متابعة - شاكر عبد العزيز - تصوير - خالد الرشيد .. حين تلقيت دعوة لحضور لقاء رجل الأعمال المعروف أحمد حسن فتيحي مع شباب الأعمال في جدة تخيلت أن هذا اللقاء صغير وعائلي وسيعقد في أحد القاعات الصغيرة في غرفة جدة وحينما ذهبت الى الغرفة في السابعة والنصف مساءً فوجئت بأعداد من السيارات تحيط بالغرفة لم أكن اتوقعها بل أنني وجدت موقفا بصعوبة وسط هذا الكم الهائل من الحاضرين وفوجئت بأن اللقاء تحول الى قاعة الشيخ إسماعيل أبوداؤد أكبر القاعات في غرفة جدة وبأن الحضور تجاوز السبعمائة شاب وفتاه بل أيضا هناك جمع كبير من المثقفين والادباء وكبار رجال الاعمال جاءوا للاستماع الى "أبو وليد" أو أحمد حسن فتيحي الذي روى تجربته من البداية للنهاية ومجمل الصعاب التي واجهها في حياته العملية وكيف كانت البداية من دكان صغير في منطقة البلد القديمة الى أن استطاع ان يشق طريق النجاح بصعوبة بالغة معتمداً على "أخلاق المهنة" واخلاق التاجر الخلوق الشريف في تعامله وتحدث أحمد حسن فتيحي عن علاقته الحميمة بأمه التي اثرت كثيراً في حياته .. وتحدث عن حياته في مهنة تاجر المجوهرات والذهب وكيف أنه تعرض للخسارة ثم استعاد موقفه من جديد.. بعدها تم عمل مناظرة .. بين الاستاذ أحمد حسن فتيحي وأحد شباب الاعمال على المنصة .. وهنا انهالت الاسئلة الساخنة على ضيف اللقاء لماذا ترك عمله لمدة سنتين أو ثلاثة وعاد اليه من جديد وأجاب على ذلك بأنه كانت هناك ظروف موجودة في عملية سعودة الذهب .. وقال أن سعودة الذهب غير سعودة المجوهرات ومحاولاته مع الغرفة التجارية ومع التدريب لايجاد شباب يستطيع ان يدير هذه المهنة مشيراً بأن هذه المهنة لها متطلبات كثيرة ومن بينها ان يتفق القول مع النظرة مع تعبير الوجه مع حركة العمل العضوية مع القدرة على ان تكون صاحب ثقة عند الزبون الذي يشتري منك. وقال إنني حاولت أن أجد مكانا مناسبا لزوجات رؤوساء الدول الذين يزورون المملكة ومن أجل هذا حاولت أن أجد فريقا من البنات متخصصا في بيع الذهب والمجوهرات للسيدات وحاولت أحضار 56 فتاة من بنات العلائلات السعودية للعمل في هذه المهنة وأحمد الله أن عددهن الآن وصل الى 120 فتاة تعمل في هذه المهنة بعد ان دربتهن شخصياً بنفسي ولم يكن تدريبي على اساس مهنة المجوهرات " وأنا لست مركزياً" في هذا الموضوع بل دربتهن عن كيفية السلوك الذي يجب ان يؤدينه في حياتهن مع الآخرين وعودتهن على أن يكون هذا السلوك ليس في المحل فقط انما ايضا في بيوتهن. وازعم أن كثيرا من بناتنا اليوم في الشركة يمتزن بحسن التنظيم وحسن التنفيذ وحسن المتابعة خبرة كبيرة في مجالات البيع واشار الى راوتبهن كبيرة وليست رخصية كما يزعم البعض وتكلفتهن عالية ورواتب البنات أغلى من الشباب .وقال إن الفتاة والسيدة لديها طاقات كبيرة في العمل ونحن نفتح لهن المجال في العمل من الرابعة والنصف عصراً حتى الساعة الحادية عشرة مساء. وقطع هذا الحوار مقطع فيديو عن نادي الاتحاد وعشق أحمد حسن فتيحي لهذا النادي العريق الذي روى جانباً من تاريخه وعلاقته ودعمه لهذا النادي "الاتحاد" وقدم زميله الاتحادي وزميل الدراسة في مدرسة الفلاح وصديق الطفولة الذي روى جانبا عن حياة أحمد حسن فتيحي وذكرياته عنه أيام الدراسة وبداية عمله في مجال التجارة مشيراً الى أن أهم مقومات أحمد حسن فتيحي هي الاستقامة والمواقف الجميلة.. وروى أحمد حسن فتيحي عن ذكريات نادي الاتحاد مع نادي الوحدة وتخلص أحمد حسن فتيحي من "مطبات في الهواء" عن أن اليهود هم أكبر تجار المجوهرات في العالم وأنت أكبر تاجر للمجوهرات في العالم العربي وروى في هذا الصدد تجربته مع التجار البلجيكيين في عام 1966م وبعضهم من التجار اليهود وتخلص من المطب الأول بذكاء شديد .. وسط تصفيق جميع الحضور. واستمرت الاسئلة تنهال على ضيف اللقاء واجاباته ثم تحدث عن تجاربه مع الجنس اللطيف الذي يتعامل دائما مع الذهب والمجوهرات وقال أن المرأة لا تريد من الرجل الا الحنان .. والرجولة الحقة في أن يكون الرجل حنوناً. ثم قدم الشيخ صالح كامل مداخلة عبر الاتصال المرئي من القاهرة عن أحمد حسن فتيحي قال فيها : يا أبا وليد كم كان بودي أن أكون في شرف استقبالك بالغرفة التجارية