** بعد مولد الأهلي بحوالي خمسة عشر عامًا ولد الأمير خالد بن عبدالله ، سكن فؤاده عشق قلعة الكؤوس المهيمنة على البطولات فأطلق العنان لمشاعره بأن يكون أحد سكان القلعة مشجعًا ثم لاعبًا ثم إداريًا ثم داعمًا وفي كل الأحوال شهد بزوغ الذهب مساهمًا ثم صانعًا لأفراح سكان القلعة بالإنجازات والمبادرات والأولويات المسجلة في التاريخ كبصمة اختراع خاصة به ، لم يكن في يوم من الأيام مستجديًا للأضواء حال بعض المنضوين تحت لواء الرياضة هذه الأيام ولكن الأضواء نفسها سعت إليه منصفةً لجهوده ودعمه وأعماله التي لو صنفت في مقاييس التقييم لمنجزات الرياضيين لكان في مقدمتهم ولعل الاستفتاء الموضوعي والصادق لقناة العربية للرياضيين الأكثر تأثيرًا أعطى هذا الرجل بعض ما يستحقه من إنصاف في مقابل ما أنجزه لرياضة الوطن قبل النادي الأهلي. ** تعالوا نستعيد بعض ما منحه هذا العاشق من وقته ودعمه واهتمامه للرياضة السعودية وللنادي الأهلي فهو قد شارك الأهلي لاعبًا وسجل لنفسه مساحة من ممارسة كرة القدم ومعرفة أدق أسرارها ثم حاكى التجربة إداريًا وصهر كل خبراته فسجل النادي الأهلي تحت رئاسته بطولات كروية كبيرة على صعيد الدوري أو بطولات كأس الملك ثم اهتم بالألعاب المختلفة ليجعلها نموذجًا سواءً في المنافسة على البطولات أو تحقيقها حتى أصبح الأهلي يسمى بمنجم البطولات أو قلعة الذهب فكل الألعاب أضحت ساطعة في سماء التمثيل المحلي والخارجي فامتلأت الخزائن بالكؤوس والبطولات المحلية والخليجية والعربية والآسيوية ، وبات الأهلي في صدارة الأندية تحقيقًا للبطولات والتمثيل الخارجي المشرف إلى أن شرفه مليك البلاد المفدى بدرع التفوق الرياضي وبلقب سفير الوطن نهاية الموسم الماضي. ** لم تقتصر اهتماماته على تلك النقلة الرياضية للنادي الأهلي فكان له مبادرات فريدة حاكتها بعض الأندية فيما بعد في تكريم النجوم والاحتفاء المميز بهم وإقامة مهرجانات الاعتزال وكذلك الاحتفاء بفرق النادي الفائزة بالبطولات واستقطاب أفضل الأندية والمنتخبات العالمية الشهيرة مثل البرازيل واللاعبين العالميين الأفذاذ مثل مارادونا وحقق لناديه الأسبقية في زيارة أبرز الشخصيات له عندما قام رئيس الاتحاد الدولي ( الفيفا ) جواو هافيلانج بزيارة النادي الأهلي إبان رئاسة سموه للنادي .. ** امتد اهتمامه لتكريم أبرز الداعمين للنادي ورؤسائه على مدى تاريخه في احتفالات اليوبيل الذهبي فكانت تلك الخطوة تجسد حرصه على توثيق علاقة كل من أسهم بجهده ودعمه ووقته بناديه واستطاع بهذه الخطوة ترسيخ الوفاء في أبهى صوره وتعزيز الانتماء وخلق الأجواء المناسبة للالتفاف والدعم ، ولم ينس في غمرة ذلك الاهتمام جماهير النادي الأهلي عندما يصفهم في كثير من المناسبات بأنهم جماهير وفية وداعمة يستمد منها النادي قوته وكذلك الإعلام كشريك رئيسي في الإنجازات .. ** ويحسب للنادي الأهلي الذي أقام أول مجلس شرفي في أواسط التسعينيات الهجرية برئاسة الأمير بندر بن خالد بن