تعقد ألمانيا العزم على تحويل كأس العالم لكرة القدم إلى حفل كبير مرة أخرى، حتى ولو أن الكأس تبعد 5 آلاف ميل في جنوب أفريقيا.وسيحاول الألمان نسيان خطة التقشف الاتحادي التي أقرتها المستشارة أنجيلا ميركيل، عندما ينطلق مونديال جنوب أفريقيا اليوم الجمعة، حيث سيلتف الملايين حول شاشات التلفاز في جميع أنحاء البلاد.وبدأت الأعلام الألمانية وأعلام بلدان أخرى ترفرف في الشرفات من اشافنبورج إلى زويكاو، وتتدلى من السيارات في جميع أنحاء ألمانيا، وتباع آلة الفوفوزيلا المصنوعة من البلاستيك مثل المخبوزات الساخنة أو يتم إهداؤها، فيما انشغل الصغار والكبار بجمع ملصقات جميع نجوم كأس العالم. وتجمع أكثر من 15 مليون شخص لمشاهدة كأس العالم 2006 التي استضافتها ألمانيا، لتتحول البلاد إلى أمة كرة القدم مما ساعد على تأهل الماكينات الألمانية إلى المربع الذهبي واحتلال المركز الثالث في البطولة. ولا يمكن الاستهانة بالفريق الألماني الحالي، بعد أن حصل أبناء المدرب يواخيم لوف على إشادة كبيرة عقب الأداء الهجومي الذي صار في الشوط الثاني من المباراة الودية التي فاز فيها الفريق 3 1 على البوسنة والهرسك الأسبوع الماضي، قبل الرحيل إلى جنوب أفريقيا يوم الأحد الماضي.وعلى متن الطائرة "جامبو إيه 380" كان هناك 11 محظوظا من مستمعي راديو فرانكفورت، تم اختيارهم في قرعة ضمت العديد من المشجعين، ليزوروا ملاعب كأس العالم ويشاهدوا المباراة الأولى للمنتخب الألماني أمام أستراليا في ديربان بجوار المشجعين الألمان الآخرين الذين قاموا بشراء تذاكر المباراة.وسيجتمع ملايين المشجعين الأخرين في الميادين والشوارع مساء الأحد المقبل لمشاهدة المباراة أمام أستراليا وسط 1600 مهرجان رسمي للمشجعين. ومما ساعد المنظمون هو أن جنوب أفريقيا تسير على نفس التوقيت الألماني، وستكون المباريات في التوقيت الاعتيادي في بداية ومنتصف فترة الظهيرة، وكذلك بالنسبة للفترات المسائية، وإذا كان الطقس بمثل الروعة التي كان عليها في كأس العالم 2006 فإن الألمان سيكونوا مستعدين للاحتفال مجددا.واستسلم الاتحاد الدولي لكرة القدم أمام الضغط الجماهيري وسمح ببث مباريات كأس العالم في الحانات والمطاعم والمنازل الجماعية وحمامات السباحة.وشهد ميناء هامبورج شمال ألمانيا احتجاجا ضخما عندما خطط مجلس الشيوخ نقل الساحة العامة للمشجعين من منتصف هيليجينجيستفيلد إلى استاد هامبورج في إطار معاير التقشف.اضطر السياسيون للتراجع والآن من المتوقع أن يحتشد عشرات الآلاف من المشجعين في هيليجينجيستفيلد مرة أخرى لمشاهدة مباريات مونديال جنوب أفريقيا.وقال عمدة هامبورج أولي فون بيوست:"إنني مقتنع تماما بأن الناس في هامبورج سيحولون هيليجينجيستفيلد إلى ساحة مرح وأجواء من الحماس". وفي برلين انقسم المهرجان الجماهيري إلى شقين، حيث يبدأ في الملعب الأولمبي ثم ينتقل إلى المنطقة الكائنة بين بوابة برانينبورج وعمود النصر مثلما حدث في 2006.