفله!! مع العلم أن الجسور المخصصة لعبور الحيوانات يوضع عادة لها منافذ للمرور فكيف لخدمة المواطنين؟!! أما هذا الجسر فحق له أن يدخل موسوعة جينس بلا فخر من حيث مدة الانتظار والتنفيذ والغرابة التي يتمتع بها، فهل سبق أن شوهد طير بلا أجنحة وجسر بلا منافذ تحقق أساس وجوده!! المشاهد لهذا الجسر يتعجب لماذا ترك بدون أيدٍ؟ هل هو عقاب لهذه الأحياء ببتر يديه؟ سعيا لحرمانهم من الاستفادة من وجوده!! والتوفير عليهم المسافات الطويلة التي يستهلكونها للوصول إلى منازلهم عن طريق جسر خب الثنيان؟ أم أن هدف الوزارة ينحصر للتسول به بحكم أنه مبتورة يداه وتستجدي من خلاله وزارة المالية لاعتماد مبالغ لاستكمال بعض مشاريعها. كل إنسان يمر بهذا الطريق فعلا تغمره اسئلة كثيرة محيرة هل من المنطق أن يعتمد نصف جسر؟ هل من المقبول أن يفتح الطريق دون أن يستكمل الجسر؟ لماذا يوضع الجسر إذا لم تستكمل غايته وتدفع هذه التكلفة؟ أليست الغاية من مشروعية الجسر ينحصر في خدمة القاطنين على ضفتيه؟ لا سيما وأنهم بقوا مدة طويلة يعانون مكابد خسارة الوقت والمال والجهد حتى يصلوا لبيوتهم هل الغاية خدمة المنفذ أم المواطن هل من المنطق أن يسلم جسر قبل استكمال تحويلاته التي تخدم الأحياء، هل نصدق ما يشاع بأن المنتفعين بسرقة الأعضاء سرقوا يديه لشخص آخر محتاج. هذه مجموعة أسئلة يطرحها المواطنون على وزارة النقل والمسؤولين بالمنطقة المعنيين بمتابعة خدمات المواطنين آملين أن نجد التجاوب الذي يترجم عن الاهتمام بخدمة المواطنين مقدرين سلفا المخلصين لوطنهم ومجتمعهم. صالح بن عبدالله العثيم/ بريدة [email protected]