عبدالعزيز وكان الأمير خالد أحد رجالات هذا المجلس أن استمر في استثمار أبنائه في إسداء الرأي والمشورة قبل الدعم قبل أن يأخذ الأمير خالد بن عبدالله مجلس أعضاء الشرف إلى رؤية جديدة تعنى بمستقبل الأهلي ، فكان له قصب السبق في استمرارية هذا المجلس رافدًا حيويًا للرأي حيال قضايا النادي وكافة قراراته الاستراتيجية وفق أنظمة رعاية الشباب وكان من ثمار أفكار الأمير خالد بن عبدالله قيام الانتخابات لرئاسة النادي الأهلي وكذلك انتخاب ممثلين للنادي للترشح لعضوية اتحاد الكرة واتحادات الألعاب المختلفة مع صياغة برامجهم وأهدافهم والترويج لهذه البرامج من خلال كتيب فشاهدنا شخصيات أهلاوية في مراكز حيوية تخدم رياضة الوطن ، وكان لهذه الخطوات الصدى الواسع لدى المسؤولين والرأي العام الذي تطلع إلى أن تواكب الأندية الأخرى هذا الفكر المتقدم .. ** أما نقطة التحول التاريخية التي أحدثها الأمير خالد في مسار الرياضة السعودية وكرة القدم السعودية خصوصًا فكانت تتمثل في الفكر الكروي الحديث الذي يأخذ بالأساليب العالمية في الاهتمام بمواهب لاعبي كرة القدم وصقل قدراتهم فأنشأ أول أكاديمية رياضية لكرة القدم في المملكة على أحدث أسس الأكاديميات الأوروبية ، واستحوذت منذ إنشائها على اهتمام الوسط الرياضي باعتباره باكورة عمل مستقبلي قادر على صياغة الاحتراف في المملكة بالشكل الذي يواكب الطموحات ، وظلت هذه الأكاديمية منارة كروية وحيدة قائمة بدورها وقطف الأهلاويون أولى ثمارها ببطولات في الفئات السنية أكدت سلامة المنهج ونجاح الرؤية ، ودعم الأمير خالد أولويات فكره بإقامة صرح رياضي كبير يحمل اسم رجل الرياضة السعودية الكبير الأمير عبدالله الفيصل رحمه الله وهو مركز الأمير عبدالله الفيصل لقطاع الناشئين والشباب ليحظى لاعب الأكاديمية بنفس البيئة والاهتمام التدريبي والإعداد الرياضي المتكامل لاستكمال مشواره واستثمار موهبته ، وشهد هذان الصرحان زيارات متعددة لرجالات الرياضة السعودية وشخصياتها المختلفة وأبرز النجوم علاوةً على ما تم تسجيله من زيارات لرؤساء أندية وشخصيات رياضية عالمية أكدت أن الأكاديمية والمركز لا يوجد مثيلهما سوى في أوروبا .. ** وبدلاً من أن نحتفي بهذه الشخصيات ونمنحها حقها من الوفاء والتكريم حتى لو بالكلمة الأمينة الصادقة نجد أن قلة في المجتمع الرياضي تعمل وفق أجندة خاصة وتحاول تغيير صورة أصلية بصورة غير واقعية ترسمها وفي مخيلتها أن هناك من سيصدق ومن سيؤمن بأن هناك من سينافس الرجل الأكثر تأثيرًا بأعماله المخلصة. ** هذا بعض ما قدمه خالد الأهلي للرياضة السعودية وللمجتمع الرياضي ولسكان قلعة الكؤوس ، فماذا قدم ( السذج ) الذين كانوا يحاولون بطريقة أو بأخرى القفز فوق الحقائق والسير وفق مصالح الأهواء والألوان بعيدًا عن الواقع الذي يشير أن للرياضة أهلها ، وأن الشخصيات الرياضية الواثقة من أدواتها وخبراتها هي من ستصل إلى مرافيء النجاح حتى وإن اعترضت سفنهم العواصف والأمواج !!