بجدة وأنت تثري الشباب بتجاربك والتي اعرف معظمها واعرف قيمها وكيف كسبت رضا والدك ووفقك الله فيما انت فيه. وقال اتمنى الا تبخل على الشباب بكل ما لديك من خبرة وعظة مرت بها في الحياة فأنت خير متحدث ولديك ثروة كبيرة من الخبرات والمعارف التي يستفيد منها الشباب فقد تزاملنا في المدرسة في مرحلة الشباب وزمالة الشباب هي أقوى زمالة في مراحل الحياة واتذكر انني كنت اذهب اليه في دكان والده في وسط البلد وكنا نشرب الشيشة واذا جاء والده رحمة الله عليه نتحير كيف نخفي الشيشة من الوالد.. وكنا نشرب الشيشة خلسة في الدكان.. ولكن امام والده لا يشرب الشيشة وكان عندنا أدب لا نشرب امام الوالد الشيشة.. الآن الشاب يفتتح الشاب عليه السجائر امام والده ويعتبر هذا نوع من الحرية والديمقراطية وبئس هذه الديمقراطية اذا فقد الاحترام بين الوالد وولده، وتمنى للجميع ولأحمد فتيحي التوفيق وجزاك الله خيرا على تلبية هذه الدعوة في بيت التجارة بجدة، ثم تلى ذلك بعض المواضيع عن علاقته بالشيخ صالح كامل الذي كان يعمل مع والده في مهنة الطوافة وكان يعمل على الطواف والسعي بالحجاج القادمين لوالده في الطواف والمسعى، مشيرا الى انه لا يمكن لاحد ان يعطي الحب الا المحب. ثم حدثت مداخلة مهمة للدكتور هاشم عبده هاشم الذي قدم ملاحظات مهمة عن علاقته بالاستاذ احمد حسن فتحي الذي قال انني فوجئت بالكثير من الاسئلة التي طرحت ولكني لم افاجأ باجابات الشيخ احمد حسن فتحي التي اعطتنا الكثير من القيم والاشارات المهمة وتناولت مفهوما انسانيا كبيرا وقال ان اللقاء الذي نحن فيه الآن لا يرشح قيما انسانية فقط وانما يعلمنا كيف يمكن ان تكون العلاقة بين الانسان والانسان الآخر سواء كان الانسان ابنا أو اخا أو صديقا أو جارا وهكذا، هذه القيم نفتقدها الآن ونحن نعيش حياة مادية يغلب عليها الكثير من اللهاث والسرعة والاستعجال واعتقد ان هذه فرصة قيمة لشبابنا ان يستفيدوا من هذا المعين الخير في هذا المساء الجميل ولولا صبر هؤلاء النماذج المهنية وايمانهم والتي ترتبط بالسلوك العام لما وصلوا الى ما وصلوا اليه من نجاح وابو الوليد عودنا على ان يكون قيمة وقمة ليعطر هذا المساء بذكرياته الجميلة. ثم تحدث بعد ذلك المستشار محمد سعيد طيب وقال سيداتي سادتي انتهز هذه الفرصة لأحيي تاجرنا النبيل احمد حسن فتيحي وانا اعني ما اقول وانا اعرف عنه الشيء الكثير ولكن انتهز هذه الفرصة لاحييه على دوره في هذا المجتمع فهو تاجر ناجح وهذا ليس غريبا عليه وان يكون اقتصاديا مرموقا ليس غريبا لكن ان يكون ذلك التاجر الذي يشعر بالمسؤولية الاجتماعية تجاه مواطنيه وتجاه بلده وتجاه مجتمعه هو هذا الشيء الجدير به والاشادة به واحب ان اضيف ان دعمه لقضية المرأة واتاحة الفرصة لها للمساهمة في العمل والبناء التنموي في الدولة يجب ان يكون قدوة لبقية تجارنا ورجال واعمالنا واشكركم على اتاحة هذه الفرصة لي لحضور هذا اللقاء. المفاجأة اما المفاجأة التي اعدها شباب الاعمال بغرفة جدة هو حضور ابناء واخوات الاستاذ احمد حسن فتحي للتحدث عن والدهم فصعدت الى المنصة ابنته مها احمد حسن فتحي لتقبل رأس ويد والدها امام الجميع اعترافا بفضله عليها وتعليمها في امريكا وقالت كلمات رقيقة عذبة عن والدها عبر الميكرفون وجاء الدور على ابنه الدكتور الناجح وليد احمد حسن فتحي الذي قال كلمات قليلة معبرة عن حب الابن لأبيه وتقديرا لفضله وتعليمه وكان وراء نجاحه ثم اعطيت الفرصة لشقيقته التي عبرت بعفوية عن حبها العمقيق لشقيقها احمد حسن فتحي وردت جانبا من صلته للرحم وكيف انه كان يزورها اسبوعيا ويسأل عنها وعن احوالها باستمرار من حنان وابوة طاغية وقدمت بعض الفتيات تجاربهن التي يفكرن فيها وناقش ضيف اللقاء هذه التجارب بل ان بعض الفتيات قدمن تجربة عن انشاء معهد تدريب للفتيات وآخر عن مدرسة خاصة ترعى الطلاب الموهوبين ووعد بدراسة هذه الافكار والقابلة الافكار الناجحة والقابلة للتنفيذ. في نهاية اللقاء قدم الاستاذ احمد حسن فتحي مليون ريال لدعم الافكار الشبابية وتمويل بعض المشاريع الشبابية وهي الفكرة التي طرحها الشيخ صالح كامل وطلب من رجال الاعمال تبنيها لرعاية شباب رجال الاعمال والمؤسسات الصغيرة.